الحدود النفطية مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"الحدود النفطية" مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان

"الحدود النفطية" مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان

 الجزائر اليوم -

الحدود النفطية مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان

بقلم - علي الأمين

وقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمرة الأولى في تاريخ نشأة حزب الله خلف الدولة اللبنانية، ففي الملف الخلافي بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية بين البلدين، قال نصرالله في خطابه الأخير (16 فبراير) إنه يقف خلف المجلس الأعلى للدفاع في موقفه من التمسك بحقوق لبنان البحرية، بما يتضمنه ذلك من حقوق من حقول الغاز التي تدعي إسرائيل أن لها حصة فيها، انطلاقا من خط الحدود المزعوم من قبلها، ويرفضه لبنان.

الوقوف خلف الموقف الرسمي في قضية تتصل بتهديدات إسرائيلية تمس سيادة لبنان، يجدر التوقف عنده، لأن حزب الله لم يُول في يوم من الأيام أي اهتمام لمواقف الحكومة اللبنانية في شأن أي تهديد إسرائيلي، بل إن الخط البياني لمواقف حزب الله من إسرائيل كان يقوم على أن الحزب ليس معنيا بالموقف الرسمي في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، فهو يقرر ما يراه مناسبا في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يكون ملزما بالتنسيق أو أخذ الإذن من أي مرجعية في الدولة اللبنانية.

تمترس الحزب دائما بمعادلة ابتدعها منذ سنوات، هي “الجيش والشعب والمقاومة”. هذه المعادلة هو من رفعها من دون أن تتضمن أي قواعد تنظيمية، بما يعني أنه، كمقاومة، يقوم بما يراه هو مناسبا فيما الشعب والجيش أو الدولة، لا يمكنهم القيام من الناحية العملية بأي خطوة لا يكون حزب الله مشاركا في اتخاذها إن لم نقل مقررا لطبيعتها.

لكن ما يفرض السؤال اليوم هو لماذا أعلن نصرالله أنه حيال أي اعتداء إسرائيلي فإن حزبه سيكون رهن إشارة المجلس الأعلى للدفاع اللبناني؟ ولم يقل كعادته في السنوات السابقة إن أي عدوان إسرائيلي سترد عليه المقاومة من دون أن تستأذن أحدا. لماذا يبدي اليوم نصرالله اهتماما بإذن الدولة، بل لماذا لم يشكك كعادته بهذه الدولة التي طالما وصفها بأنها عاجزة وضعيفة؟ هل أصبحت اليوم قوية بما يكفي ليطمئن حزب الله إلى سياستها وإلى حرصها على أرضها وبحرها وشعبها؟ وهل يشكل هذا الموقف إيذانا بقبول حزب الله الانخراط ضمن استراتيجية دفاعية تجعل سلاحه تحت إمرة الدولة اللبنانية التي يشكل حزب الله أحد مكوناتها، إن لم نقل المقرر الفعلي في قراراتها السيادية.

الأرجح أن حزب الله لا يفكر في هذه الطريقة، فسلاحه ومنظومته الأمنية ليسا منذورين للدفاع عن لبنان أو عن الدولة اللبنانية، بل هما لمهمة أكثر قداسة، فهذا السلاح له حسابات أخرى، وإن كان يدرجها حزب الله تحت مظلة المقاومة، تلك المظلة المطاطة في تمددها وفي تفسيرها، فالمقاومة تعني محور المقاومة، أي تعني أنها في خـدمة مقتضيات هذا المحور الذي تقوده إيران، وحزب الله لا يجد غضاضة في أن يدرج في مهمات هذه المقاومة، أن تكون مهماتها القتال في أي مكان في العالم، سواء كان قتالها محل إجماع لبناني أو بغطاء رسمي لبناني أو لا، وقد قالها نصرالله في أكثر من مناسبة سنكون حيث يجب أن نكون، أي أن مهمة هذه المقاومة تتجاوز الحدود اللبنانية ومعايير السيادة، فضلا عن كونها غير معنية بأي اعتبارات تتصل بوظيفة الدولة وواجباتها على الصعيد الدولي والإقليمي.

هذا يعيدنا إلى السؤال الأول مجددا، ما غاية نصرالله من إعلان وقوفه خلف الدولة اللبنانية وليس أمامها في نزاعها الحدودي مع إسرائيل؟ فإذا كان حزب الله لا يزال يرفض عمليا بلورة الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية، ولا يزال متمسكا بعلاقته العضوية مع إيران وهو مستمر في وجوده العسكري وفي قتاله على الأراضي السورية، فإن ذلك يحيل موقف حزب الله المشار إليه، إلى أسباب تكتيكية تتطلبها المرحلة، ولا تعكس تحولا في سياسة حزب الله تجاه التسليم بمرجعية الدولة في القضايا السيادية. ففي خطاب نصرالله الأخير تفادى إطلاق أي موقف تصعيدي ضد إسرائيل، ولم يتخفف في خطابه من دور المرشد للمسؤولين اللبنانيين، علما وأن مراكز القرار في الدولة اللبنانية لا يخطر ببالها أن تقرر في شأن سيادي من دون موافقة حزب الله، وعلما وأن رئيس الجمهورية وهو رئيس مجلس الدفاع الأعلى هو محل ثقة نصرالله، ولا يخطر ببال أحد أن رئيس الجمهورية يمكن أن يقدم على أي قرار في هذا الشأن من دون استشارة قيادة حزب الله، هذا من دون أن نشير إلى بقية أعضاء مجلس الدفاع الذين سلموا بمرجعية حزب الله لأي خطوة يمكن أن يبادر لبنان إليها، وهذا ما يدركه الإسرائيليون جيدا كما خبره الأميركيون في أكثر من محطة.

لا يخفى أن الوساطة الأميركية بشأن الحدود المائية بين لبنان وإسرائيل، تزامنت مع اتهامات إسرائيلية لإيران بإرسالها طائرة من دون طيار باتجاه إسرائيل من الأراضي السورية قبل أسبوعين، وتزامن ذلك مع نفي إيراني لهذا الاتهام وعن أي دور لها في إسقاط طائرة أف 16 إسرائيلية قيل إن الجيش السوري أسقطها في أعقاب إسقاط إسرائيل للطائرة التي زعمت أنها إيرانية. ويأتي موقف نصرالله بعد استهداف إسرائيل لأكثر من عشرة مواقع قالت إنها إيرانية وسورية داخل الأراضي السورية، من دون أن ترد لا إيران ولا الجيش السوري، فيما أعلنت السفارة الروسية في تل أبيب أنها تقف مع إسرائيل في وجه أي عدوان تتعرض له.

استعراض القوة أمام المسؤولين اللبنانيين الذي مارسه نصرالله، حول كيفية تمسكهم بحقوق لبنان أمام الأطماع الإسرائيلية، لم يقابله أي موقف رافض للوساطة الأميركية التي وصفها بأنها تتبنى الموقف الإسرائيلي، ولم يوجه أي تهديد مباشر لإسرائيل بأن يقول مثلا إن منصات استخراج الغاز ستكون عرضة لصواريخنا إذا منعت إسرائيل لبنان من استثمار ما يعتبره حقوقا نفطية في البحر.

وقف نصرالله خلف الدولة هذه المرة، لكنه فعليا وقف خلف نفسه. الدولة التي صارت تحت سلطة حزب الله، باتت تضيّق على الحزب هامش المناورة. معادلة الدولة- الدويلة فقدت الكثير من مقوماتها، وبات من الصعب إقناع أحد في العالم أن في لبنان مشروعين متصارعين، واحد ذو خلفية عربية وآخر ذو خلفية إيرانية. واحد يمثل الدولة، وآخر يمثل الدويلة، وما نفاه نصرالله بشدة عن سعيه لنيل الأكثرية في مجلس النواب في الانتخابات النيابية المقبلة، لن يغير من واقع الحال شيئا، إذ يكفي لإظهار حقيقة سقوط الدولة في حضن الدويلة، أن اللبنانيين اليوم يستعدون للانتخابات النيابية من دون سياسة، وبلا قضية تتصل بالسيادة أو الحرية أو رفض السلاح خارج الدولة، وفي غياب أي شعار سياسي بعدما صارت السياسة محفظة في جبة نصرالله، والانتخابات مساحة تنافس على عضوية مجلس بلدية لبنان، وليس تنافسا على عضوية برلمان الدولة في لبنان.

في ملف النفط أيضا إيران العنوان الذي يجب أن يتجه إليه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لبتّه لا الرئاسة اللبنانية التي زارها قبل أيام وألزمته بالانتظار وحيدا لعشر دقائق، قبل أن يستقبله رئيس لا يملك أوراق اللعبة مع إسرائيل، تلك التي صارت في يد المرشد في طهران لا في بلدية لبنان.

المصدر : جريدة العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحدود النفطية مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان الحدود النفطية مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان



GMT 09:25 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

“الحزب” يُهان في امتحان.. تمرير “حكومته”!

GMT 07:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

لبنان داخل أنفاق حزب الله

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

النفوذ الإقليمي في سوريا والانكفاء العربي

GMT 05:27 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

التمرد على الاصطفاف الطائفي في العراق يقلق سليماني

GMT 00:59 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حزب الله على خطى نظام الأسد: لبنان مقابل أمن إسرائيل

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria