واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة "داعش"!

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة "داعش"!

 الجزائر اليوم -

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش

طلال سلمان

ليس بالأمر الجديد أن يستخدم «الإسلام السياسي» لضرب العمل الوطني والطموح القومي إلى التحرر والتقدم في اتجاه العصر. بل ان الاستعمار القديم، بريطانيا بالأساس، كثيراً ما رعى نشوء حركات سياسية بشعارات إسلامية لمناهضة حركة التحرر الوطني، بأحزابها وقواها السياسية المختلفة، بالمزايدة أو بالمناقصة، بحيث يحتدم الصراع في الداخل فينشغل عن موجبات المواجهة لإسقاط الخطط الاستعمارية لتقسيم البلاد وأهلها، تارة على أسس طائفية أو مذهبية، وطوراً على قاعدة عرقية أو عنصرية.
إن مرحلة النهوض العربي التي تزامنت مع سقوط السلطنة العثمانية وقدوم الاستعمار الغربي، البريطاني أساساً، قد شهدت محاولات متعددة لاستيلاد تنظيمات سياسية في الأرض العربية، إسلامية الشعار، بقصد إضعاف التيارات الوطنية الوليدة المطالبة بل والمجاهدة من أجل التحرر بالاستقلال واستعادة الهوية الوطنية ـــ القومية، أي العربية إجمالاً، في حين كان «الإسلاميون» برعاية مباشرة من الاستعمار البريطاني، يروّجون لاستعادة «دولة الخلافة» مكفّرين دعاة الوطنية والقومية والاستقلال.
وها نحن نشهد موجة جديدة من الإرهاب بالشعار الإسلامي وبدعوى «العودة إلى الأصول» تحت راية «خليفة» أو أكثر، وفي ظل صراع مفتوح بين «الخلفاء» المزعومين، سواء من استظل منهم راية «القاعدة» أو من تقدم سابقاً إلى إعلان «دولة العراق والشام» طالباً «البيعة» من تنظيمات مشابهة في أقطار أخرى، لن تتأخر في إعلان ولائها ومن ثم انصهارها في جيش «الخلافة» العتيدة.
أما وقد تبدل الزمان ودالت الإمبراطورية البريطانية العجوز وهيمن العصر الأميركي، فقد انقسم دعاة الإسلام السياسي بين «جمهوريين» يتطلعون إلى المستقبل خارجين من الماضي، يتقدم صفوفهم «الإخوان المسلمون» في مصر على وجه التحديد، وبتحريض تركي على الأرجح، و «محافظين» يتمسكون بالخلافة ويستندون إلى التيارات الأصولية المتشددة في بعض أنحاء الجزيرة والخليج. وواضح ان هؤلاء «المتشددين» يتميزون بخزين من الغضب والخيبة يستولد قسوة غير مسبوقة، مترسبة من عهد صدام حسين، مضافاً إليها الخطايا التي ارتكبها غلاة الشيعة في الانتقام منه وتصفيته تحت رايات الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.
فأما «دولة الخلافة»، فقد تحولت إلى استثمار أميركي ممتاز، إذ لم تجد بغداد المثخنة بجروح التعصب والإرهاب والنهب المنظم للدولة التي كانت الأقوى والأغنى في محيطها، والتي استنزفتها حروب صدام وتمت «تصفيتها» على أيدي الاحتلال الأميركي، إلا هذا الاحتلال ذاته مصدراً للنجدة... وقد جاءها بشروطه المتدرجة: أرسل طائراته المن دون طيارين، بداية، ثم طلب إلى أعوانه الغربيين المشاركة، فجاءت طائراتهم أسراباً، من مختلف دول أوروبا، وصولاً إلى استراليا التي لم يسبق لها ان قدمت نفسها كقوة عسكرية، مع التفاتة إشفاق إلى دول الخليج، سمحت بإشراك عدد من طائراتها وطياريها وطياراتها في المعركة ضد «خلافة الإرهاب».
وبعد جولات من المواجهات البرية التي أعطي شرف الريادة فيها لقوات «الإقليم الكردستاني» الذي تبدى دولة أقوى من «المركز» في بغداد، وتعثر هذه القوات، كان لا بد من زيادة الدعم الجوي، ثم فرضت الضرورة إشراك بعض «قوات النخبة» الأميركية والبريطانية والكندية. وغيرها على الأرض، كخبراء ومدربين في البداية. لكن الحاجة اقتضت زيادة أعدادهم وإنجاز خطط لتوزيعهم على القطعات العسكرية العراقية بعد «تطهيرها» من «العناصر القيادية» التي ثبت فسادها بالدليل المحسوس (في الموصل، بداية، حيث كانت فضيحة الاستسلام المدوية التي ارتكبها كبار الضباط فانسحبوا بغير قتال، تاركين تجهيزاتهم العسكرية وأسلحتهم التي تكفي لخمس فرق، وكذلك أموال الدولة العراقية في فرع المصرف المركزي عاصمة محافظة نينوى).
لكن الأرض العراقية متصلة ومتداخلة مع الأرض السورية التي كانت قوات «داعش» قد سبقت إلى احتلال بعض المناطق فيها بعنوان الرقة وما حولها، وتقدمت لاحتلال آبار النفط في جهات دير الزور والقامشلي، وقد ضمنت ان يشتريها منها «السلطان» التركي الجديد الطيب أردوغان، بحيث ترد إليه أفضال «التسهيلات» التي وفرها لاجتياح بعض شمال العراق وبعض شرق سوريا.
لا تمنع الفروق العقائدية بين السلطان التركي أردوغان، المتحدر من صلب «الإخوان المسلمين»، وبين «داعش» الذي ينادي بالخلافة، ان تزدهر تجارة المنهوبات بينهما، فالسارق من السارق كالوارث عن أبيه. ولا ينفع التدقيق في هوية مشتري النفط المنهوب، ما دام ذاهباً إلى بعض دعاة الحكم باسم الدين الحنيف، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص!
في المقابل، ينفع «الخليفة» التركي العصري الآن، والمرجعية السياسية العليا (من موقع الحكم) في التوسط بين الإدارة الأميركية و «الإخوان المسلمين» في مصر الذين أسقطت «دولتهم» في القاهرة انتفاضة شعبية عارمة، ليحل محلهم الطرف الوحيد الذي كان قادراً على أخذ السلطة: الجيش.. لا سيما في غياب القيادة السياسية المؤهلة لذلك الحشد البشري غير المسبوق الذي نزل إلى «الميدان» مرة ومرتين وثلاثا، لإسقاط الحكم الفاسد (حسني مبارك)، ثم لإسقاط حكم «الإخوان» الذي أكد ـــ بالمحسوس ـــ ان «الجماعة» يعيشون في عصر آخر، وانهم أعجز من ان يحكموا مصر ويلبوا مطالب شعبها.
هكذا، فوجئت القيادة الجديدة في مصر، بالإدارة الأميركية تستقبل وفداً من قيادة «الإخوان المسلمين»، برغم أن الشعب المصري قد أسقطها بحشود تظاهرات غير مسبوقة. ولا تكفي الوساطة التركية، ولو مشفوعة بالدعم القطري، كتبرير مقنع لهذا التصرف النافر، تقدم عليه الإدارة الأميركية، بذريعة الفصل بين «الإخوان» والتنظيمات الإسلامية الجهادية التي تقاتل الجيش المصري على امتداد صحراء سيناء، معلنة ولاءها للخليفة أبو بكر البغدادي الذي يقاتل لإقامة دولته في بلاد الشام.
لا بد أن ثمة خطأً فادحاً في الحسابات التي تقرر السياسات في البيت الأبيض، خصوصاً أن وزير الخارجية الأميركي قد دافع عن هذا اللقاء الذي تراه القاهرة «خطأ جسيما» في سياسة واشنطن عموماً، وإزاءها خاصة وعلى وجه التحديد: كيف يمكن الإمساك بالعصا من طرفيها؟! وهل تنزع واشنطن عن الحكم المصري صفة «الحليف» بتزكية خصومه الذين خلعهم بقوة الجماهير التي وفرت للجيش شرعية توجيه الضربة القاضية؟!
ثم إن التوقيت مؤذ جداً: فهذا التصرف الأخرق للإدارة الأميركية يتم عشية المؤتمر الدولي للاستثمار في مصر، والذي يحاول الحكم الجديد في القاهرة أن يحشد له أكبر تظاهرة عربية ودولية، مستعيناً على وجه الخصوص بدعم مفتوح من السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كذلك، فإن التصرف الأميركي الأخرق يجيء، في توقيته، متزامناً مع أعنف الهجمات التي تشنها عصابات التطرف الإسلامي التي تجهر بولائها لـ «داعش»، على الجيش المصري في سيناء، متعمدة أن تكون «الحدود» مع قطاع غزة هي «الجبهة»، بما يستولده هذا الخيار الجغرافي من التباسات سياسية تؤدي بالضرورة إلى تفجر العلاقات المتوترة أصلاً بين مصر و «حماس»، التي تتولى «مهام الحكم» في قطاع غزة، من خلف ظهر السلطة الفلسطينية!
إن مصر الذاهبة إلى الحرب مع تنظيمات التطرف الإسلامي، ومع «سلطنة» أردوغان الإخوانية في تركيا، لا يمكنها أن تقبل هذا التحدي الأمني الخطير في سيناء. وبالتالي لا يمكنها ان تقبل هذه المبادرة الأميركية تجاه «إخوان مصر» في هذه اللحظة السياسية ـــ الأمنية الحرجة، التي استولدت «حالة حرب» في القاهرة كان بين عناوينها اعتبار سيناء جبهة وتعيين قيادة عسكرية استثنائية للجيش الذي سيتولى «تطهيرها»، مسقطة الفروق بين «حماس» والتنظيمات الأصولية في تلك الصحراء المصرية التي سبق أن أعلنت ولاءها لـ «داعش».
... إلا إذا كانت واشنطن تتبرع بدور وساطة يفترض ان يؤدي إلى عودة «المعتدلين» من «الإخوان المسلمين» في مصر إلى بيت الطاعة، والتسليم بشرعية الحكم القائم، ولو بغير طلب من هذا الحكم الذي كانت ردة فعله قاسية (وهذا متوقع).
هل عدنا إلى نغمة التحالف مع الإسلاميين المعتدلين، ولو كانوا «إخواناً»، لمواجهة «داعش» وأمثاله من تنظيمات التطرف الإسلامي؟ ومن يضمن ولاء «الإخوان» الذين ذاقوا حلاوة السلطة ويعيشون الآن مرارة خسارتها مرة وإلى الأبد؟!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش واشنطن للتحالف مع «الإخوان» في مواجهة داعش



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria