«رَبع الله» آخر نيابة عن الله حتّى الآن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«رَبع الله»: آخر نيابة عن الله... حتّى الآن!

«رَبع الله»: آخر نيابة عن الله... حتّى الآن!

 الجزائر اليوم -

«رَبع الله» آخر نيابة عن الله حتّى الآن

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

ليس جديداً تأسيس أحزاب دينيّة، لا في العالمين العربيّ والإسلاميّ ولا في سواهما. عربيّاً، كان أوّل تلك الأحزاب «جماعة الإخوان المسلمين» في 1928، ثمّ تأسّست في بلدان عربيّة شتّى أحزاب حملت تسميات «حزب التحرير الإسلاميّ» و«الجماعة الإسلاميّة» و«عبّاد الرحمن» و«شباب محمّد» وسواها.
هذه الأحزاب تحاشت كلّها ذكر اسم الله، وإن كانت، بطبيعة الحال، على بيّنة من الآية القرآنيّة في سورة المائدة: «فإنّ حزب الله هم الغالبون». حتّى الذين استخدموا هذا أو ذاك من أسماء الله الحسنى، كالرحمن، أكّدوا على أنّهم عبّاده من دون أن ينوبوا عنه ويصنّفوه زعيماً لحزبهم.
في إيران، ومباشرة بعد قيام ثورة 1979، ظهر تنظيم سُمّي«حزب الله» كان إسهامه الأكبر إحكام قبضة السلطة، بكثير من الخشونة، على الجامعات والطلبة والكتب. بعد ذاك، وفي 1995، نشأت مجموعة أخرى سمّت نفسها «أنصار حزب الله» وعُرفت بخدماتها للبوليس وأجهزة الأمن. بين هذين التاريخين، في أوائل الثمانينيّات، نشأ «حزب الله» اللبنانيّ في السفارة الإيرانيّة بدمشق وكان ما كان. ثمّ جاء دور العراق، بعد تعاظم النفوذ الإيرانيّ فيه، فأُسّست «كتائب حزب الله»، كما جاء دور اليمن فكان تنظيم «أنصار الله»، و«الأنصار»، على أيّ حال، أكثر تواضعاً في تمثيل الله من «الحزب».
التبرّع الإيرانيّ بالله جارٍ على قدم وساق إذاً. ومنذ فترة غير بعيدة بدأ العراق يُتحفنا باسم جديد هو «رَبع الله»، والرَبع قد يكون الدار أو الحيّ أو العشيرة أو الصحبة. إنّه، على العموم، تنسيبٌ آخر لله، علماً بأنّ الله، بطبيعة الحال، لم يُستَشر في أمر كهذا مثلما لم يُستشر عند إعلانه قائداً لأحزاب إيرانيّة ولبنانيّة.
قد يقول قائل إنّ في الأمر دالّة بعيدة على الله يعود بعض أصولها إلى تقاليد فقهيّة أتاحت إعطاء ألقاب من نوع «آية الله» و«روح الله»، أو الاثنين معاً دفعةً واحدةً، كما كانت حال «آية الله روح الله الموسويّ الخمينيّ». وهذا حقّ للمتفقّهين يجادلهم فيه المتفقّهون.
لكنْ يبقى أنّ إساءة استخدام الله واسمه تذهب بعيداً جدّاً مع «ربع الله» ممّن يُقدّر أنّهم تابعون لميليشيا «كتائب حزب الله»، وكلّهم في آخر المطاف عناصر في «الحشد الشعبيّ». ولمّا كان «الحشد» ينفي كلّ معرفة بـ«الربَع»، فهذا ما يزيد الشبهات اشتباهاً.
حسب تقريرين مصوّرين لقناتي «دويتشه فيلّه» الألمانيّة و«بي بي سي» العربيّة، ومصادر أخرى عراقيّة، يتّضح أنّ أهمّ أفعال «ربع الله» ما يلي:
- استهداف هوشار زيباري وزير الخارجيّة الأسبق ومحاولة إحراق مقرّ حزبه «الديمقراطيّ الكردستاني» في بغداد بعد انتقاده الفصائل الموالية لإيران.
- هجوم على السفارة الأميركيّة.
- مهاجمة «قناة دجلة» وإضرام النار فيها بعد اتّهامها بـ «الإساءة للإسلام». القناة، بالمناسبة، تعرّف عن نفسها بالتالي: «قناة دجلة تنقل رسائل العراق الجريح بعد أن سَحَقَ الخطاب الطائفيّ كلّ الرسائل واتّسع وتضخّم فلم يترك مجالاً لمن يريد أن يقول الحقيقة».
- اقتحام مركز للتدليك في فندق واقع في منطقة الكرّادة ببغداد وضرب فتيات يعملن فيه وتكسير محتوياته مع ترديد شعارات طائفيّة، وتكسير محلاّت لبيع المشروبات الكحوليّة.
- رفع مطالب اقتصاديّة كفرض سعر للدولار بمعزل عن السوق، مع التهديد بـ «قطع الآذان» في حال عدم الامتثال لمطالبهم.
- والذروة كانت استعراضاً مدجّجاً بالسلاح قبل أيّام قليلة في شوارع العاصمة، رافقه توعّد لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي. الشخص الآخر الذي شُتم وهُدّد بـ«قطع يده» إذا فكّر «بمجرّد المساس بالمقاومة»، هو أحمد أبو رغيف لأنّه، وهذا هو بيت القصيد، المكلّف بمكافحة الفساد.
كيف يعمل هؤلاء؟
يطلقون حملة تشهير على وسائل التواصل الاجتماعيّ تطال أحد أهدافهم، ثمّ يتقدّمون نحو الهدف مُقنّعين لا يظهر من وجوههم إلا الأعين والشفاه، بلباس أسود وعصبة حمراء للرأس، وفي الأيدي هراوات وبلطات وأدوات حادّة. لكنّهم أيضاً، وفي استعراضاتهم الكبرى، يستقلّون سيّارات دفع رباعيّ في شوارع بغداد تصحبهم أسلحتهم وشعارهم «لا نخاف ولا نستحي».
وهم يركّزون على «جنوبيّتهم» في مواجهة المناطق الأخرى، لا سيّما الشمال، ويكرهون خصوصاً ثوّار تشرين، ويحقدون على المشروع الاستقلاليّ المرِن، والمنفتح على العرب، الذي يرعاه رئيس الحكومة الحاليّ، ويسمّون رجال الأمن «ميليشيا الكاظمي». في المقابل، عراقيّون كثيرون ممّن يريدون أن يستعيدوا بلدهم ينعتونهم بـ «دواعش الشيعة»، ولا يُخفون استياءهم من غضّ النظر حيال انتهاكاتهم كما تُبديه أطراف أمنيّة تعجز السلطة السياسيّة حتّى الآن عن السيطرة عليهم.
هؤلاء، بكلمة أخرى، رجال المهامّ الإيرانيّة الأكثر قذارة في العراق. مهمّتهم الرائدة والمُركّبة هي منعُ الدولة من القيام والإمعانُ في تعفين المجتمع والحفرُ في غرائزه الطائفيّة والإثنيّة، فضلاً عن إفشال محاولات كبح الفساد وتحسين الصلات مع الجوار العربيّ والعالم. وكلّما أفلت الوطن من اليد وزاد المجتمع تعفّناً، تضاعف زعم الاستحواذ على الله والإساءة لاسمه حتى صار تقليداً خمينياً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رَبع الله» آخر نيابة عن الله حتّى الآن «رَبع الله» آخر نيابة عن الله حتّى الآن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria