الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن

الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن

 الجزائر اليوم -

الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن

طلال سلمان

يجمعنا الجرح مع فرنسا.. فمن جبل محسن في طرابلس (فضلاً عن مختلف أنحاء بلاد الشام) إلى مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» في شارع نيكولا ابير في الدائرة الحادية عشرة من قلب باريس، تسيل دماء ضحايا الإرهاب وقد توحد فيها المبدعون فكراً ورسماً مع الفقراء جيلاً بعد جيل وليس لهم إلا عرق الجبين مصدراً للرزق، والذين يعيشون ويموتون على هامش الحياة وبلا أسماء تقريباً.
الإرهاب هو الإرهاب، وهو عارض طارئ في فرنسا وعليها يمكنها أن تكافحه حتى القضاء عليه، ولو بعد حين، مهما استخدم من ذرائع ومبررات ووسائل الإجرام.. فهو «وافد» عليها من خارجها، ولو نجح في تجنيد بعض من يقيم فيها... أما عندنا فإن التنظيمات الإرهابية، مثل «داعش» و «النصرة»، تسكن بين بيوتنا ويحمل القتلة بشعار «الجهاد» أسماءنا ولهم لون بشرتنا، والأخطر أنهم ينكرون علينا ديننا ويحاكموننا بما يحرفون أو يبتدعون من التعاليم والأوامر والنواهي باسمه، ويخادعون أنفسهم بالادّعاء أن دماءنا هي طريقهم المختصرة إلى الجنة!
لقد حوّل الإرهاب باريس إلى عاصمة للكون: جاءها الرؤساء والقادة (بمن فيهم غلاة العنصرية وسفاحو الشعوب بمثال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو..) متضامنين ومشوا في شوارعها نحو «ساحة الجمهورية» ليلاقوا المليون ونصف المليون من الفرنسيين والمقيمين في «عاصمة النور»، في مشهد أسطوري غير مسبوق لتحدي الإرهاب باسم الحضارة والتقدم الإنساني وحرية الفكر والرأي والمعتقد... وكان العرب خصوصاً والمسلمون عموماً في موقع المتهم بل المدان سلفاً بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية... وكان وجود «السلطة الفلسطينية» شاحباً ولم يستطع «رئيسها» استحضار قضيته كأخطر نموذج إنساني لمفاعيل التمييز العنصري الذي استهدف شعباً عظيماً بتاريخه وأرضه المقدسة فاحتلها بالقوة المعززة بالتأييد الدولي الواسع، وما زال حتى اليوم ينكر عليه حقه في إقامة دولته ولو على بعض البعض من أرضه التي كانت أرضه على مرّ التاريخ... بل إن رمز أعتى دولة تمييز عنصري في العالم قد مشى في موكب استنكار الإرهاب وإدانته وهو بحزبه ودولته النموذج الصارخ للإرهاب بالعنصرية المغطاة بالتأييد الدولي!
لقد برّأ الإرهابيون الذين يغطون جرائمهم بالشعار الإسلامي، فرنسا (ومعها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا) من ارتكاباتها الفظيعة خلال الدهر الاستعماري وسحقها حقوق الإنسان، بل الإنسان ذاته، في مستعمراتها... وكان «العرب» خاصة، في مشرقهم كما في مغربهم بالعنوان الجزائري، ومعهم المسلمون عامة، في موقع المتهم بل المدان سلفاً بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، بينما هم بمئات الملايين منهم ضحاياه الدائمين، بداية من عصر الاستعمار الغربي، وفرنسا ضمنه، ومن ثم لأنظمة الطغيان في بلادهم التي طالما جمعتها المصالح مع هؤلاء القادة الذين هرعوا إلى باريس مستنكرين، ومشوا في التظاهرة الأممية التاريخية ضد عصابات القتل الجماعي من المتطرفين الذين أعماهم التعصب فقتلوا العمران في بلادهم، واغتالوا أهلهم جماعياً، بالنساء والأطفال والشيوخ، وألحقوا التشويه الفظيع بالدين الحنيف ودمروا الرصيد النضالي لشعوبهم من أجل الاستقلال والحرية واستعادة كرامتهم الإنسانية.
ومن حق «داعش» و «النصرة» أن يطالبوا نتنياهو، أقله، بتوجيه الشكر إليهم على تحويله إلى «مناهض للتمييز العنصري» و «مناضل من أجل كرامة الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه»، وهو السفاح بامتياز، وموقعه الفعلي إلى جانب قيادات «القاعدة» ومتفرعاتها، بل هو أعظم شأناً بتراث أسلافه من السفاحين في اغتيال فلسطين بأرضها وحقوق شعبها فيها.. وآخر إنجازاته الحرب على غزة، ودماء ضحاياها لم تجف بعد.
إن إدانة الإرهابيين الذين اقتحموا مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» فقتلوا المبدعين من رساميها والكتاب فيها، هي أقل ما يمكن أن يقدمه ضحايا هؤلاء الإرهابيين في مختلف البلاد العربية، مشرقاً ومغرباً... خصوصاً وهم قد دفعوا وما زالوا يدفعون من حياتهم بل ومن حاضر بلادهم ومستقبلها ضريبة باهظة قد تذهب بأوطانهم ودولها جميعاً... والإرهابيون، أو بعضهم ـ على الأقل ـ قد جاء من دول يحكمها بعض القادة الذين شاركوا بالأمس في تظاهرة باريس، وتسهل «أجهزتها الأمنية» تحركاتهم وتعرف وجهة سفرهم، وبالتالي «أهدافهم» المحتملة من أبناء هذه الأرض العربية.
لقد اعترف بعض المسؤولين في الغرب بتورط دولهم في رعاية الإرهاب وتسهيل حركة الإرهابيين، مفترضين أن أذاهم سيقتصر على دول بعيدة وعلى شعوب سمراء... وها هم يكتشفون أن الإرهاب ليس سلعة للتصدير، وأن للإرهابيين برنامجاً محدداً لا يميزون فيه بين ضحاياهم على قاعدة عرقية أو دينية.
والحمد لله أن المذبحة في جبل محسن، التي خطط لها بعض قادة الإرهاب باسم الدين الحنيف قد ارتدت على القتلة ففضحتهم، مرة أخرى، وبدماء الأبرياء وأشلائهم، وأعادت إلى طرابلس روحها الأبية وبرأتها من شبهة التعصب، وهي التي كانت دائماً وستبقى قلعة وطنية تنبذ التعصب، وتحتضن أبناءها، وهي «أم الفقير».
مع التمني أن يدرك اللبنانيون أهمية وحدتهم واجتماع كلمتهم على حاضرهم ومستقبلهم، وأمامهم ما أصاب سوريا والعراق، وما يصيب أقطاراً عربية أخرى، من جرائم جماعية لعصابات تزوّر الدين وتحرِّف أصوله وتعاليمه فلا ترحم طفلاً أو صبية أو شيخاً أو عاجزاً، وتقيم من نفسها ديَّاناً على المسلمين ومرجعية هداية وعقاباً لغير المسلمين، طلباً للسلطة باسم الدين الحنيف ولو على جبل من الجماجم.
وعسانا نشهد وقفة استنكار بل إدانة جماعية للإرهاب والإرهابيين كائنة ما كانت أسماء تنظيماتهم التكفيرية كالتي شهدتها باريس يوم الأحد الواقع فيه الثاني عشر من شهر كانون الثاني 2015.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria