انقلابان يبحثان عن شرعية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

انقلابان يبحثان عن شرعية!

انقلابان يبحثان عن شرعية!

 الجزائر اليوم -

انقلابان يبحثان عن شرعية

بقلم : خيرالله خيرالله

في ثمان وأربعين ساعة حصل انقلاب عسكري آخر في السودان. حلّ عبدالفتاح البرهان على رأس المجلس العسكري الانتقالي مكان عوض بن عوف الذي كان محسوبا، بطريقة أو بأخرى، على عمر حسن البشير. لم يكن بن عوف، الذي أعلن بنفسه عزل البشير والتحفظ عنه، سوى واجهة أخرى للإخوان المسلمين الذين يتطلّع الشعب السوداني إلى التخلّص منهم، مع تخلّصه من الرئيس الذي حكمه بواسطة القمع طوال ثلاثين عاما.

من الواضح أن عبدالفتّاح البرهان أكثر قربا من مطالب الناس العاديين الذين نزلوا إلى الشارع وأسقطوا البشير، لكنّ الرئيس الجديد للمجلس العسكري، الذي يعتبر عسكريا محترفا، لا يمتلك أي شرعية من أيّ نوع. مثله مثلما كانت عليه حال البشير. هناك في السودان انقلاب يبحث عن شرعية. بقي البشير ثلاثين عاما في السلطة، لكنّه لم يستطع في أيّ وقت أن يكون شرعيا، على الرغم من لجوئه إلى صناديق الاقتراع.
 هل يجد العسكر هذه المرّة طريقة للحصول على مثل هذه الشرعية؟ سيكون ذلك صعبا عليهم، مثلما أنّه صعب على العسكر في الجزائر تسلّم السلطة مجددا والحصول على شرعية بعد لعبهم دورا أساسيا في تخليص الجزائريين من عبدالعزيز بوتفليقة، الرئيس المُقعد الذي لم يعد يستطيع قول جملة مفيدة منذ الجلطة التي تعرّض لها في العام 2013.

هناك إذا انقلابان عسكريان في السودان والجزائر يبحثان عن شرعية. نسي العسكر في السودان أنّ الدافع الأساسي لإخراج البشير من السلطة كان التحرّك الشعبي المستمر منذ كانون الأوّل – ديسمبر الماضي. فشلت المحاولة الأولى لاستيعاب هذا التحرّك عبر عوض بن عوف الذي لا يشبه سوى الإخوان المسلمين الذين كانوا وراء انقلاب الثلاثين من حزيران – يونيو 1989 الذي أوصل البشير إلى الرئاسة بدعم من حسن الترابي. ما لبث الرئيس السوداني، المخلوع في 2019، أن انقلب على حسن الترابي الذي كان يعتقد أن في استطاعته استخدام الجيش لتحقيق أهداف تتجاوز السودان. أدخل البشير الترابي السجن وكاد أن ينفّذ به حكما بالإعدام لولا تدخّل علي عبدالله صالح مرّتين كي يمنع حصول ذلك.

ما الذي سيفعله قائد الانقلاب الثاني كي يحصل على شرعية ما؟ الثابت إلى الآن، أن ليس أمام عبدالفتاح البرهان سوى التفاوض مع الأحزاب السياسية والشخصيات المدنية التي تمتلك وزنا بغية تشكيل حكومة مدنية ترضي المواطنين الذين نزلوا إلى الشارع وكانوا في أساس إخراج البشير من السلطة. سيعتمد الكثير في السودان على شخصية البرهان ومدى تفهّمه للوضع القائم وللحالة الشعبية السائدة في بلد يريد أن يتحرّر، نهائيا، من سلطة الإخوان المسلمين والعسكر التي عبّر عنها عمر حسن البشير. كان الرئيس السوداني المخلوع مستعدّا لكلّ شيء من أجل البقاء في السلطة.

قبل تقسيم السودان واستقلال الجنوب في العام 2011 من أجل الكرسي، وذلك بعدما عجز عن إيجاد طريقة تبقي السودان موحّدا من منطلق المساواة بين المواطنين بغض النظر عن دينهم والمنطقة التي جاؤوا منها. اعتقد أنّ التخلّي عن الجنوب سيمكّنه من تجاوز المحكمة الجنائية الدولية التي سيمثل أمامها، عاجلا أم آجلا، بسبب الجرائم المرتكبة في دارفور.

لا حدود لجنون العسكر وشبقهم إلى السلطة. جمع عمر حسن البشير بين شبق العسكر وشبق الإخوان المسلمين إلى السلطة. من أجل البقاء في الرئاسة، لم يقف في وجهه أيّ اعتبار، بما في ذلك الحدّ الأدنى من القيم الأخلاقية. ليس أمام من يتولّى حاليا رئاسة المجلس العسكري سوى تفادي أخطاء البشير في حال كان يريد إنقاذ السودان. فإذا كانت التجارب التي مرّ فيها السودان منذ استقلاله في العام 1956 أثبتت شيئا، فقد أثبتت هذه التجارب أن العسكر لا يمكن أن يكونوا حلّا. كيف إذا كان هذا العسكري إخوانيا أيضا؟ الاستثناءات قليلة جدّا بالنسبة إلى العسكريين الذين أظهروا أنّ في استطاعتهم أن يكونوا رجال دولة بالفعل، على غرار ما كان عليه شارل ديغول في فرنسا أو فؤاد شهاب في لبنان…

هناك أزمة عميقة في السودان الذي لم يعرف حكما مدنيا إلا طوال فترات قصيرة أثبتت أنّ السياسيين في هذا البلد لا يمتلكون ما يكفي من النضج لتسيير شؤون الدولة. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان سهلا على الفريق إبراهيم عبود الاستيلاء على السلطة في 1958 ولا على جعفر نميري في 1969 ولا على عمر حسن البشير في 1989.

يقترح العسكر في السودان مرحلة انتقالية تتشكل بعدها حكومة مدنية. هذا الطرح مرفوض من المواطنين الموجودين في الشارع وهم في معظمهم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين و35 سنة. أمّا في الجزائر، فيحتاج العسكر بقيادة أحمد قايد صالح إلى فترة لترتيب أوضاعهم واختيار شخصية تؤمن لهم الغطاء الذي يحتاجون إليه كي يكونوا السلطة الحقيقية. مثل هذا المخرج مرفوض أيضا من المواطنين الجزائريين الذين يتطلّعون إلى تغيير في النظام.

يرفض الشعبان في السودان والجزائر توفير أيّ غطاء شرعي من أيّ نوع للانقلابيين. يبقى السؤال هل من مجال لقيام نظامين جديدين في كلّ من البلدين؟ هل لدى الشبان الذين فرضوا التغيير في الجزائر والسودان من بديل للعسكر والسياسيين الذين حكموا منذ الاستقلال؟ الجزائر استقلت في 1962، فيما السودان استقلّ في 1956، لكنّ البلدين يعيشان منذ الاستقلال أزمة وجود نظام شرعي أو نظام قادر على تسيير شؤون البلد. ما لا يمكن الهرب منه أنّ السياسيين السودانيين وزعماء الأحزاب لم يظهروا في أيّ يوم قدرة على النهوض بالبلد، في حين لم توجد في الجزائر في أي يوم حياة سياسية حقيقية خارج الإطار الذي رسمته المؤسسة العسكرية التي أتت بعبدالعزيز بوتفليقة إلى رئاسة الجمهورية في 1999 وما لبثت أن تعرّضت للتنكيل على يده. لم يستطع بوتفليقة القضاء كلّيا على نفوذ المؤسسة العسكرية التي تستعد لتصفية حساباتها مع أفراد المجموعة المحيطة به.

هناك انقلابان يبحثان عن شرعية، لكن يمكن الحديث أيضا عن بلدين يبحثان عن نظام جديد. تلك يمكن أن تكون خلاصة ما يدور في الجزائر والسودان حيث لا مفرّ من الاعتراف بقوّة الشارع وتأثيره من دون أن يعني ذلك أن لدى الشارع أيّ حل من أيّ نوع للأزمة العميقة المتعددة الجوانب في البلدين. هل الخطأ أصلا في أن السودان والجزائر استقلّا قبل الأوان، إذ لم يكن البلدان مهيئين لذلك؟ لا جواب عن السؤال. الثابت أنّ ليس ما يشير إلى أن مرحلتي ما بعد بوتفليقة والبشير ستكونان سهلتين في بلدين مليئين بكل أنواع التعقيدات…

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلابان يبحثان عن شرعية انقلابان يبحثان عن شرعية



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 01:50 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

السياحة تتراجع في جزيرة بالي لاحتمال انفجار بركان

GMT 10:57 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات عن فني مروحية "بلاك هوك" السعودية المنكوبة

GMT 20:23 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميركية شالين فلاناجان تفوز بماراثون نيويورك

GMT 21:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

صالح الجنفاوي يؤكد أن جائزة فيصل زايد انتصار للجهراء

GMT 03:29 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سعر العملات العربية مقابل الدولار الأمريكي الأحد

GMT 19:36 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"maybelline" تكشف عن "تاتو" جديد موفّر للوقت والجهد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria