أبعد من خطأ عزت العلايلي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أبعد من خطأ عزت العلايلي

أبعد من خطأ عزت العلايلي

 الجزائر اليوم -

أبعد من خطأ عزت العلايلي

حازم صاغية

اتّهم عزت العلايلي، النجم السينمائيّ المصريّ المعروف، رئيس حكومة بريطانيا بالإنضمام إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، ودليلُه على ذلك إجلاء بريطانيا رعاياها من شرم الشيخ بعد مأساة الطائرة الروسيّة. لكنّ ما هو أفدح من اتّهام ديفيد كاميرون بـ «الإخوانيّة»، أنّ العلايلي سمّاه: جون براون.

العلايلي ليس من المشايخ التلفزيونيّين الذين تطير الفِيَلة من أفواههم، ولا هو من صنف الضبّاط – الأطبّاء الذين يجدون في الكفتة علاجاً للإيدز. وهو، كممثّل سينمائيّ، لم يكن يمثّل فيلماً تتغيّر فيه الأسماء، بحيث يقال جون براون فيما المقصود ديفيد كاميرون.

لقد كان النجم البارز ينطق بلسان مرض اجتماعيّ مستفحل. وحيال مرض كهذا، تنعدم الحاجة إلى البراهين وإلى الدقّة، ويصير كلّ ما يعزّز الوعي التآمريّ مرغوباً ومطلوباً، أصدرَ هذا عن ممثّل أو كاتب أو شيخ أو مسؤول.

واليوم، للأسف، تهبّ من القاهرة أخبار وأفكار وتحليلات ما أنزل الله بها من سلطان، يمهرها بالتوقيع أفراد يصعب حصرهم في فئات اجتماعيّة أو فئات تعليميّة أو مهن ووظائف. صحيح أنّ المراحل الانتقاليّة، بما فيها من عجز عن تعقّل الحاضر، ومن قلق وخوف من الآتي، غنيّة بالهستيريا التآمريّة. غير أنّ مصر ربّما عاشت وتعيش إحدى أطول المراحل الانتقاليّة في التاريخ الحديث. فما إن تُخطى خطوة تحاول أن تتجاوز «شرعيّة يوليو»، على تعدّد تلاوينها، حتّى تُخطى خطوتان نكوصيّتان في العودة المنضبطة إليها. وما إن يبدو أنّ البلد موشك على مغادرة الثنائيّة القديمة للإسلاميّين والعسكر، حتّى تلوح هذه الثنائيّة الشالّة وكأنّها منقوشة نقشاً في روحه.

وإذ يتعطّل في مناخ كهذا التصدّي للمشكلات الفعليّة، يبدو العالم الحقيقيّ متخماً بالرموز والإشارات، بل بالمؤامرات والخرافات التي تسيء إلى البلد المعنيّ، قبل أن تسيء إلى صورته. ومعروف أنّ لدينا أميركا وإسرائيل واليهود و»الإخوان المسلمين» والشيوعيّة، وكلها موادَّ خصبة لعقل تآمريّ يعيش في مجاعة دائمة.

فليس من العلامات المطمئنة أن يُعتقل الصحافيّ والناشط الحقوقيّ حسام بهجت، وقبله المذيعة التلفزيونيّة عزّة الحنّاوي، وهذا فضلاً عن أنّ صِدام السلطات بالإعلام مرّة، وبنشطاء حقوق الإنسان ومنظّماتها مرّة أخرى، يشهد على السلطات ومجتمعاتها أكثر ممّا يشهد لها. وفي الإطار نفسه تندرج شيطنة الخصوم والمعارضين، إسلاميّين كانوا أم غير إسلاميّين، حيث ينعدم تماماً كلّ فارق بين كلام المثقّف الاتّهاميّ وكلام رجل الأمن المحقّق.

وبالطبع فإنّ الحملة على الإرهاب تستدعي ذكاء أكبر، وقدرة على الاختلاف والمساءلة تتضاءل آثارها اليوم.

فمصر عرفت، منذ ثورة يناير، أحداثاً مزلزلة اختُبر فيها كلّ شيء تقريباً. وبعد كلّ ما حصل، بما فيه وصول «الإخوان المسلمين» إلى السلطة ثمّ إزاحتهم عنها، بات من الحيويّ جدّاً تعريض الأفكار على أنواعها، ومهما تباينت وتضاربت، للنقاش العامّ. أمّا المراوحة في المكان نفسه، ومعها مأسسة الكبت وتكثير المقدّسات والمحرّمات، فأقصر الطرق إلى استنقاع مخيف في الواقع وفي السياسة وفي الأفكار سواء بسواء.

وهذه ممارسات بات الأذكياء يتجنّبونها. فعالمنا وإن كان لا يزال قادراً على إنتاج الكثير من الظاهرات الضارّة، لا سيّما منها حركات الهويّة وعنفها وإرهابها، فإنّه بات أقدر على إنتاج ظاهرات مفيدة وكاشفة. ذاك أنّ أكثر من نصف سكّان كوكبنا باتوا مدينيّين، وقد تأدّى عن الثورتين الصناعيّة وما بعد الصناعيّة ارتفاع مدهش في مستويات التعليم. ومن خلال تقنيّات الاتّصال الحديثة بات العالم كلّه مرئيّاً للعالم كلّه. وأهمّ من هذا أنّ شعور الفرد بفرديّته الكارهة للإضطهاد، والإنسان بإنسانيّته الرافضة للإملاء من أعلى، صار أقوى من أيّ وقت سابق.

وهذا، في عمومه، يتطلّب من عزت العلايلي أن يبادر فوراً إلى إعادة اسم ديفيد كاميرون إليه، فضلاً عن فصله من جماعة «الإخوان المسلمين».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من خطأ عزت العلايلي أبعد من خطأ عزت العلايلي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria