ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم؟

ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم؟

 الجزائر اليوم -

ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم

خير الله خير الله
بقلم - خير الله خير الله

 

ليس صحيحا انّه لم يكن امام لبنان غير خيار جهنّم. كان هناك خيار التزام الدستور بدل الاحتكام الى لغة السلاح التي يعتمدها "حزب الله" بديلا من القوانين المعمول بها والدستور نفسه. هناك ايضا خيار الاستراتيجية الدفاعية في ظلّ حكومة جديدة وفق مواصفات معيّنة وضعتها فرنسا.

أيّ خروج عن هذه المواصفات مجازفة. ليس قرار مصطفى اديب بالاعتذار عن عدم تشكيل حكومة جديدة بمواصفات عصرية سوى خيار في غاية السوء بعدما اعتمد رئيس الجمهورية ميشال عون فرض خيار "رايحين على جهنّم". يظلّ "خيار جهنّم" نتيجة طبيعية لوصول لبنان الى ما وصل اليه. وصل لبنان الى ما وصل اليه في ظلّ هذا العهد الجهنّمي الذي ارتضى سيّده ان يكون "عهد "حزب الله" بسبب رفض رئيس الجمهورية المنتخب في 31 تشرين الاوّل – أكتوبر 2016 لعب دور بيضة القبان بين الافرقاء اللبنانيين.

انحاز ميشال عون الى سلاح "حزب الله". هذا ما التقطه العالم وهذا ما التقطته المملكة العربية السعودية التي قالت كلاما واضحا عن "حزب الله" بلسان الملك سلمان بن عبدالعزيز. وهذا ما لم تلتقطه فرنسا التي تحاول انقاذ مبادرتها عبر طرح قدّمه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري يتعلّق بالقبول بان يكون وزير المال في حكومة مصطفى اديب "شيعيا" وان ضمن شروط معيّنة. مثل هذا الطرح مرفوض من الشارع السنّي ومن معظم اللبنانيين، لكنّ فرنسا تبدو مصمّمة على انقاذ ما يمكن إنقاذه من مبادرة رئيسها ايمانويل ماكرون الذي بات نجاحه في لبنان بمثابة تحدّ ذي طابع شخصي. ما الذي ستفعله الآن في ضوء فشل مبادرتها اللبنانية؟ هل لديها خيار آخر غير ترك لبنان لمصيره بعدما تبيّن ان البلد تحت الهيمنة الكاملة لـ"حزب الله"؟

كان خيار "حزب الله" المتعلّق بالاصرار على ان يكون ميشال عون رئيسا للجمهورية اكثر من موفّق. موفق بالنسبة اليه والى ايران طبعا وليس بالنسبة الى لبنان واللبنانيين. كان يستأهل الخيار صبر "حزب الله" مدّة سنتين ونصف سنة اغلق خلالها مجلس النوّاب كي يفرض ميشال عون رئيسا للجمهورية. لم يخيّب الرجل آمال الحزب في أي لحظة منذ دخوله قصر بعبدا... حتّى عندما يتحدّث الآن عن مداورة في الوزارات السيادية معترضا بطريقة غير مباشرة على طرح "الثنائي الشيعي". إنّه اعتراض شكلي لا قيمة له.

صار البلد في الحضيض الى درجة لم يعد ميشال عون يجد ما يشدّ به العصب المسيحي، او هكذا يعتقد، سوى الكلام السمج عن اللاجئين السوريين في لبنان. يتناسى ان حليفه "حزب الله" ساهم في تهجير السوريين من سوريا حيث يشنّ نظام اقلّوي، على رأسه بشّار الأسد، حربا على شعبه!

تبيّن ان رئيس الدولة في لبنان يعيش في عالم خاص به لا علاقة له بالواقع. ما ينطبق عليه ينطبق أيضا على معظم السياسيين اللبنانيين الذين يرفضون اخذ العلم بما هو على المحكّ في لبنان الذي يهدده "خطر الزوال" على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.

لنضع جانبا الكلام عن جهنّم وطمأنة ميشال عون اللبنانيين الى مصيرهم. في كلام رئيس الجمهورية ما هو اسوأ بكثير من ذلك. هناك سوء فهم لطبيعة المبادرة الفرنسية التي حملها الرئيس ماكرون في زيارتيه لبيروت. هناك نسف للمبادرة. وهذا ما حصل بالفعل.

يظهر ان الدور الوحيد الذي يستطيع ميشال عون لعبه هو دور توفير الغطاء المسيحي لسلاح "حزب الله"، وهو سلاح مذهبي قبل أي شيء. يسعى هذا السلاح في الوقت الحاضر الى فرض ان يكون وزير المال "شيعيا" في أي حكومة لبنانية. وهذا مخالف للدستور بشكل صارخ. بكلام أوضح يسعى "الثنائي الشيعي"، حيث الكلمة الأخيرة لـ"حزب الله" أي لإيران، الى تأكيد ان السلاح المذهبي اقوى من الدستور اللبناني، بل هو الدستور.

المخيف انّ لبنان في ذكرى مرور قرن على قيامه يعيش في ظلّ رئيس للجمهورية لا يدري معنى هيمنة "حزب الله"، أي ايران، على القرار اللبناني وعلى البلد كلّه ولا يدرك معنى انهيار النظام المصرفي ولا معنى كارثة تفجير ميناء بيروت. غياب مثل هذا الوعي ليس مستغربا من طرف لم يستوعب معنى مشاركته "حزب الله" في الاعتصام وسط بيروت في نهاية العام 2006 بغية المباشرة في تدمير الحركة الاقتصادية في العاصمة، في مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه.

لا يعي ميشال عون معنى اغراق المبادرة الفرنسية في متاهات السياسات اللبنانية في وقت ليس مسموحا فيه الرهان على الوقت. لم يكن مسموحا سوى الرهان على المبادرة الفرنسية التي سعت أصلا الى انقاذ ما يمكن إنقاذه عبر حكومة مصغرة لا تضم سوى اختصاصيين، حكومة لا علاقة لها بحسابات "الثنائي الشيعي" او "التيّار الوطني الحر". حسابات "الثنائي" مرتبطة بمرحلة ما قبل كارثة تفجير الميناء يوم الرابع من آب - اغسطس 2020. في الواقع، إنّها حسابات مرتبطة بالقدرة، عن طريق السلاح وفائض القوّة، على الاتيان بشخص مثل حسّان دياب الى موقع رئيس الوزراء. هل الاتيان بـ"شيعي" يشغل موقع وزير المال، بمثابة تعويض لحزب الله عن فشله في تكرار الاتيان برئيس لمجلس الوزراء من طينة حسّان دياب؟

ينتمي ميشال عون للأسف الشديد الى الماضي البعيد. تحركه الأحقاد المتراكمة لديه ولدى المحيطين به على أيّ شخص ناجح، بغض النظر عمّا اذا كان مسيحيا ام لا... وعلى كلّ ما هو مرتبط باهل السنّة والدروز في لبنان. يرفض اخذ العلم بما حلّ بلبنان في السنة 2020.

إنّه بالفعل رئيس جهنّمي لم يستوعب منذ البداية ما سيترتب على وثيقة مار مخايل التي وقعها مع حسن نصرالله في شباط - فبراير 2006. لم يدرك خصوصا الثمن الذي سيدفعه المسيحيون بعدما صارت مهمتهم محصورة بتغطية سلاح "حزب الله" وبعدما صارت ايران تقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي. كان اختيار ميشال عون، ليكون رئيسا، موفقا الى ابعد حدود بالنسبة الى ايران، لكنه كان كارثة على لبنان. لا يمكن لعهد جهنّمي سوى أخذ اللبنانين، ومعهم بلدهم، الى جهنّم، علما انّه كانت هناك خيارات أخرى متوافرة للبلد!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم ماذا تستطيع فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria