من سوء حظ الاخوان في الاردن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

من سوء حظ الاخوان في الاردن...

من سوء حظ الاخوان في الاردن...

 الجزائر اليوم -

من سوء حظ الاخوان في الاردن

خيرالله خيرالله

لم تكن الانتخابات الاردنية الاخيرة سوى خطوة اخرى على طريق طويل اسمه الاصلاح السياسي يصبّ في بناء دولة مؤسسات حقيقية فيها مجلس للنواب يتوزع اعضاؤه على احزاب سياسية. يؤمل بأن تتوزع هذه الاحزاب على الموالاة والمعارضة التي يفترض ان تتنافس في مجال خدمة المواطن بعيدا عن المحسوبيات. لذلك شدّد الملك عبدالله الثاني في الخطاب الذي القاه في افتتاح الدورة غير العادية لمجلس الامة السابع عشر على اهمية المضي في بناء المؤسسات الاردنية وتفعيلها بدل ان تكون هذه المؤسسات مجرد مواقع يشغلها موظفون لا يفيد عدد لا بأس به منهم البلد في شيء. مثل هذا الوضع السيء الذي تعاني منه الاردن يمثّل افضل تعبير عن ظاهرة اسمها البطالة المقنعة. من الواضح أن هناك قرارا سياسيا بتجاوز البطالة المقنعة والتصدي لها وذلك عن طريق البدء بجعل اعضاء البرلمان يؤدون الدور الطلوب منهم في مجال الاهتمام بفعالية المرافق والمؤسسات العامة ومراقبة العمل الحكومي بشكل علمي والمساعدة في ايجاد فرص عمل للشباب...بدل الغرق في المزايدات والتلهي بالشعارات البالية! يكتسب كلام عبدالله الثاني الذي تضمنه خطاب العرش اهمّية خاصة. فقد جاء بعد انتخابات نيابية اصرّ على اجرائها استنادا الى قانون يرضي معظم الاردنيين ولا يستجيب للطموحات الشاذة للاخوان المسلمين الذين ارادوا الضغط من اجل تحقيق هدف واضح. يتمثّل هذا الهدف بأن يكون هناك قانون انتخابي على قياسهم يضمن لهم الفوز في الانتخابات مستفيدين من ركوب موجة "الربيع العربي" ومن تجربتي مصر وتونس. من سوء حظ الاخوان أنهم لا يدركون أنّ الاردن ليست لقمة سائغة وأنّ مشروعهم فيه سيلقى معارضة شديدة، بل مقاومة شرسة. في الاردن ملك يعرف من هم الاخوان وماذا يريدون. الاهمّ من ذلك أنه يعرف أن الاردن،التي آوت الاخوان عندما كانوا مطاردين في كلّ المنطقة العربية أيّام المدّ الناصري، ليست في حاجة الى تجربة الحزب الواحد، بصيغتها الاخوانية، بمقدار ما هي تحتاج الى تطوير نظامها القائم منذ تسعين عاما. هذا النظام قائم اوّلا على الشراكة بين مؤسسة العرش والشعب بكلّ فئاته. بفضل هذه الشراكة، لم تنفع مقاطعة الاخوان للانتخابات ولا تهويلهم بالشارع على الرغم من وجود عوامل كثيرة ارادوا الاستفادة منها. في مقدّم هذه العوامل سعي المحور الايراني- السوري، بكلّ الوسائل، الى اثارة اضطرابات في الاردن، لعلّ ذلك يساعد النظام السوري، الذي دخل منذ عامين في مواجهة دموية مباشرة مع شعبه، في تحويل الانظار عمّا يدور على الارض. تبيّن مع مرور الايّام أن الاردن قادرة على المقاومة حتى في الظروف الصعبة. والظروف الصعبة حاليا هي الازمة الاقتصادية التي تعاني منها المملكة من جهة والازمة السورية من جهة اخرى. هناك في المرحلة الراهنة خمسة الاف سوري او اكثر يلجأون يوميا الى الاردن. أن يتمكن بلد يمتلك موارد محدودة من مواجهة هذا الوضع اقرب الى معجزة من أيّ شيء آخر. من يتمعن في الارقام وبحجم الضغوط على الاردن يكتشف أن المملكة استطاعت بالفعل تحمّل ما لا يستطيع احد على تحمّله. ما الذي كان في استطاعة دولة مثل الاردن عمله في هذه الظروف؟ هل كان عليها الاستسلام للاخوان المسلمين ومشروعهم الذي يمكن اختصاره بمجموعة من الشعارات التي لا تقدّم ولا تؤخر، بل تمثل العجز، ولا شيء غير العجز، عن مواجهة اي مشكلة حقيقية يعاني منها البلد؟ هل كان على الاردن ان تصبح مصر اخرى او تونس اخرى، كي يرتاح بال الاخوان؟ ام كان على الاردن الاستسلام في النهاية لمشروع الوطن البديل الاسرائيلي كي يستغرق الاخوان في التصفيق؟ كلّ ما في الامر، أن في الاردن ملكا عصريا على تماس ما يدور في العالم وفي الجوار المباشر للاردن وفي الاردن نفسها. ملك يعرف تماما ما يدور في الشارع. يستجيب لرغبات الشارع، لكنّه لا ينقاد لها. هذا هو الفارق بين المملكة الاردنية الهاشمية من جهة وكلّ من مصر وتونس وليبيا من جهة اخرى. كانت الانتخابات الاخيرة، بكلّ بساطة انتصارا في جولة مهمة من حرب طويلة تستهدف القضاء على التخلّف. يخوض هذه الحرب بلد لا يمتلك ثروات طبيعية تذكر، لكنه يمتلك الانسان. لقد ابدع الاردنيون في ميادين مختلفة. ما يدعوهم اليه عبدالله الثاني الآن هو الابداع في مجال الممارسة السياسية. وهذا يعني العمل من اجل "انجاح مرحلة التحول التاريخية وافراز الحكومات البرلمانية وتطوير ممارستها". هذا ما قاله الملك في خطاب العرش مضيفا:"نريد الوصول الى استقرار نيابي وحكومي يتيح العمل في مناخ ايجابي لاربع سنوات كاملة ما دامت الحكومة تحظى بثقة مجلس النوّاب وطالما حافظ المجلس على ثقة الشعب". هناك من دون ادنى شك عوامل كثيرة تلعب ضدّ الاردن. لكنّ هناك ايضا عاملين يساعدانها في مواجهة المرحلة الراهنة. العامل الاوّل بداية ظهور وعي لمدى خطورة الاخوان المسلمين والآخر الاقتناع بأنّ الخط الاصلاحي مستمر وأن لا عودة عنه. صحيح أن هناك تضحيات لا مفرّ منها، بدليل الاضطرار الى زيادة سعر المحروقات، لكنّ الصحيح ايضا ان هناك وعيا لضرورة تمتين الجبهة الداخلية. لا خيار آخر امام الاردنيين غير المواجهة. عليهم تحملّ مسؤولياتهم مثلما تحمّل الملك مسؤولياته في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي يمرّ فيها الشرق الاوسط. أنها مرحلة اصعب بكثير من تلك التي تلت قيام دولة اسرائيل على ارض فلسطين في العام 1948. انها مرحلة لا تشبه سوى اعادة رسم خريطة المنطقة نتيجة انهيار الدولة العثمانية في العشرينات من القرن الماضي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سوء حظ الاخوان في الاردن من سوء حظ الاخوان في الاردن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria