بقلم : طلال سلمان
بصمت يليق بالمناضلين الذين نذروا أنفسهم للأمة، لتحرير إرادتها وبناء وحدتها في ظل أَعلام التقدم والعدالة الاجتماعية، رحل طبيب الفقراء علي جابر.
آمن الدكتور علي جابر بثالوث الوحدة والحرية والاشتراكية، فعاش «بعثياً» يناضل من أجل ما آمن به وأخلص له طيلة حياته، متحملاً وطأة النكسات واختلاف الرفاق إلى حد القطيعة والتخوين.
لم يدخل الدكتور علي جابر حومة الصراعات التي مزّقت الحزب والأقطار التي حكم فيها العسكر باسمه، أو حكم فيها بعض المحازبين بالعسكر... بل إنه حاول في البداية محاورة المختلفين ومصالحة المتقاطعين وتهدئة الذين يدينون اليوم بالأمس أو يشهّرون بالأمس لعجزهم اليوم.
لعله، بمعنى ما، «البعثي» الأخير: فلم تأخذه شهوة السلطة إلى الغلط، ولا ساقته أخطاء الحزبيين إلى التنكر لصلب العقيدة.
الدكتور علي جابر نموذج للمناضل الذي يؤدي واجبه صامتاً، والذي أعطى من علمه وجهده لجمهور من المرضى الفقراء الذين كانوا يقصدونه مطمئنين إلى أنه سيستقبلهم ويعالجهم بإخلاص، ومن دون الربط بين ما قدمه من وقت وجهد (وأدوية) وما يمكنهم أن يقدموه بدلاً.
ربما لهذا ظلت صوره نادرة. كان «الأصل» هو الثابت دائماً.