غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين

غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين

 الجزائر اليوم -

غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين

خيرالله خيرالله

لم يكن الإتحاد السوفياتي كائنا طبيعيا كي يكون قابلا للحياة. أول من أدرك ذلك غورباتشوف الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه طوال خمس سنوات قبل أن يعترف أن هناك نظاما انتهى.

قبل خمسة وعشرين عاما، سقط جدار برلين. مع سقوط الجدار تغيّر العالم. انتهت الحرب الباردة وبدأ العد التنازلي لانهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان قوة عظمى في مواجهة الولايات المتحدة والغرب. أُعلن رسميا عن الانهيار مطلع السنة 1992، عندما تبيّن أن النظام الشيوعي الذي يدار من المركز، أي من موسكو، لم يعد قابلا للحياة.

لم يكن الاتحاد السوفياتي كائنا طبيعيا كي يكون قابلا للحياة. لعلّ أوّل من أدرك ذلك رجل ظلمه التاريخ اسمه ميخائيل غورباتشوف. حاول غورباتشوف إنقاذ ما يمكن إنقاذه طوال خمس سنوات قبل أن يعترف، من موقع الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي، أنّ هناك نظاما انتهى، وأنّ الآلة العسكرية التي كان الاتحاد السوفياتي يمتلكها ستقضي على الدولة. في الواقع كانت هناك آلة عسكرية ضخمة تقف على قاعدة هشّة هي الاقتصاد السوفياتي.

بين العام 1985، تاريخ وصوله إلى موقع الأمين العام للحزب وحتى يوم التاسع من نوفمبر 1989، يوم سقوط جدار برلين، عمل غورباتشوف المستحيل من أجل الحؤول دون انهيار القوة العظمى الثانية في العالم. جرب الإصلاحات، معتمدا على ما سمّي وقتذاك “بريسترويكا” و”غلاسنوست”، قبل أن يكتشف أنّ الأمل مفقود، وأن بلدا من دون اقتصاد قوي ومتين لا يستطيع أن يكون قوة عظمى.

الآن، يقف غورباتشوف، الذي صار في الثالثة والثمانين من العمر، في برلين ليبدي تخوفه من عودة الحرب الباردة. يقول الرجل الذي أشرف من داخل الكرملين على تصفية الاتحاد السوفياتي: “العالم على عتبة حرب باردة جديدة، وثمة من يقول أنّ هذه الحرب بدأت فعلا”.

هل بدأت الحرب الباردة مجددا بعدما تصرّف الغرب، على رأسه الولايات المتحدة، على طريقة المنتصر الذي لم يعد يبالي بالحوار مع الآخرين؟ هذا، على الأقلّ، ما لاحظه غورباتشوف الذي اعتبر، من برلين، أن الغرب “كان ضحية انتصاره بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. لهذا السبب، لم تستطع القوى الكبرى التعاطي مع نزاعات يوغوسلافيا والشرق الأوسط وأوكرانيا”.

من الواضح أن آخر زعيم للاتحاد السوفياتي يشير إلى أن الغرب تخلّى، في مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، عن مسؤولياته.

ترك يوغوسلافيا تتفكّك، وترك اسرائيل تتصرّف كقوة احتلال بصفة كونها القوة العظمى في الشرق الأوسط، كما فشل في إقامة حوار مع روسيا في شأن أوكرانيا.

ليس ضروريا أن يكون غورباتشوف على حقّ، ذلك أن همّه يبدو محصورا في كيفية استعادة روسيا بعض أمجاد الاتحاد السوفياتي. بكلام أوضح، يريد غورباتشوف أن يقال عنه، في كتب التاريخ، إنّه بقي مواطنا روسيا يؤمن بعظمة بلاده، وليس الرجل الذي قاد إلى انهيار الاتحاد السوفياتي.

يفكّر غورباتشوف، حاليا، بما سيُكتب عنه بعد رحيله. ولذلك يحضّ الغرب على “رفع العقوبات” التي فرضت على عدد من كبار المسؤولين الروس في ضوء سيطرة موسكو بالقوة على شبه جزيرة القرم، وتدخّلها المكشوف في أوكرانيا.

من حقّ كلّ سياسي التفكير بإرثه. ولكن، مهما فعل ميخائيل غورباتشوف، وهو رجل عظيم، بكلّ معنى الكلمة، سيظل اسمه مرتبطا بسقوط “امبراطورية الشرّ” على حدّ تعبير رونالد ريغان، واستعادة شعوب أوروبا الشرقية حرّيتها بعدما ظُلمت طويلا.

أمّا مشكلة ما يشهده العالم حاليا من صراعات ونزاعات، خصوصا في الشرق الأوسط، فهي عائدة إلى أن روسيا، لم تتعلّم شيئا من تجربة الاتحاد السوفياتي. الدليل على ذلك أنّها تستغلّ الضياع الأميركي وضعف إدارة باراك أوباما من أجل دعم نظام مثل النظام السوري أخذ على عاتقه الخلاص من شعبه ومن سوريا نفسها. تراهن موسكو على عودة الحرب الباردة من البوابة السورية، ومن خلال الحلف غير المعلن مع إيران، وذلك كي تثبت أنّها ما زالت قوة عظمى.

هناك ميخائيل غورباتشوف الذي يستحقّ لقب رجل القرن العشرين. فهم هذا الرجل العالم جيّدا في ثمانينات القرن الماضي. فهم، خصوصا، ماذا يعني خوض حروب في أفغانستان بالنسبة إلى بلد يمتلك اقتصادا ضعيفا مثل الإتحاد السوفياتي. فهم أن جدار برلين كان جدار العار، وأن ألمانيا لا يمكن أن تبقى مقسّمة. لذلك، كانت قُبلته الأخيرة للزعيم الألماني أريش هونيكر في برلين أشبه بقُبلة الموت أكثر من أيّ شيء آخر.

فهم غورباتشوف، في الثمانينات، أن بولندا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا لا يمكن أن تظلّ مستعمرات سوفياتية.

ولكن، هناك الآن ميخائيل غورباتشوف الذي يريد من المواطن الروسي أن ينسى ماضيه السوفياتي. إنها عقدة الروسي العادي، كما عقدة المقيم في الكرملين الذي اسمه فلاديمير بوتين. تقوم هذه العقدة على رفض الاعتراف بأنّ الاقتصاد الروسي المرتكز على السعر المرتفع للنفط لا يبني قوة عظمى، ولا يسمح بتجدد الحرب الباردة. الحرب الباردة جزء من الماضي. هناك حروب من نوع جديد لا تبدو روسيا قادرة على استيعاب مدى خطورتها. على رأس هذه الحروب النزاعات ذات الطابع المذهبي في الشرق الأوسط التي تستثمر فيها إيران، وتغذيها روسيا بالسلاح وبالفيتو الذي تمتلكه في مجلس الأمن.

كان غورباتشوف في الثمانينات وتسعينات القرن الماضي رجلا لمّاحا على علم تام بما يدور في العالم، وبأنّ للتاريخ منطقه، وأنّ هذا المنطق لا يمكن إلّا أن يقود إلى انهيار الاتحاد السوفياتي.

هذا قانون الطبيعة الذي فرض انهيار النظام السوري الذي كان، إلى جانب كوريا الشمالية، آخر نظام ستاليني في العالم في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

لن تعود الحرب الباردة. ستكون في العالم حروب كثيرة بعضها ساخن وبعضها بارد. الأكيد أن روسيا لن تعود قوّة عظمى، كما عاد يحلم غورباتشوف بعدما صار في الثالثة والثمانين من العمر.

إذا كان من درس بعد ربع قرن على انهيار جدار برلين، فإنّ هذا الدرس يتلخّص في أنّ الاقتصاد أهمّ من السياسة. ارتكب بوش الابن كل الأخطاء التي يمكن ارتكابها، خصوصا في أفغانستان والعراق. وجاء باراك أوباما ليزيد من حجم الأخطاء الأميركية.

لكنّ أميركا بقيت أميركا، لا لشيء سوى بسبب اقتصادها الذي يتطور يوميا، في حين لا تزال دولتان مثل روسيا وإيران في أسر النفط والغاز وعائداتهما.

يستطيع البلدان ممارسة لعبة الابتزاز، تستطيع إيران الادعاء أن بيروت مستعمرة إيرانية على البحر المتوسط، وأنها باتت تسيطر على جزء من اليمن عبر “أنصار الله”. وتستطيع روسيا القول بالأفعال وليس بمجرد الكلام أنّها استعادت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، وأنّها ستقسّم هذا البلد. ولكن لا أمل لأي من البلدين في أن يصبح قوة عظمى يوما لأسباب اقتصادية أوّلا، وربّما أخيرا.

انهار جدار برلين.. انهار الاتحاد السوفياتي. انهار حلف وارصو. انهارت منظومة عالمية. انهارت الإمبراطورية التي كان لديها موطئ قدم في اليمن الجنوبي، وفي القرن الأفريقي. هل هذا ما يريد ميخائيل غورباتشوف أن ينساه عبر تحذيره من عودة الحرب الباردة؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين غورباتشوف بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 07:14 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

تايلور سويفت أنيقة خلال حضورها حفلة "بيلبورد"

GMT 05:23 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تعاون بين فيكتوريا بيكهام و"ريبوك" في مجموعة خريف 2018

GMT 03:41 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارتان قديمتان لـ"مرسيدس" تخرجان إلى المزاد العلني

GMT 03:42 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

مارك جاكوبس يتخطى الأزياء إلى كريمات الأساس الرائعة

GMT 15:41 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الأرصاد الجوية الكويتية تؤكد أن الطقس حار والعظمى 44

GMT 04:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن تناول فيتامين "د" يساعد على الإنجاب

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 01:41 2017 السبت ,04 آذار/ مارس

نسرين أمين "راقصة" في مسلسل "شقة فيصل"

GMT 00:09 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار الريال السعودي مقابل الدولار الأميركي الإثنين
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria