الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة…
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة…

الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة…

 الجزائر اليوم -

الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة…

خيرالله خيرالله

المكان الوحيد الذي تستطيع الجزائر إظهار أنها قوة، هو الداخل الجزائري، أي رفاه الجزائريين وإقامة علاقة طبيعية مع الدول المجاورة، ولا شيء آخر غير ذلك.. إنه الامتحان الذي سقطت فيه الجزائر مرة أخرى.

يخيّل لمن يسمع كلام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الموجه في رسالة إلى ملك المغرب محمّد السادس في مناسبة العيد التاسع والخمسين للاستقلال، أن الرئيس الجزائري أقدم منذ وصوله إلى الرئاسة على خطوة ما في اتجاه إقامة علاقات طبيعية بين البلدين.

تبدو الرسالة أقرب إلى كلام إنشائي أبعد ما يكون عن الجدّية، نظرا إلى التناقض المكشوف بين التمنيات، التي تبدو أقرب إلى المجاملات، من جهة والواقع الأليم للعلاقات بين البلدين الجارين من جهة أخرى.

قال بوتفليقة، العائد من رحلة علاجية قصيرة إلى فرنسا، في رسالته الموجّهة إلى العاهل المغربي: “وإذ أشاطركم والشعب المغربي الأفراح، فإنّه لا يفوتني أن أجدد حرصي على توثيق علاقات الأخوّة التي تربط بين بلدينا والارتقاء بها لتشمل كلّ المجالات”.

هل من كلمة تعني شيئا، على علاقة بالواقع، في الرسالة؟ ما الذي يثبت أنّ هناك رغبة جزائرية في إقامة علاقات “أخوّة” مع المغرب؟

الجواب بكلّ بساطة أن ليس ما يشير إلى ذلك في أيّ شكل. كلّ ما هناك أنّ الجزائر ترفض حتّى البحث في إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عشرين عاما بالتمام والكمال. لم تكتف الجزائر بتأكيد رغبتها في إبقاء الحدود مغلقة. رفضت البحث في المسؤولية عن الحادث الحدودي الذي وقع الشهر الماضي عندما أطلق رجال الأمن فيها النار على مواطنين مغاربة داخل الأراضي المغربية. رفضت حتّى التحقيق في ظروف الحادث الذي أصيب فيه مواطن مغربي بجروح. بدا وكأنّ المطلوب تأكيد أن لا مجال لمناقشة أي موضوع من شأنه أن يمهّد لتعاون وتنسيق بين البلدين، حتّى في الأمور الإنسانية.

سبق لمحمّد السادس أن هنّأ بوتفليقة في الذكرى الستين لاندلاع الثورة الجزائرية، أكّد العاهل المغربي، مجددا، وجوب إقامة علاقات أكثر من طبيعية بين البلدين. الفارق بين الموقفين الجزائري والمغربي في غاية الوضوح، بل على طرفي نقيض. إنّه فارق بين الكلام الجزائري الجميل الذي يظلّ كلاما من جهة، والكلام المغربي المقرون بالأفعال من جهة أخرى.

تعتبر الرباط أنّ من الطبيعي تطوير العلاقات بين البلدين خدمة للمصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي، فيما في الجزائر من يصرّ على الهرب إلى الخارج من أجل التغطية على الأزمات الداخلية المتلاحقة التي يشهدها البلد منذ استقلاله في العام 1962 والتي بلغت ذروتها خريف العام 1988 لدى اندلاع ثورة حقيقية ما لبث المتطرفون أن تلقفوها وأدخلوا البلد في دوامة العنف التي استمرّت ما يزيد على عشر سنوات.

لا شكّ أن الدور الذي لعبه الجيش الجزائري كان حاسما في القضاء على الإرهاب تمهيدا لوصول بوتفليقة إلى الرئاسة في العام 1999. ساهم الرئيس الجزائري بدوره في مجال استتباب السلم الداخلي وترسيخه عبر مصالحات وطنية.

تمكّن من ذلك بفضل الخبرة الطويلة التي اكتسبها منذ كان شابا. كان مفترضا أن يتوسّع دوره إلى ما هو أبعد من الداخل. المؤسف أنّ السياسة الخارجية للجزائر بقيت تراوح مكانها. تقوم هذه السياسة المبنية على لغة خشبية، على الاستثمار في كلّ ما من شأنه إثارة القلاقل في دول الجوار وذلك كي تثبت الجزائر أنّها قوّة إقليمية.

لم يستطع بوتفليقة، الذي شاء ارتداء بذلة هواري بومدين، التخلّص من العقدة الجزائرية المتمثلة في وهم الدور الإقليمي.

لا يختلف اثنان على أن الحال الصحيّة لبوتفليقة كانت تفرض عليه عدم الترشّح لولاية رابعة. لكنّ مراكز القوى التي تدعمه والتي لا تستطيع القبول ببديل منه في المرحلة الراهنة، فضّلت أن يبقى في الرئاسة لإدارة البلد المهمّ من كرسيّه النقال. لا يزال الرئيس المريض المقيم خارج قصر الرئاسة في العاصمة (المرادية) قادرا على اتخاذ القرارات الكبيرة، ولكنّ من الواضح أنّ ما يريح الدائرة الضيّقة المحيطة به هو التمسّك بكلّ ما هو قديم، أيّ بالنهج الذي جعل الجزائر غير قادرة على التعاطي مع جيرانها من منطلق أنّ المنطقة تغيّرت، وأن ما كان ممكنا في عهد بومدين صار من رابع المستحيلات اليوم.

لا تزال الجزائر أسيرة العقدة الجزائرية. هناك نقطتان تؤكّدان ذلك أولاهما الحدود المغلقة مع المغرب. يخشى النظام الجزائري أن يأتي المواطن العادي إلى المغرب ليشاهد بنفسه كيف استطاع بلد لا يمتلك ثروات طبيعية تُذكر تطوير نفسه في كلّ مجال، بما في ذلك لعب دور الجسر بين أوروبا وأفريقيا.

أمّا النقطة الثانية فهي مرتبطة بنزاع الصحراء الذي هو نزاع مغربي- جزائري بالدرجة الأولى. ترفض الجزائر الاعتراف بأنّ المغرب ربح الحرب وربح السلم في الصحراء المغربية، وأنّ كلّ ما عدا ذلك مناورات مكشوفة تستهدف ابتزازه ليس إلا. لا وجود لغير لعبة وحيدة في المدينة، حسب التعبير الأميركي الشائع. هذه اللعبة هي ما طرحه المغرب وكرّره محمد السادس أخيرا في مناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لـ”المسيرة الخضراء” التي سمحت للمغرب باستعادة أراضيه. اسم اللعبة هو الحكم الذاتي للصحراء في إطار السيادة المغربية. لماذا هذا الإصرار الجزائري على تجاهل الواقع والاعتراف بأن أفضل ما يستطيع بوتفليقة عمله، في حال يريد أن يكون لديه إرث، هو توظيف الثروة الجزائرية في خدمة الجزائريين، بدل الاستثمار في كيفية إثارة القلاقل خارج الحدود الجزائرية عن طريق أداة اسمها جبهة “بوليساريو” وما شابه ذلك.

سيترك بوتفليقة، الذي يحكم من كرسيه النقّال، إرثا. يعترف كلّ من تعاطى في الشأن الجزائري أنّه استطاع إتمام شبه مصالحة وطنية أدت إلي استقرار نسبي في الداخل. أمّا الفشل الجزائري في عهده، فهو فشل كبير على الصعيد الإقليمي أوّلا. بقي بوتفليقة أسير العقدة الجزائرية. تبيّن، على الرغم من كلّ ما قام به من أجل تقليص نفوذ المؤسسة العسكرية، أنّه عاجز عن اتخاذ قرارات كبيرة تجعله يدخل التاريخ. فالجزائر ما زالت دولة من العالم الثالث أو الرابع أو الخامس، تكره فرنسا، فيما طموح معظم الجزائريين هو الانتقال للعيش فيها.

ليس الموقف من الصحراء المغربية سوى تعبير عن عقدة جزائرية اسمها المغرب. إنّها أيضا تعبير عن عجز رئيس جزائري، لا مفرّ من الاعتراف بأنّه حقّق شيئا لبلده على الصعيد الأمني والسياسي، عن الذهاب إلى أبعد من ذلك. والذهاب إلى أبعد من ذلك، يعني أوّل ما يعني التخلي عن وهم القوّة الإقليمية في شمال أفريقيا. فالمكان الوحيد الذي تستطيع الجزائر إظهار أنّها قوة، هو الداخل الجزائري، أي رفاه الجزائريين وإقامة علاقة طبيعية مع الدول المجاورة، ولا شيء آخر غير ذلك.. إنّه الامتحان الذي سقطت فيه الجزائر مرّة أخرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة… الامتحان الذي سقط فيه بوتفليقة…



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 07:14 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

تايلور سويفت أنيقة خلال حضورها حفلة "بيلبورد"

GMT 05:23 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تعاون بين فيكتوريا بيكهام و"ريبوك" في مجموعة خريف 2018

GMT 03:41 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارتان قديمتان لـ"مرسيدس" تخرجان إلى المزاد العلني

GMT 03:42 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

مارك جاكوبس يتخطى الأزياء إلى كريمات الأساس الرائعة

GMT 15:41 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الأرصاد الجوية الكويتية تؤكد أن الطقس حار والعظمى 44

GMT 04:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن تناول فيتامين "د" يساعد على الإنجاب

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 01:41 2017 السبت ,04 آذار/ مارس

نسرين أمين "راقصة" في مسلسل "شقة فيصل"

GMT 00:09 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار الريال السعودي مقابل الدولار الأميركي الإثنين
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria