قــطــــاف
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

قــطــــاف !

قــطــــاف !

 الجزائر اليوم -

قــطــــاف

حسن البطل

الفصول أربعة في بلاد بعل. الصيف للحصاد والحصاد للقمح، والحصاد غير الجني. الربيع لمتعة العين وليقظة الازهرار بعد سبات شتوي. السبات موات مؤقت او نوم، أو مونة من الماء لباقي الفصول الثلاثة. أما الخريف فهو القطاف. للحصاد أساطير الميثولوجيا، وللقطاف الاغاني والثمرات.
كان القطاف سابقا لحضارة الزراعة والحراث، هو ونبش الدرنات من التربة. بدأت الزراعة في بلاد بعل، أول ما بدأت، بتدجين القمح هنا في بلاد بعل، او تدجين الأرز في بلاد الدلتات الآسيوية والأنهار.
هذا كلام ثرثرة، او البسملة. قبل آية القطاف في الخريف. أعناب وثمرات من الفواكه مختلفة الألوان والذائقة والمنافع: الشجرة هي الحياة، والانسان ابنها.
ليس كل خريف أقطف، وليس في العمر كله أن حملت منجلاً للحصاد، لكن ليس في اي ربيع لم أبذر بذور الازهار او أشتل شتلات الورود. هذه سنتي الماسية في القطاف. قطفت من الشجيرة الى الفم في بريطانيا ثمرات توت العليق (بلاك بيري) عالية الأكسدة ومانعة للسرطان كما يقال. نبات محب للماء والرطوبة، افتقدته في أرضه منذ طفولتي المبكرة على ضفاف نبع النهر أقصى الغوطة.
من قطاف توت العليق (بلاك بيري) الى قطاف التفاح والعنب من بستان الصديق ناصر في قرية سردا. سبحان ربي الأعلى وشتاء مطيراً (وماء بئر جمع في سردا وعناية فائقة بأشجار البستان) كانت التفاحات تنوء بأغصانها وأفنانها التي تنوء بحمل حتى عشر ثمرات من التفاح متلاصقة كأنها توائم سيامية متلاصقة.
تفاحة وتفاحتان للفغم والنتش، وما يملأ كيساً لجارور براد البيت. من الشجرة لليد ومن اليد للفم، او من جارور البراد الى العصارة الكهربائية اربع حبات تفاح على الريق صباحاً.
التفاح في البسطات يلمع، والتفاح على الاشجار يستحي بغلالة من الوبر كأنه شهرزاد، وانت لا تقطف جشعاً، بل تقوم بقطاف "التغريد" اي تقطف تفاحة من عنقود تفاحات، لتترك للبقية فرصة ان تسمن.
البستان تفاح وداليات عنب وتين ايضاً، وهذا الأخير يمنحك لذة القطاف كاملة. من الشجرة الى اليد الى الفم، كما تمنحك التوتة هذه اللذة، فتتلو آية الحمد والشكر: أنت بدائي؟ نعم بدائي.
الخريف للقطاف، ومرّت خريفات دون قطاف، عندما تمرض شجيرات بستان ناصر او كان الشتاء ماحلاً لا يملأ ما يكفي من الماء في بئر الجمع، فيذهب الماء للشرب اولاً واشغال المنزل ثانياً.
لكنه كان خريفاً خاصاً ومميزاً، لأن صباحي الثاني منحني فرصة نادرة لقطاف آخر من الثمرات، ليس من الاشجار لكن من نبات يطرح خضاراً حمراء تصنف علمياً ثماراً، وتعامل كأنها خضراوات .. بل ملكة الخضراوات، وهي هذه البندورة .. ولكن اي بندورة هذه؟
صديق جلب بذورها معه من لبنان، ومن سهل البقاع، اي بندورة جبلية، لم أر شبيها لها في فلسطين، فهي مجعلكة كأنها وجه عجوز مقرنة، أي ملأى بالتجاعيد. شكلها غير وطعمها غير مالحة قليلاً بما يغنيك عن الملح، كاوية قليلاً بما يغنيك عن الفلفل، رقيقة القشرة بما يغريك بالنتش والفغم، تطيب جداً فوق العادة مع رغيف من القمح الكامل، وقطعة من الجبنة وحبات من الزيتون.
ذهبت، اصلاً، لبستان ناصر في سردا لأنه دعاني لأرى "شجرة حسن" وكم شبت وبلغت من الطول خلال سنوات قليلة. إنها بنت اشجار حديقة بيتي، لكن لم يفتني ان أرصد حمل اشجار الزيتون وحباتها الكبيرة. ربما هذه السنة ماسية زيتونية او شبه ماسية، ليست كموسم العام ١٩٩٢ الخرافي الذي يتحدثون عنه هنا. كان ذلك العام ماطراً في فصل الخريف والقطاف، وزيتون المتوسط يجود إن كان الخريف ماطراً، كحال الزيتون في دول شمال البحر المتوسط.
للزراعة أركانها: حراثة وحصاد وقطاف، ولها ايضا روافد أركانها: السقاية والتشهيل والسماد، ولها الحصاد الآلي والقطاف الآلي، اولها في بلاد بعل الحصاد اليدوي والقطاف اليدوي.
.. وأنا أحب في الخريف اعتدال التشارين، وايضاً اؤدي صلاة القطاف. لا أشهى من قطاف حبة تين، او حبات من التوت، او ثمرة بندورة بعلية، او ثمرة تفاحة، او عنقود عنب.
ربما كنت من الجيل الأخير الذي ذاق البندورة البلدية حقاً، والجبلية حقاً!

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قــطــــاف قــطــــاف



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria