بيت بين مدرستين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بيت بين مدرستين !

بيت بين مدرستين !

 الجزائر اليوم -

بيت بين مدرستين

حسن البطل

ربّ صدفة؛ والصدفة الجميلة أن بيتي (شقتي الجديدة) تتوسط مدرستين. من شرفة شرقية في الطابق الخامس أطلّ على مدرسة عزيز شاهين الحكومية الثانوية للبنات؛ ومن شرفة غربية أطلّ على مدرسة "الأونروا" لذكور رام الله الأساسية للبنين.

شرق وغرب. بنات وصبيان. طالبات مدرسة ثانوية حكومية؛ وتلاميذ مدرسة ابتدائية للأونروا.. وفي شوارع رام الله عادت الجعبة الثالثة والأهم، على مناكب وظهور التلاميذ والطلاب؛ ومعها عادت مواكبهم البهيجة في دخول المدرسة والخروج منها: زرافات ووحداناً أو ممسكين بيد أحد الوالدين؛ والزي المدرسي الموحد للمدارس الرسمية، وأزياء مختلفة للمدارس الخاصة لون الشوارع صباحاً وظهراً.

الجعبة الثالثة؟ ثلاثة أجيال تتنكبها: الجنود في حرب. المثقفون من أدباء وشعراء وصحافيين.. وأولاد المدارس: عدّة الحرب والموت، وعدّة الشغل والرزق، وعدة جيل المستقبل للبلاد والشعب!

في جيلي المدرسي، كانت الحقيبة في اليد، ومن جلد طبيعي أو صناعي، أو حتى من "تنك"، وفي أجيالهم صارت الجعبة "حديقة ملوّنة" برسوم وكتابات زاهية. في جيلي كان الزيّ المدرسي "مراييل" سوداء، وصارت مراييلهم ملوّنة مقلّمة بلونين أو أكثر، أو بمربعات ملوّنة وزاهية للبنات.

مدارس دول العالم رسمية وخاصة، والخاصة كانت داخلية للأثرياء أو خارجية للعموم.. لكن مدارسنا ثلاث: حكومية وخاصة.. ومدارس الوكالة الفريدة من وكالات U.N.

السنة الدراسية السابقة كانت مطولة في مدرسة البنات الحكومية الثانوية، لأن الامتحانات تلي اختتام العام الدراسي؛ وكانت مطولة في مدرسة البنين الأساسية للتعويض عن أيام إضراب مطلبي طويل لموظفي الوكالة. تتحلّق الطالبات ويتجمّعن أمام المدرسة قبل الامتحان، ويتحلّقن بعد الامتحان ويتفرّقن.

الحقائب على أرض ساحة المدرسة، والتلاميذ في حركة لا تهدأ تذكرك بتلمذتك قبل جرس بداية دخول الصفوف، وبعد انتهاء اليوم الدراسي يأتي بعض التلاميذ من ساعات العصر إلى ساعات المغرب المتأخّر ليلعبوا كرة قدم في ساحة المدرسة.

أرى رؤية العين ما يتحدثون عنه حول "تأنيث التعليم" فالمعلمات أكثر بكثير من المعلمين و"الآذن" رجل والإداري كذلك غالباً، وربما المدير. هكذا صار عندنا وهكذا صار في مدارس دول غيرنا.

700 ألف تلميذ وطالب إلى مدارس الضفة؛ و475 آخرون في غزة باشروا يومهم الدراسي الأول رمزياً في مدارس الوكالة، ريثما تضع هذه الحرب المجنونة أوزارها، فتفرغ المدارس من اللاجئين إليها والمحتمين بحرمتها المخروقة أحياناً بالقصف.

بماذا بدأنا توحيد شطري مشروع الدولة؟ بالبرلمان الموحد؟ أو بتوطين منهاج التعليم على مدى ست سنوات، مع قفزة درجتين كل سنة، أو بتوحيد القوانين السارية في الضفة وغزة في قانون فلسطيني، وهو عمل لم تكمله، لأن الانقسام والانقلاب أوقفه، وعطّل البرلمان، وكاد يعطل المنهاج المدرسي الموحّد.

مدارس غزة، بعد الحرب، أوحت لي بمدارس فلسطين بعد النكبة، فقد كان اللاجئون إلى غزة يطلبون "خيمة المدرسة" قبل خيمة البيت، ويعملون من "خشب السحاحير" الهش سبورة مدرسة الخيمة، ومن حجارة الكلس أصابع طباشير.. أو هكذا تلقّى جيل معين بسيسو دروسه في مدارس الوكالة كما كتب بقلمه. الوطن ضاع ومدرسته؛ والمدرسة طريق لإعادة بناء حياة الشعب ومستقبله.

لي اهتمام أكبر بمدرسة "الأونروا"، ومدرسة "الأونروا" في سورية أحسن حالاً من مدرسة الدولة، وقيل لي في البلاد إنها كذلك هنا. هل أن المعلمين ـ اللاجئين أكثر إخلاصاً في التدريس، أم أن رواتبهم أحسن (تعويض نهاية الخدمة في مدارس الوكالة، مقابل رواتب تقاعدية في مدارس الدولة). معلم الوكالة مظلوم.. ومعلم الدولة أكثر منه.

الطريف، في حقبة حكم البعث لسورية، أن النافذين في الحزب أو ضباط الجيش السوري كانوا يسعون، بالواسطة إلى مقعد لأولادهم في مدارس الوكالة، التي باشرت فتح مدارس مهنية لإعداد الطلاب إلى متطلبات سوق العمل.

ذكرتُ أن لدينا ثلاث مدارس: حكومية، وخاصة.. و"أونروا"، وفي مرحلة ما، وبلاد ما في مناف ما، كانت هناك مدرسة رابعة هي مدرسة منظمة التحرير، إما لأولاد الشهداء؛ وإما لأولاد موظفين في المنظمة والجاليات الفلسطينية في دول خارج نطاق عمل وكالة "الأونروا"، كما في دول الخليج، وبخاصة في الكويت قبل الاحتلال العراقي العابر.

نحتاج مدرسة جديدة كل أسبوع، أو نحتاج غرفا صفية جديدة في المدارس القديمة، أو نحتاج مختبرات أكثر تقدماً في المدارس الجديدة والقديمة، أو نحتاج تطويرا مستمرا للمناهج والكتب المدرسية.

.. لكن أشدّ ما نحتاجه هو أن نصل إلى وضع يستطيع فيه المعلم أن يعيش حياة لائقة من راتبه.

بانتظار هدنة جديدة، أو مفاجأة سياسية لرئيس السلطة؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت بين مدرستين بيت بين مدرستين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria