ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد؟

ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد؟

 الجزائر اليوم -

ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد

خيرالله خيرالله

بعد اربعين عاما على حرب 1973، آخر الحروب العربية- الاسرائيلية،  بات في الامكان الحديث عن الرجلين اللذين خاضا تلك الحرب من الجانب العربي ولدى كلّ منهما حساباته الخاصة ورؤيته لمرحلة ما بعد الحرب. يتبيّن أن أنور السادات كان وطنيا مصريا بامتياز لا همّ له سوى مصر، في حين كان حافظ الاسد مهووسا بالمحافظة على النظام الطائفي الذي أنشأه في سوريا والذي في حاجة دائمة الى شرعية ما. في المعلن، شنت مصر وسوريا الحرب من أجل استعادة اراضيهما المحتلة في حرب 1967. استطاعت مصر استعادة سيناء، بما في ذلك حقول النفط والغاز وشرم الشيخ وكلّ المناطق السياحية المهمّة في شبه الجزيرة وصولا الى طابا التي بقيت موضع نزاع أمكن تسويته عن طريق التحكيم الدولي. أمّا سوريا، فلا تزال اراضيها محتلة وذلك في انتظار اليوم الذي يخرج فيه النظام- الكارثة من دمشق نفسها، بعدما تبيّن أنه يعاني أوّل ما يعاني من حال ميؤوس منها ومن مرض غير قابل للعلاج. انّه نظام يعاني من العجز عن خوض الحرب والتوصل الى السلام في الوقت ذاته. لم يجد بديلا من هذا العجز، في مرحلة معيّنة، سوى الانتصار على لبنان واللبنانيين بدل الانتصار على اسرائيل. أما في كل المراحل، فكان هدفه يُختزل بالانتصار على سوريا والسوريين، من منطلق طائفي ومذهبي بحت. يصبّ هذا المنطلق في اتجاه واحد يتمثّل في تحويل سوريا مزرعة للنظام... وجعل المواطنين السوريين عبيدا يعملون في هذه المزرعة. وهذا ما يرفضه حاليا الشباب السوري. في أساس هذا الرفض الثورة السورية المستمرّة منذ ما يزيد على واحد وثلاثين شهرا، وهي أمّ الثورات العربية من دون منازع. خاض انور السادات حرب اكتوبر، بالمفهوم المصري، والتي يسميها الاسرائيليون "حرب الغفران"،  من أجل استعادة الاراضي المصرية والسعي، اذا امكن، الى ايجاد تسوية شاملة في المنطقة بعدما أخذ علما بموازين القوى السائدة. أدرك السادات أن موازين القوى لا تسمح للعرب، في أفضل الاحوال، بأكثر من استعادة الارض التي احتلتها اسرائيل في حرب الايّام الستّة، وهي سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية. أكثر من ذلك، ادرك السادات الذي كان في الدرجة الأولى وطنيا مصريّا،  أن لا أمل لمصر في الانصراف الى حلّ مشاكلها الداخلية الضخمة، وهي مشاكل ما تزال قائمة الى اليوم، من دون تسوية ما تخرجها من حال الحرب التي لا يمكن أن تحقق فيها انتصارا حاسما لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد. لا شكّ ان السادات، بسبب تركيزه على مصر وحدها، تفرّد بكل قراراته وأساء الى كثيرين من العرب، كانوا يتمنون الخير ولا شيء غير الخير، لمصر. بين هؤلاء الملك حسين، رحمه الله، الذي كان لديه وعد من جمال عبدالناصر بأن مصر لا يمكن أن تدخل تسوية مع اسرائيل، تعيد لها سيناء فقط، على حساب الاردن والعرب الآخرين. بكلام أوضح، أكد ناصر للحسين أن مصر لا يمكن أن تدخل تسوية لا تعيد الضفة الغربية الى الاردن...وذلك قبل أن يرتكب العرب خطأ جسيما، يضعف موقفهم من الناحية القانونية. يتمثل هذا الخطأ في اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، علما أن الاردن في وضع قانوني أفضل لاستعادة الارض واعادتها للفلسطينيين اذا شاؤوا ذلك نظرا الى انه كان صاحب السيادة في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل حرب  حزيران- يونيو 1967. كان ذلك عائدا الى  أن ناصر شعر بعد هزيمة 1967 بعقدة ذنب تجاه الاردن نتيجة الضغوط التي مورست على ملك الاردن من أجل خوض حرب كان يعرف سلفا أنها خاسرة. ولا شكّ أن مصر كانت مسؤولة، قبل غيرها، عن هذه الضغوط التي أنتهت الى كارثة حقيقية على العرب، كلّ العرب وليس على المملكة الاردنية الهاشمية وحدها وعلى الشعب الفسطيني عموما.  أدّت هذه الحرب الى خسارة الضفة الغربية والقدس الشرقية. توفى ناصر في أيلول- سبتمبر 1970 تاركا مصر لانور السادات الذي كانت لديه حساباته الخاصة التي سعى في مرحلة معيّنة الى جعلها تتجاوز مصر. لكنّه فشل في ذلك لاسباب مرتبطة اساسا بطموحات النظام السوري الذي منع الفلسطينيين، بعد توقيع اتفاقي كامب ديفيد في العام 1978، من الانضمام الى الى مفاوضات تستهدف التوصل الى حكم ذاتي في الضفة الغربية وغزّة في وقت كان عدد المستعمرات الاسرائيلية في الضفّة محدودا. بعد اربعين عاما على حرب أكتوبر أو تشرين... أو "الغفران"، نكتشف أن مصر- السادات كانت لها حساباتها، وهي حسابات مصرية أوّلا. كان السادات يريد انقاذ مصر بغض النظر عمّا يفعله العرب الآخرون. سجّل الجيش المصري انجازا رائعا، بل تاريخيا، اسمه "العبور". عبر قناة السويس وحطّم الدفاعات الاسرائيلية، بما في ذلك "خط بارليف".  لا يستطيع عاقل تجاهل الانجاز الذي حققه الجيش المصري، بكلّ اسلحته، بما في ذلك سلاح الجو الذي كان على رأسه الرئيس السابق حسني مبارك. استغلّ السادات ما تحقق في الحرب من أجل السعي الى انقاذ مصر من الضائقة التي كانت فيها، فأمّن لها بوليصة تأمين أميركية أوّلا. وقد عاش نظام حسني مبارك طوال ثلاثين عاما على تركة السادات، مثلما أن جمال عبدالناصر عاش بين 1952 و1970 على ما تركه له الملك فاروق، رحمه الله...وعلى شعارات طنانة لا علاقة لها بالواقع. في الجانب السوري. كانت الحسابات مختلفة. لم تكن لحرب تشرين، حسب التسمية السورية، قيمة الا بمقدار ما أنها كانت توفّر لنظام حافظ الاسد شرعية لا يزال، الى الآن، يبحث عنها. لم تكن استعادة الجولان يوما مهمّة. كانت دائما آخر هموم حافظ الاسد ومن ثمّ خليفته. كان الاستيلاء على لبنان الاهمّ. كان مهمّا أيضا الامساك بالورقة الفلسطينية عن طريق المسلّحين الفلسطينيين الموجودين في لبنان والذين أدخلهم السوري في حروب داخلية لبنانية صرفة كانوا في غنى عنها. بالنسبة الى النظام السوري، لم يكن مهمّا يوما أن يحقق الفلسطينيون أي تقدّم على طريق استعادة جزء من حقوقهم الوطنية. المهم أن يكون الشعب الفلسطيني مجرّد ورقة في يده لا أكثر ولا أقلّ. المؤسف أن همّ النظام السوري، أي همّ حافظ الاسد، كان محصورا في كلّ وقت في حماية النظام وليس في حماية سوريا. هنا يكمن الفارق الكبير بين أنور السادات وحافظ الاسد. هنا يتبيّن، بعد أربعين عاما، أن الكيان المصري مختلف عن الكيان السوري. بكلام أوضح، استخدم السادات حرب اكتوبر من أجل مصر، فيما أستخدم حافظ الاسد حرب تشرين من أجل خدمة النظام الذي أقامه في سوريا. بعد اربعين عاما من حرب 1973، آخر الحروب العربية- الاسرائيلية، تبدو مصر حالة قابلة للعلاج. لا لشيء سوى لأنّ مصر تبقى مصر. في المقابل نجد سوريا حالا ميؤوسا منها، أقلّه في ظلّ النظام القائم الذي يبدو مستعدا في كلّ لحظة لوصف ابناء شعبه بـ"الارهابيين" لتبرير قصفهم بالسلاح الكيميائي! هل هذا ما يفسّر أن أن الازمة السورية صارت أزمة نظام وكيان في الوقت ذاته؟  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد ما الفارق بين السادات وحافظ الأسد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria