توني بلير أم صدّام حسين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

توني بلير أم صدّام حسين؟

توني بلير أم صدّام حسين؟

 الجزائر اليوم -

توني بلير أم صدّام حسين

بقلم : حازم صاغية

كان توني بلير سياسيّاً سيّئاً وقائداً فاسداً. وهو، كما أوضح تقرير تشيلكوت، شارك في قيادة حرب قامت على الأكاذيب وامتهان القوانين، ولم تُعدّ العدّة ليومها التالي، كما انقاد ذيليّاً لجورج دبليو بوش «كائناً ما كان».

هذا وغيره صحيح، وهو ما جاء التقرير ليكرّسه ويفصّله ويحوّله درساً للمستقبل، بما ينقّي الحياة السياسيّة البريطانيّة والعلاقات الدوليّة، حتّى لو لم يُحاكَم المرتكب بلير. هنا وظيفة التقرير.

أمّا الاستقبال العربيّ لتشيلكوت ونتائجه فجاء تبرئة بديعة للنفس وللطائفيّة التي أنزلت بالعراق ما أنزلته، قبل حرب بلير – بوش وبعدها. ذاك أنّ الرواية العربيّة الضمنيّة، والمعلنة أحياناً، مفادها أنّه لم يكن في الإمكان أحسن ممّا كان إلى أن جاء بلير وجورج دبليو ودمّرا العراق.

وما لا شكّ فيه أنّ حرب بوش وبلير زادت العراق خراباً، واستكملت التهديم والتفريغ اللذين بدأهما الحصار قبلها، كما أضعفت قابليّة البلد للإصلاح فيما سخّفت معاني محترمة كالقانون الدوليّ والديموقراطيّة. إلاّ أنّ اعتبار الحرب سبب الخراب العراقيّ فيعبّر عن خرافتين وطيدتين في الفكر السياسيّ العربيّ:

أولاهما أنّ الاستبداد (الصدّاميّ هنا) لم يكن خراباً، والثانية أنّه يكفي لنظام عربيّ أن يتمكّن من الوقوف في وجه طرف خارجيّ (إيران أو إسرائيل أو...) لكي يُعدّ معافى وقويّاً، ونظام صدّام أحرز ذلك.

بلغة أخرى، ما فعلته حرب بوش وبلير أنّها نقلت الكارثة العراقيّة، وبأسوأ الطرق، من الكمون إلى العلن. فحين لا يبقى من هذا كلّه إلاّ أنّ بلير وبوش دمّرا العراق وأنجبا «داعش»، فهذا يعني حقيقتين خطيرتين:

الأولى، وما دام أنّ العراق كان معافى في عهد صدّام، فلا معنى لكلّ ما قيل وكُتب عن الاستبداد ودوره في تفسيخ النسيج الوطنيّ. دليل ذلك أنّه كانت هناك دولة قويّة (كما كانت دولة حافظ الأسد قويّة) تشكّل «البوّابة الشرقيّة للوطن العربيّ في وجه إيران» (مثلما شكّلت دولة الأسد «قلعة الصمود في وجه إسرائيل»). أمّا تعطيل السياسة وحكم الحزب الواحد وعبادة صدّام وأقبية التعذيب وأوضاع المعارضين وأحوال الأكراد المقصوفين بالكيماويّ ومسلسل الحروب المكلفة...، فكلّها لا تنمّ عن أيّ ضعف في التكوين العراقيّ.

هنا، تستولي علينا، مرّةً أخرى، النظرة الخارجيّة إلى القوّة والضعف، والصحّة والمعافاة، ويبدو أنّنا حين نقرّ بمسؤوليّة تراكيبنا الداخليّة لا نكون نفعل غير رفع العتب أو المسايرة في وقت ضائع.

والثانية، وما دام أنّ الحرب هي التي فرّخت «داعش»، وكانت السبب الذي يختصر سائر الأسباب، فلا معنى بتاتاً لكلّ ما قيل وكُتب عن الاضطهاد والتعذيب، وأزمة البنية القبليّة في الزمن الحديث، وأهميّة الإصلاح الدينيّ، وتاريخ «القاعدة» السابق على حرب 2003، وأنظمة العقاب العربيّة، والفساد وتبديد الموارد على حساب فرص التنمية المتاحة، ووجود «داعش» في بلدان لم تتعرّض لحرب أميركيّة – بريطانيّة...

واقع الأمر أنّ المشكلة، التي فاقمتها الحرب، لا تبدأ بالحرب نفسها. إنّها تبدأ بدائرة مقفلة سمحت للبعث أن يحكم 35 سنة، من دون أن يظهر في الأفق العراقيّ ما يوحي بحصول تغيير داخليّ ناجح. وهذا الإقفال هو ما يغري مهووساً كبوش ودجّالاً كبلير بكسر الدائرة وإحراز أعلى مراتب المجد والنفوذ بأزهد الأكلاف.

وهذا كلّه أراحنا من تفكيره رئيس الحكومة البريطانيّ السابق الذي أكّد لنا أنّ عداءنا للغرب كان ويبقى الموقف الأسلم الذي لا تأتي الأحداث إلاّ لتبرهن صحّته. وصار في وسع واحدنا أن يقول، محاكياً البسطامي والحلاّج، «سبحاني ما أعظم شاني»، قبل أن يقتله برميل أسقطه أخ أكبر في العروبة، أو يذبحه بسكّينه أخ أصغر في الإسلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توني بلير أم صدّام حسين توني بلير أم صدّام حسين



GMT 18:54 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

سياسات السيّد مالي حيال إيران

GMT 23:05 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

سوريّا والتاريخ الممنوع دائماً

GMT 23:52 2021 الأحد ,14 آذار/ مارس

أخلاق النخبة العونيّة

GMT 21:06 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

عن العراق المعذّب الذي زاره البابا

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria