شهران على اغتيال علي عبدالله صالح
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

شهران على اغتيال علي عبدالله صالح

شهران على اغتيال علي عبدالله صالح

 الجزائر اليوم -

شهران على اغتيال علي عبدالله صالح

بقلم : خير الله خير الله

بعد أيام قليلة، يمضي شهران على اغتيال الحوثيين (أنصار الله) لعلي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية، ثم الجمهورية اليمنية من منتصف العام 1978 إلى مطلع 2012، لا يزال السؤال المحيّر يطرح نفسه. كيف يمكن لرجل حذر مثل علي عبـدالله صالح استطاع البقـاء في السلطة كل هذه السنـوات أن يقع في الفخّ الذي نصبه له عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي يعتقد أن لديه حسابا يريد تصفيته مع ذلك الذي حكم اليمن طوال ما يزيد على ثلاثة وثلاثين عاما.

من الصعب العثور على جواب عن مثل هذا السؤال، حتى لشخص عرف علي عبدالله صالح منذ العام 1986، حين كان يرفض إجراء حوار صحافي مباشر، إلى أن صار بعد العام 1995 يريد أن يكون صاحب الأسئلة والأجوبة في المقابلة الصحافية.

ربما ساهم تبسيط الأمور في فهم لماذا استطاع الحوثيون محاصرة علي عبدالله صالح في بيته وقتله بطريقة وحشية بذريعة أنه وراء مقتل حسين بدرالدين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي، في العام 2004.

على الرغم من امتلاكه ذكاء فطريا من النوع الذي يجعل منه سياسيا استثنائيا، يظل علي عبدالله صالح إنسانا بسيطا ذا ثقافة متواضعة. المرجح أنه كان يعتقد أن في استطاعته الاعتماد على الذين دعمهم في الماضي من جهة، وعلى قدرته على تجاوز كل أنواع الأزمات من جهة أخرى.

كان يظن أن لديه قاعدة شعبية واسعة وأن القبائل المقيمة في محيط صنعاء والتي تسمى “قبائل الطوق” لا يمكن أن تتخلى عنه، خصوصا أنه قدم لها الكثير طوال سنوات حكمه الطويل. لم يدرك أن هذه القبائل اختارت السير مع الحوثيين منذ فترة طويلة، وأن زعماءها كانوا يقولون في مجالسهم الخاصة: نخزّن مع الرئيس، أي نمضغ القات معه، ونقاتل مع الحوثي.

جاء عشرات الآلاف من رجال القبائل إلى ميدان السبعين في صنعـاء في آب – أغسطس الماضي للمشـاركة في احتفـال ضخم في الذكرى الـ35 لتأسيس “المؤتمر الشعبي العام”، وهـو الحزب الذي أسسه علي عبدالله صالح في العام 1982 وكان من بين الأدوات التي استخدمها للإمساك بالسلطة وتذويب الأحزاب الصغيرة واحتوائها.

بعد ساعات قليلة من انتهاء الاحتفال، عاد رجال القبائل من حيث أتوا. تلقى علي عبدالله صالح في ذلك اليوم سلسلة من التحذيرات، من بينها منعه من إلقاء كلمة طويلة في الاحتفال. اقتصرت كلمته على نص قصير أُخضع مسبقا لموافقة الحوثيين الذين نشروا قناصين في مواقع تشرف على المنصة التي كان يجلس فيها الرئيس السابق.

كان علي عبدالله صالح يعرف الحقيقة لكنه أصر على المكابرة. كان يعرف تماما أن “قبائل الطوق” صارت في مكان آخر، لكنه لم يصدق لحظة أن هذه القبائل لن تهبَّ، في اللحظة الأخيرة، لنجدته عندما تصبح حياته في خطر.

ذهب ضحية المكابرة والإيمان والثقة بقبائل كان يعرف تماما أنه لا يمكن الوثوق بها. هل من جاء واشترى هذه القبائل في مرحلة كان يمكن أن تدعم علي عبدالله صالح في المواجهة الأخيرة مع الحوثيين؟

قبل ذلك، لم تعد هناك من قوات عسكرية بإمرة علي عبدالله صالح وذلك منذ اليوم الذي سلم فيه الرئاسة إلى نائبه عبدربه منصور هادي في شباط – فبراير من العام 2012. من بقي مواليا له من كبار الضباط في القوات المسلحة، قُتل في قصف الصالة الكبرى خلال عزاء لآل الرويشان في صنعاء يوم الثامن من تشرين الأول – أكتوبر من العام 2016.

كان يتظاهر بالقوة لكنه لم يكن يملك شيئا منها على أرض الواقع. لم يبق معه سوى عـدد قليل من المخلصين قاتلوا بشجاعة في الأيام الثلاثة التي انتهت باقتحام بيته، وتنفيذ حكم أصدره عبدالملك الحوثي بحقه.

ما يدلّ على أن علي عبدالله صالح لم يكن يتوقع، في أيّ وقت، أن يدخل “أنصار الله” بيته هو أن معظم الوثائق السرية التي كانت تعود إليه بقيت سليمة في المنزل. الأكيد أن الحوثيين استولوا عليها ونقلوها إلى حيث يجب نقلها.

ما الذي يمكن قـوله بعد شهرين تقريبا من اغتيال علي عبدالله صالح؟ لعل أول ما يمكن الإشارة إليه هو الافتقاد إلى قيادات يمنية استطاعت أن ترث زعامته.

كان علي عبدالله صالح الشخص القادر على الحوار مع الجميع وعلى تقديم كلّ التنازلات المطلوبة متى تدعو الحاجة إلى ذلك. كان رمزا للقدرة على الأخذ والعطاء في اليمن. لم يعد يوجد في البلد من يـريد التعاطي مع الآخر.

لا يوجد في الواقع أي مشروع سياسي يمكن أن يكون موضع اتفاق بين “شرعية”، تبدو في حال ضياع أكثر من أي وقت، وبين حوثيين تحولوا إلى أداة إيرانية لا أكثر.

ما الذي تريده إيران في اليمن حاليا؟ تريد تحويل الشمال إلى ما يشبه قطاع غزّة الذي تديره “حماس” منذ منتصف العام 2007، أي منذ ما يزيد على سبع سنوات ونصف سنة.

خسر علي عبدالله صالح معركته في اليوم الذي قرر فيه البقاء في صنعاء بعد وضع الحوثيين يدهم عليها في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. بدأ العد العكسي للتخلص منه في ذلك اليوم.

كانت المسألة مسألة وقت لا أكثر. جاء التخلص منه ليؤكد أن مرحلة الحوار في اليمن صارت من الماضي. كانت الشراكة بينه وبين الحوثيين، وإن كانت شكلية ومصطنعة ولا منطق لها، توحي بأن باب الحوار لم يغلق كليا.

بقتلهم علي عبدالله صالح، لم يغلق “أنصار الله” باب الحوار نهائيا فحسب، بل وجهوا في الوقت ذاته رسالتين.

الرسالة الأولى أن لديهم رغبة في إقامة إمارة خاصة بهم في مناطق شمالية يمنية على تماس مع المملكة العربية السعودية. ليس كلام عبدالملك الحوثي عن “شرعية ثورية” كلاما عابرا.

هناك إصرار لدى الحوثيين على إلغـاء الجمهورية اليمنية التي تأسست في العام 1962 والعودة إلى الإمـامة. بالنسبة إلى عبـدالملك الحوثي، ألغت “ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014” “ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962”.

أما الرسالة الأخرى التي وجهها الحوثيون، فهي تتمثل في أنهم لن يخرجوا من صنعاء إلا بالقوة. هل من يستطيع إلحاق هزيمة عسكرية بهم تعيدهم إلى كهوف صعده التي انطلقوا منها في اتجاه المحافظات الأخرى، وبلغوا عدن والمخا في مرحلة معينة؟

إذا كان من درس يمكن تعلمه من اغتيال علي عبدالله صالح، فهذا الدرس هو أن لا أمـان للحوثيين وأنهم وحدهم الـذين يمتلكون مشروعا سياسيا في اليمن تقف خلفه إيران.

إنه مشروع متخلف، على كل صعيد، إلى أبعد حدود ولا أفق له في المدى البعيد، لكنه مشروع قائم على تحويل اليمن إلى شوكة في خاصرة دول الخليج العربي.

كذلك، يتبين الآن أنه لم يكن من بديل لـ“عاصفة الحزم” التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في آذار – مارس 2015. لم تكن هذه الحملة العسكرية، بغض النظر عن كل ما يقال عنها، سوى رد فعل في سياق الدفاع عن النفس في وجه المشروع الإيراني في اليمن الذي كان علي عبدالله صالح من ضحاياه!

المصدر ـ جريدة العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهران على اغتيال علي عبدالله صالح شهران على اغتيال علي عبدالله صالح



GMT 07:49 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

GMT 01:00 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

اليمن بعد حصار الحديدة

GMT 00:28 2018 الجمعة ,25 أيار / مايو

اليمن الذي لم يكن مهيئا للوحدة

GMT 00:07 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

إعادة تشكيل "الشرعية".. لإعادة تشكيل اليمن

GMT 05:04 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الصراع على عدن.. وأحداث 1986

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة

GMT 02:09 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

رئيس الصومال يصل إلى كمبالا عاصمة أوغندا

GMT 19:41 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 19:50 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى طلاق علا غانم بعد تصالحها مع زوجها

GMT 20:57 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

HMD تطلق هاتف نوكيا 106 ببطارية تدوم 21 يوم في وضع الاستعداد

GMT 19:31 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب طائرة الأهلي جاهز لمواجهة 6 أكتوبر في الدوري

GMT 16:23 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مذهل من إمبيد يهدي سيفنتي سيكسرز الفوز بعد وقت إضافي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria