استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا

 الجزائر اليوم -

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا

بقلم :خير الله خير الله

ليس أصعب من الإحاطة بالوضع البريطاني وانعكاساته في ضوء نتائج الاستفتاء الأخير الذي انتصر فيه مؤيدو خروج المملكة المتحدة (إنكلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية) من الاتحاد الأوروبي بعد ارتباط دام ثلاثة وأربعين عاما. كان هذا الارتباط أقرب إلى زواج بين شخصين تربط بينهما المصلحة المشتركة قبل أيّ شيء آخر. قرّر البريطانيون ترك الاتحاد الأوروبي من دون أن يفكّروا بما الذي سيفعلونه في اليوم التالي. إنهم أشبه بشخص ألقى نفسه من طائرة من دون أن يحمل مظلة تؤمّن الهبوط الآمن. هل ينفع الندم بعد فوات أوانه؟

ما مستقبل المملكة المتحدة بعد هذا الخروج، خصوصا أنّ أكثرية في اسكتلندا تجاوزت الستين في المئة من الناخبين وقفت ضده، كما عارضته أكثرية في أيرلندا الشمالية وفي المدن الكبرى وفي لندن نفسها، حيث هناك أصوات تنادي بانفصال العاصمة عن إنكلترا؟ في النهاية، إنّ الارتباط بالاتحاد الأوروبي لعب دورا مهمّا في جعل لندن مدينة استثنائية وأحد أكبر المراكز المالية في العالم. باتت لندن تعتبر عاصمة العالم بفضل التحولات التي طرأت عليها في السنوات الثلاثين الماضية بعد انفتاحها على العالم.

لا بدّ من مجموعة من الملاحظات على هامش الاستفتاء الذي يظلّ حدثا تاريخيا بكلّ المقاييس، خصوصا أنّه لم يهز أركان المملكة المتحدة فحسب، بل هز أيضا الاتحاد الأوروبي وكلّ الأسواق المالية العالمية في وقت هبطت العملة البريطانية إلى أدنى مستوياتها منذ العام 1985.

في مقدّمة الملاحظات التي يمكن أن تساعد في الخروج بتصوّر لما بعد الاستفتاء أنّ بريطانيا، كمجتمع وطبقة سياسية ومجموعات مقاطعات تمتلك كلّ منها مقدارا كبيرا من الاستقلال تشكل المملكة المتحدة، تبدو منقسمة على نفسها على كلّ المستويات.هناك انقسام، حتّى، داخل الحزبين الكبيرين؛ المحافظين والعمال.

كانت هناك حرب من داخل حزب المحافظين على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي سارع إلى تقديم استقالته التي ستصبح نافذة في تشرين الأوّل- أكتوبر المقبل عندما ينعقد المؤتمر العام للحزب ويختار زعيما جديدا له يخلف كاميرون في موقع رئيس الوزراء. بين الذين انقضوا على كاميرون حليفه السابق بوريس جونسون الذي كان في الماضي عمدة لندن.

يسعى جونسون، حاليا، إلى خلافة كاميرون في “10 داونينغ ستريت”. لم يعد ذلك خافيا على أحد. قاد العمدة السابق للندن حربا على رئيس الوزراء الذي لم يحسن إدارة حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. لم يستطع كاميرون حتّى تقديم عرض مقنع يتضمن شرحا للاتفاقات التي توصل إليها مع الاتحاد قبل فترة قصيرة. مكنت هذه الاتفاقات المملكة المتحدة، التي لم توقع أصلا الاتفاق في شأن العملة الأوروبية (اليورو) ولا ذلك المتعلّق باتفاق شنغن الخاص بالتأشيرة الموحّدة، من أن تكون صاحبة وضع خاص يعفيها من بعض الالتزامات.

يبدو أن بريطانيا التي عرفناها انتهت يوم الثالث والعشرين من حزيران- يونيو 2016، عندما أعلن زعيم اليمين المتطرّف نايجل فراج (رئيس حزب الاستقلال للمملكة المتحدة) أن بلاده “استعادت استقلالها”. كان فراج الحليف غير المباشر لبوريس جونسون يتحدّث عن بريطانيا جديدة تعتمد سياسة مختلفة في شأن الهجرة إليها، بما في ذلك الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ليس ما يشير إلى أن فراج يأبه بالأضرار التي ستلحق بالاقتصاد البريطاني في كلّ المجالات. أطلق شعارات تستهوي الطبقات الفقيرة والمتوسطة، خصوصا في الريف والمناطق الصناعية القديمة في وسط البلاد وغربها.

في الواقع، ركّز مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي على استمالة الطبقات المقيمة في الريف والمدن القديمة وعلى خطورة تدفّق المهاجرين الجدد، خصوصا على المدارس الحكومية وكل ما هو مرتبط بالتقديمات الاجتماعية مثل النظام الصحّي. لم يتراجع زعيم اليمين المتطرّف عن حدّة خطابه بعد إعلان نتائج الاستفتاء، فيما سعى بوريس جونسون، وهو من أصول تركية، إلى طمأنة مواطنيه على أن لا قطيعة تامة مع أوروبا بقوله “لن تدير بريطانيا ظهرها لأوروبا في يوم من الأيام”. ولكن ماذا إذا أدارت أوروبا ظهرها للمملكة المتحدة… أو ما سيبقى منها؟

يظهر أن جونسون بدأ يستوعب معنى الخروج من الاتحاد الأوروبي، والنتائج السلبية التي ستترتب على هذه الخطوة في بلد يعتبر المستفيد الأول من العولمة. هل نسي العمدة السابق للندن أنه لم تعد توجد شركة سيارات واحدة يمكن اعتبارها بريطانية مئة في المئة، وأن كلّ الشركات الكبيرة بما في ذلك “رولز رويس” و“بنتلي” و“جاغوار” هي ملك لشركات أجنبية، لكنها لا تزال تصنع في الأراضي البريطانية بيد عاملة موجودة في البلد؟

في الوقت ذاته، بدا أن حزب العمّال الذي أيّد زعيمه جريمي كوربن البقاء في أوروبا، لم يستطع السيطرة على قواعده. معظم المنتمين إلى الحزب صوتوا مع الخروج من الاتحاد. وهذا سيترك كوربن اليساري في وضع لا يحسد عليه وسيحمل الحزب، المنقسم على نفسه، إلى البحث عن زعيم جديد في مؤتمره المقبل في تشرين الأوّل- أكتوبر أيضا.

سيكون على المفاوضات التي ستجري بين الحكومة الجديدة، التي ستشكل بعد مؤتمر حزب المحافظين، والاتحاد الأوروبي معالجة مسائل كثيرة. ما وضع الأوروبيين المقيمين في بريطانيا؟ هل سيتوجب على هؤلاء الحصول على رخص عمل؟ ما وضع البريطانيين المقيمين في أوروبا؟ هناك المئات من آلاف البريطانيين الذين يقيمون في أسبانيا. أكثرية هؤلاء من المتقاعدين الذين يجدون تكاليف الحياة في أسبانيا تتناسب والرواتب التي يتقاضونها. تشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد هؤلاء يصل إلى نحو سبعمئة ألف. هناك أيضا مئتا ألف بريطاني يقيمون في فرنسا ويستفيدون من الخدمات الصحّية فيها مثلا.

ثمّة ملاحظتان أخيرتان تستأهلان التوقف عندهما؛ تتعلّق الأولى بإصرار اسكتلندا على تنظيم استفتاء في شأن استقلالها وبقائها في الاتحاد الأوروبي. هذا ما أكدته رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن في مؤتمر صحافي عقدته بعيد الإعلان عن نتائج الاستفتاء البريطاني. أيّ مستقبل للمملكة المتحدة في غياب اسكتلندا التي ستسير أيرلندا الشمالية على خطاها؟

أمّا الملاحظة الأخرى، فهي متعلّقة بالشباب البريطاني الذي أيّد بنسبة كبيرة، تصل إلى سبعين في المئة، البقاء في أوروبا. تبيّن أن هناك انقساما آخر بين الشباب البريطاني من جهة، والمتقدّمين في السنّ من جهة أخرى في بلد اعتاد فيه الشاب على العيش في المكان الذي يختاره في أوروبا من دون قيود من أيّ نوع. هل يكفي في السنة 2016 رفع العلم البريطاني وإطلاق شعارات ذات طابع عنصري لتأمين مظلة هبوط آمنة من ارتفاع شاهق؟

بدأ البريطانيون يكتشفون أن ذلك ليس كافيا، وأنّ الطلاق مع أوروبا مسألة في غاية التعقيد خصوصا في ظل المشكلات التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي نفسه الذي عملت بريطانيا في الماضي على توسيعه كي لا تكون هناك قوّة مهيمنة فيه نواتها الدول الست المؤسسة أي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومجموعة بنيلوكس (بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا).

ستدفع المملكة المتحدة، التي وقف أكثر من نصفها بقليل مع الخروج من أوروبا، غاليا ثمن نتائج الاستفتاء، لا لشيء سوى لأنّ الازدهار البريطاني عائد، في معظمه، إلى العلاقة بأوروبا، وإلى حسن إدارة هذه العلاقة والاستفادة منها ولا شيء آخر غير ذلك…

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليًا



GMT 15:37 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

الأردن... من مخاض الولادة الى المئوية الثانية

GMT 23:02 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

الخيار الذي رفضته ايران

GMT 17:57 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

الانتخابات السورية لن تكافئ بشّار

GMT 19:07 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

لبنان في غياب مرجعية... باستثناء "حزب الله"

GMT 14:56 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

ايران والعجز عن ابتلاع العراق

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria