عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

... عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ

... عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ

 الجزائر اليوم -

 عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

بشيء من الاختزال الذي يحاول أن لا يسيء إلى المعنى، يمكن وصف إحدى أبرز مآسينا بأنّها تناقُض الواقع والشعار، أو كذب الثاني على الأوّل: الواقع يصغر والشعار يكبر، وكلّما صغر الواقع وأصابه التشرذم، كبر الشعار وصفّح نفسه بزعم التوافق والإجماع عليه.
المعادلة تكاد لا تخطئ.
لنأخذ مثلاً معبّراً من لبنان: حين انفجرت العلاقة بين المسلمين والمسيحيّين، كانت تُطرح في المناخ نفسه شعارات من قبيل إقامة الوحدة العربيّة أو بناء الاشتراكيّة... هذا ما كانه الأمر في الستينيّات والسبعينيّات. وحين انفجرت العلاقة بين السنّة والشيعة، فضلاً عن المسيحيّين والمسلمين، وهي حالنا اليوم، ازداد الإصرار على تحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى.
ما من ربط على الإطلاق بين انكماش القدرات حتّى التلاشي، تبعاً لتناقضاتنا الذاتيّة، والمهامّ التي تُطرح على النفس والغير، صدقاً كان ذلك أو كذباً، ممّا يتطلّب أعظم القدرات. التغطية على الفارق الهائل تتكفّل به عناوين رخيصة يصار إلى نفخها، من نوع «نهاية زمن الهزائم» أو «منع إسرائيل من تعديل قوانين الاشتباك»... من يقتنعون بهذه العناوين هم المقتنعون سلفاً بكلّ ما يُلَقّنُونه.
يفاقم مأسويّةَ المأساة أنّ الشيء الوحيد الذي يتحقّق من الشعارات المطروحة أنّ نزاعاتنا الداخليّة تتزايد، والمخاوف المتبادلة بين جماعاتنا تغدو أشدّ رسوخاً وتصلّباً. مردّ ذلك ببساطة إلى أنّ الشعارات، إذ تقع على انقسام أهليّ، لا تفعل ما يُقال أنّها تفعله من تضامن وتجاوز لـ«أحقاد الماضي» بالقياس إلى مواجهة «العدوّ المصيريّ». هذا شعار سِقيم. إنّها تضيف الحطب إلى نار الانقسام الأهليّ.
الأكثر تعقّلاً وتجربةً بيننا والأشدّ إدراكاً لواقع الحال، ممّن يطالبوننا بطيّ الشعارات الفخمة والانكباب المتواضع على التقريب بين جماعاتنا المتخاصمة، يصبحون موضوعاً للتشهير. يقال عنهم، بألسنة شديدة الطلاقة، أنّهم خونة وجواسيس في أسوأ الأحوال، وأنّهم، في أحسنها، مستشرقون، والمستشرقون طبعاً لا يفهموننا. وإذ نبحث عن أسرّة نختبئ تحتها كي يتجنّب واحدُنا رصاص الطائفة الأخرى، نعلن أنّنا شعب مُجمِع على تلك القضايا السامية، لا طوائف متنازعة. وكما في اللوحات الكوريّة الشماليّة الزاهية، نقول إنّنا صفّ متراصّ في طريق صاعد إلى المجد.
هكذا، وفي موضوع إسرائيل مثلاً، يُشهَّر بالحدّ الممكن من التضامن مع القضيّة الفلسطينيّة في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والإعلاميّة، ويُطلَب الحدّ المستحيل: «إنّها حرب وجود لا حرب حدود. إمّا البقاء أو الفناء».
لكنْ فضلاً عن المطالبة ببذل التضحيات التي لا يقوى البشر عليها، ولا يريدون بذلها أصلاً، لا يلبث أن يتبيّن أنّ الأمر ليس على هذه البراءة، وأنّ وراء الشعار ما وراءه. فهناك أغراض طائفيّة وراء شعار كهذا، أغراضٌ يتأدّى عنها تسليح طائفة من الطوائف وتقويتها على طوائف أخرى مذعورة من قوّتها. وهناك أيضاً مطامح إقليميّة تريد أن تجعل الشعار مدخلاً إلى نفوذ يخشاه كثيرون من أبناء البلد الذي تتطاير فيه الشعارات.
اليوم، وكما دلّت حادثة قرية شويّا في منطقة حاصبيّا الجنوبيّة، ورفض الأهالي تثبيت «حزب الله» راجمات صواريخه بين بيوتهم، يظهر كم أنّ الحدّ المستحيل من المطالب مستحيل فعلاً، لا يفعل سوى تعزيز الخصومة بين الطائفتين الشيعيّة والدرزيّة. وهو تكرار، ولو على نطاق أضيق حتّى الآن، لِما كان يحصل بين أواخر الستينيّات وأوائل الثمانينيّات بين المقاومة الفلسطينيّة عهدذاك وسكّان الجنوب اللبنانيّ. ذاك أنّ إطلاق الصواريخ من بين بيوت الأهالي واستدعاء ردود إسرائيليّة مدمّرة على السكّان طعنا العلاقة الفلسطينيّة – الجنوبيّة في صميمها. وكما نذكر جميعاً، ترافق الأمر مع اشتباكات مسلّحة شهيرة، لا سيّما بعد تأسيس «حركة أمل» التي نشأت ذراعاً للشيعة الجنوبيّين.
آنذاك، كما الآن، لا يحتاج المعترضون على إطعامهم للموت إلى أفكار «ضالّة»، ولا إلى تمويل «أميركيّ»، أو دعاية «صهيونيّة» أو «جيش لحد»، كي يدافعوا عن حياتهم. وهذا الحافز القويّ يزيده قوّةً كونُ الطرف المسلّح ينتمي إلى طائفة أخرى أو جماعة أخرى، على ما كانت الحال ما بين الستينيّات والثمانينيّات، وعلى ما هي اليوم. فكيف حين يكون «النصر» الوحيد الممكن، والذي يُفترض بالسكّان المدنيّين أن يقدّموا جثثهم على مذبحه، نزول الإسرائيليّين إلى الملاجئ في منطقة الجليل، أو سماع صفّارات إنذار في هذه البلدة أو تلك من إسرائيل!
هكذا ننتهي إلى المعادلة التالية: كلّما طالب «حزب الله» شعبه بهذا النوع من «التضحية»، اتّسعت رقعة الكراهية للحزب، طائفة بعد طائفة ومنطقة بعد منطقة، واتّسعت أيضاً رقعة النفور من تلك القضيّة التي يقول الحزب إنّه يمثّلها.
التواضع كان يقتضي، بدل هذا كلّه، الانكباب على حلّ مشاكل «الماء والكلأ»، كتلك التي عاشتها قبل أيّام منطقة خلدة، جنوب بيروت، على شكل اشتباكات بين «حزب الله» و«العشائر العربيّة». سياسة كهذه تجعل الشعار يعتدل ويتوقّف عن مخادعة الواقع. إنزال الإسرائيليّين إلى الملاجئ ليس عزاءً عن موت اللبنانيّين وذلّهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ  عن موت اللبنانيّين من أجل أن ينزل الإسرائيليّون إلى الملاجئ



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria