وضع النقاط على الحروف في المغرب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

وضع النقاط على الحروف في المغرب

وضع النقاط على الحروف في المغرب

 الجزائر اليوم -

وضع النقاط على الحروف في المغرب

بقلم :خير الله خير الله

لا يترك الملك محمد السادس مناسبة وطنية إلا ويستغلها لوضع النقاط على الحروف في شأن كلّ ما له علاقة بالمغرب وحماية مواطنيه والمنطقة المحيطة به، سواء أكان ذلك في الفضاء المغاربي نفسه، أو في ما يخص البعد الأفريقي، أو في شأن كلّ ما له علاقة بمواجهة الحملة التي يتعرّض لها الدين الإسلامي. يتعرّض الإسلام لحملة بسبب ممارسات المتطرفين الذين ارتكبوا أخيرا أعمالا إرهابية في مناطق مختلفة من أوروبا. هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام على حد تعبير العاهل المغربي الذي يقول “إن الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم. فهم قوم ضالون مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا”.

مرّة أخرى، يتجرأ محمد السادس حيث لا يتجرّأ غيره وذلك بدعوة مواطنيه إلى ممارسة أقصى درجات الوعي حيال ما يدور في هذا العالم، قائلا “إننا نتأسف للتوجه المنحرف الذي أخذه تدبير قضايا الهجرة في الفضاء المتوسطي، حيث تمّ تغييب أي سياسة حقيقية لإدماج المهاجرين”، وذلك في انتقاد مباشر للسياسات الأوروبية تجاه الهجرة. أضاف أن “على الذين ينتقدون المغرب أن يقدّموا للمهاجرين ولو القليل مما حققناه”.

كان خطابه في الذكرى الثالثة والستين لـ”ثورة الملك والشعب” امتدادا للخطابات التي ألقاها في السنوات القليلة الماضية. تعني هذه الخطابات، التي لها ترجمة على أرض الواقع، أنّ الثورة الشعبية المتمثلة في ما حصل في العشرين من آب – أغسطس 1953 مستمرة. يومذاك، نفى الاستعمار الفرنسي الملك محمد الخامس، فردّ المغاربة بمواجهة شاملة مع المستعمر الفرنسي انتهت بعودة الملك محمد الخامس إلى بلده وعرشه.

تحدّث هذه السنة الملك محمد السادس من تطوان موجها كلامه إلى المغاربة. كانت لخطابه محاور عدة، بدءا بالتذكير بتلازم الكفاح ضد الاستعمار بين المغرب والجزائر، وصولا إلى التركيز على حماية الإسلام من الذين يشوهون صورته، مرورا بالعلاقة بين المغرب وأفريقيا.

هناك في نصّ خطاب العاهل المغربي نقاط لا بدّ من التوقف عندها. هناك في البداية عودة إلى الظروف الإقليمية التي رافقت “ثورة الملك والشعب”. في تلك المرحلة، “قدّمت المقاومة المغربية الدعم المادي والمعنوي للثورة الجزائرية في مواجهة الحملة العنيفة التي كانت تتعرّض لها من طرف قوّات الاستعمار (الفرنسي) التي كانت تريد القضاء عليها قبل الاحتفال بذكراها الأولى”. هناك، بكل بساطة، دعوة مغربية جديدة إلى تجاوز عقد الماضي والعودة إلى تلك المرحلة، أي إلى التضامن المغربي – الجزائري. لذلك قال محمّد السادس “إننا نتطلع لتجديد الالتزام والتضامن الصادق الذي يجمع على الدوام الشعبين المغربي والجزائري، لمواصلة العمل سويا بصدق وحسن نيّة من أجل خدمة القضايا المغاربية والعربية، ورفع التحديات التي تواجه القارة الأفريقية”.

هل تخرج الجزائر من عقدتها المغربية، وتتذكر دور المغرب في دعم ثورتها في مواجهة الاستعمار وتأخذ علما بأنّ التعاون بين البلدين الكبيرين سيساعد أفريقيا في حلّ “المشاكل التي تعاني منها شعوب القارة حاليا كالتخلف والفقر والهجرة والحروب والصراعات واليأس والارتماء في أحضان جماعات التطرّف والإرهاب، وهذه نتائج للسياسة الكارثية التي اعتمدها الاستعمار طيلة عقود من الزمن. فقد نهب خيرات أفريقيا، ورهن قدرات أبنائها ومستقبلهم، وعرقل مسار التنمية فيها، وزرع أسباب النزاع بين دولها”.

هناك في الوقت ذاته فعل إيمان مغربي بقدرات أفريقيا، ورهان على أن القارة “قادرة على النهوض بتنميتها وعلى تغيير مصيرها بنفسها بفضل ما لشعوبها من إرادة قويّة وطاقات بشرية وموارد طبيعية”.

لم يكتف المغرب بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي أي “إلى مكانه الطبيعي داخل أسرته القارية”. هناك سلوك مغربي تجاه أفريقيا. يقوم هذا السلوك على فلسفة تقول أنّ “أفريقيا بالنسبة إلى المغرب أكثر من مجرد انتماء جغرافي وارتباط تاريخي. فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير وروابط إنسانية وروحية عميقة وعلاقات تعاون مثمر وتضامن ملموس. إنّها الامتداد الطبيعي والعمق الإستراتيجي للمغرب”.

لم يكتف المغرب بالكلام عن مساعدة أفريقيا ودعمها. هناك ترجمة لهذا الكلام. فالمغرب مثلا “لا يقوم بتصدير الأدوية إلى الدول الأفريقية، بل يحرص على تشييد المعامل لصناعة الأدوية والمؤسسات والمراكز الصحيّة… إن أفريقيا بالنسبة إلينا ليست هدفا، وإنما هي التزام من أجل المواطن الأفريقي أينما كان”. مثل هذا التفاعل بين المغرب وأفريقيا والذي يصبّ في التعاون بين دول المنطقة كلّها ليس وليد البارحة. هناك سنوات من الجهود الدؤوبة من أجل مساعدة المواطن الأفريقي على كل صعيد، بما في ذلك تخريج أئمة للمساجد ينادون بالإسلام المتسامح والاعتدال.

من هذا المنطلق، لم ينس العاهل المغربي التذكير بأن بلده “يعدّ من بين أوّل دول الجنوب التي اعتمدت سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين من جنوب الصحراء، وفق مقاربة إنسانية مندمجة تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم”.

ليس صدفة أن تكون السياسة الإنسانية التي اتبعها المغرب تجاه الأفارقة أهّلته لتولي الرئاسة المشتركة في السنتين 2017 و2018 للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية.

في مجال وضع النقاط على الحروف، لم يفوت محمّد السادس فرصة ذكرى “ثورة الملك والشعب” للتذكير بواجباته كأمير للمؤمنين، وذلك بدعوته المغاربة المقيمين في الخارج إلى “التشبث بقيم دينهم وتقاليدهم العريقة في مواجهة هذه الظاهرة الغريبة عنهم”، وهي ظاهرة الإرهاب والتطرف. لا حلول وسط في هذا المجال “هل من المعقول أن يأمر الله الغفور الرحيم شخصا بتفجير نفسه أو قتل الأبرياء؟”.

لم يتردد العاهل المغربي في تأكيد أنّه “أمام انتشار الجهالات باسم الدين، فإن على الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهودا، الوقوف صفّا واحدا من أجل مواجهة كلّ أشكال التطرف والكراهية والانغلاق”، مشيرا إلى أنّ “الحضارة الإنسانية حافلة بالنماذج الناجحة التي تؤكد أن التفاعل والتعايش بين الديانات يعطيان مجتمعات حضارية منفتحة تسودها المحبّة والوئام والرخاء والازدهار. وهذا ما جسّدته الحضارات الإنسانية، خصوصا في بغداد والأندلس، وكانت من أكبر الحضارات الإنسانية تقدّما وانفتاحا”.

لم يترك محمد السادس مجالا لأي شك في أن المغرب لا يقبل المراوحة في المكان نفسه، أي الاكتفاء بما تحقق في الماضي.

ثمّة تحديات جديدة تفرض نفسها كلّ يوم. من بين هذه التحديات العمل على مكافحة الإرهاب والتطرف بكلّ أشكالهما، خصوصا أن المواطن المغربي المقيم في الخارج يعاني من تشويه صورة الإسلام ويواجه صعوبات كثيرة بشكل يومي. المواطن في الداخل والخارج مسؤولية الملك الذي لم يغب عن باله أن “ثورة الملك والشعب” هي ثورة مستمرّة. كانت هذه الثورة من العوامل الأساسية التي ساعدت في جلاء الاستعمار عن المغرب والجزائر، كما لعبت دورها في إيجاد تلك اللحمة بين العرش والمواطن العادي. هذه اللحمة هي التي مكنت المغرب من أن يكون استثناء ليس في منطقة شمال أفريقيا فحسب، بل في القارة الأفريقية كلّها أيضا. ليس في هذا الكلام أي مبالغة، بمقدار ما لأنّه اعتراف بواقع لا يمكن تجاوزه أو المرور عليه مرور الكرام. ما على كلّ من لديه أدنى شكّ في ذلك سوى أن يزور المغرب كي يشاهد بنفسه أن هناك بعض النقاط التي لا تزال مضيئة في هذا العالم العربي الذي أصبح، للأسف الشديد، عوالم عربية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضع النقاط على الحروف في المغرب وضع النقاط على الحروف في المغرب



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 22:23 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

"ألفا روميو جوليا" تفوز بلقب سيارة العام 2018

GMT 04:38 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

جيمي سونغ يحوِّل منزله غابة تحوي نباتات نادرة

GMT 00:35 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

نور درويش يكشف ثبات أسعار السيارات

GMT 15:16 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

صلاح يفوز بجائزة لاعب الشهر في ليفربول للمرة الرابعة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

"أرميل" تطرح أحذية رجالية راقية لشتاء 2015

GMT 06:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرزالتوقعات الفلكية عن كل برج في سنة 2018 تعرف عليها

GMT 00:02 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طرق متنوعة لارتداء اللون الأبيض مع الحجاب لإطلالة مثالية

GMT 09:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل استدعى تدخّل جماعي لفرق الدفاع المدني في جازان

GMT 01:45 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش التركي يمهّد لشن عملية عسكرية في عفرين

GMT 06:12 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سميرة الكيلاني تعطي نصائحها للحصول على بشرة نضرة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria