طلال سلمان
لا يعرف «الفارس» الحساب، مع أنه يعرف كل الناس ويحبهم ويحبونه، والحب هو للعمر المعنى، لكن «البيروقراطية» تقرر موعد الانصراف حتى للفرسان: وهكذا كان لا بد ان «يتقاعد» فرنسوا أبو صعب.
هو لم يكن يحتسب سنوات العمل، بل كان يعيش فرح الإنجاز فيها: خدمة الناس التي تتضمن فلسفته في حب الحياة بناسها.
فرنسوا أبو صعب لم يكن موظفاً عالي المقام في السفارة الفرنسية، بل كان المناخ الودي الذي حصّن السفارة في الزمن الصعب، وكان صديق الجميع حتى من لا يؤيدون السياسة الفرنسية بل ويهاجمونها.
جاء سفراء وذهبوا وجاء غيرهم وسيذهبون بعد حين، لكن سفارة فرنسا في بيروت ظلت معقودة اللواء في علاقتها باللبنانيين لهذا الفارس الذي لم يُنقِص ازدواج جنسيته من ولائه للبنان أو لفرنسا.
سيفــتقد اللبنانيون هذا الفارس الذي سيغيّبه الروتين عن السفارة، ولكنه سيظل سفيراً لفرنسا في لبنان وسفيراً للبنان في فرنسا...
وسنظل نلجأ إليه كلما أمضّنا الشوق إلى عاصمة البهجة (خارج السياسة) باريس.