الأمير الأحمر وجذور الاعتدال
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"الأمير الأحمر".. وجذور الاعتدال؟

"الأمير الأحمر".. وجذور الاعتدال؟

 الجزائر اليوم -

الأمير الأحمر وجذور الاعتدال

حسن البطل

ذات يوم، كتبتُ حال (ستاتوس) على صفحتي: "في زمن السلطة نحنُّ إلى المنظمة. في زمن المنظمة نحنُّ إلى زمن الثورة.. وفي زمن الدولة قد نحنُّ إلى زمن السلطة"؟!
ستنشر دورية "سياسات" في عددها قيد الصدور دراسة عن جذور الاعتدال والواقعية في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، إبان زمنها الذهبي اللبناني، وفحواها أن حرب أكتوبر 1973 كانت فرصة للمنظمة لاعتدالها السياسي، وليس بالذات بسبب قصور تلك الحرب عن "تحرير الأرض المحتلة".
قد نعود بجذور الاعتدال السياسي الفلسطيني حتى إلى زمن التقسيم الأول 1947، حيث قبله البعض القليل ورفضه البعض الآخر.. لكن هذا كان قبل الكفاح المسلح الفلسطيني في انطلاقته الجديدة نحو التحرير. وفّرت لي "الأيام" بإعادة نشرها مقالة أمل مدلّلي، في "الحياة" اللندنية، فرصة لطرح جذول الاعتدال السياسي الفلسطيني في حقبة سبعينيات القرن المنصرم.
بطل القصة هو "الأمير الأحمر" أبو حسن سلامة (علي حسن سلامة) قائد جهاز الـ 17، وكان هذا أشبه بالحرس الجمهوري في دول عربية أو بقوات أمن الرئاسة في زمن السلطة.
رجلا أمن ومخابرات: أميركي هو روبرت آيمس وفلسطيني هو أبو حسن سلامة كانا بطلي قصة استخبارية تذكّر بالقصص البوليسية المشوقة.. ومهدت إلى ما نعرفه اليوم بـ"عملية السلام".
بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية 1975 بعام قامت قوات "م.ت.ف"، بناء على اتفاق غير رسمي، بحماية السفارة الأميركية في بيروت الغربية، وأمّنت لاحقاً إجلاء الرعايا الأميركيين من ميناء بيروت.
شخصياً، رأيت جندياً فلسطينياً من جيش التحرير يحرس السفارة الأميركية على كورنيش البحر (كورنيش المنارة ـ بيروت الغربية) بينما يقوم جنديان من المارينز برفع العلم الأميركي على السارية داخل السفارة؟!
المهم أن الصلة الفلسطينية ـ الأميركية كانت أمنية، وتولاها روبرت آيمس الذي يجيد العربية (قتل في تفجير السفارة الأميركية ببيروت 1983) وأبو حسن سلامة (قتله الإسرائيليون ببيروت ـ شارع فردان يوم 19 كانون الثاني 1979) وقت انعقاد المجلس الوطني في دمشق!
أبو حسن هو رجل عرفات الأمني، بل ابنه غير البيولوجي (والده هو القائد الثوري حسن علي سلامة، شهيد نضال ما قبل النكبة)، وكانت بين القائد ومساعده ثقة تامة، والأخير لعب قناة اتصال أميركية مع عرفات.
كان أبو حسن سلامة يؤمن أن النضال سيفضي إلى مفاوضات، وإلى تسوية عادلة مع الإسرائيليين.. لكنه كان قائداً أمنياً، بارعاً ووسيماً، يحمّله الإسرائيليون مسؤولية "عملية ميونيخ" الشهيرة 1972، ويلقبونه بـ"الأمير الأحمر" لأنه ابن عائلة وسليل والده الثائر ـ الشهيد، ولأنه ذو ميول يسارية.
المهم، أن أبو حسن كان يفهم العلاقة الأمنية مع أميركا بأنها تخدم الكفاح الفلسطيني نحو اعتراف أميركا بالمنظمة (تأخر عشر سنوات حتى العام 1988 بلقاء بلليترو ـ عبد ربه) ومن ثم بالدولة الفلسطينية.
الأميركيون فكروا على نحو آخر: أن يكون القائد الفلسطيني رجلهم في المنظمة، وعرضوا عليه مبلغ 300 ألف دولار، ثم شيكاً مفتوحاً، ثار غضب أبو حسن الذي رمى الشيك وقال: "لا أحد في هذا العالم يمكن أن يعطيني شيئاً لا تعطيني إياه ثورتنا".
صلة آيمس ـ أبو حسن أثمرت بتصريح الرئيس كارتر في أسوان عن "وطن للاجئين الفلسطينيين".. وهذه أول مرة يتحدث فيها رئيس أميركي عن "وطن فلسطيني".
تتويج هذا كان 1974 عندما أصر عرفات على تمنطق مسدسه في قاعة الجمعية العامة، فتوصل أبو حسن إلى اتفاق ليحمل أبو عمار جراب المسدس فارغاً من المسدس (لاحقاً في كامب ديفيد 2000 قال عرفات: أعطوني دولة ألبس بدلة مدنية).
الإسرائيليون أرادوا معرفة هل أبو حسن صار "عميلاً" للأميركيين، وهؤلاء فهموا أنه يجب حماية أبو حسن من "الموساد"، وقالوا للإسرائيليين: "لا جواب هو الجواب".
لو قال الأميركيون: "نعم" هو "عميل" للـ "سي. آي. إيه" لكانوا يكذبون، وحاول آيمس أن يدفع عرفات إلى الكذب، لكن أبو حسن قال: "لا يمكن.." واختار المخاطرة بأن يقتله الإسرائيليون.
تلقى أبو حسن تحذيراً، يوم اغتياله، من بشير الجميل قائد الكتائب (الرئيس المنتخب لاحقاً)، وهو صديق شخصي لأبو حسن، رغم الحرب اللبنانية ـ الفلسطينية، لأن درجة من التنسيق الأمني كانت ضرورية لإخماد الحرب ما أمكن (لاحقاً هذه الصلة أفادت الفلسطينيين خلال حصار بيروت 1982) بشراء أسلحة كتائبية مموّهة بشاحنات الخضار.
لماذا اغتال الإسرائيليون أبو حسن؟ هل بسبب "ميونيخ" أم لأن العلاقة الأمنية مع الأميركيين كانت في نظر الإسرائيليين خطوة نحو "رؤية عرفات في البيت الأبيض"، كما يقول مسؤول رفيع في المخابرات الأميركية.
المهم هو علاقة الأمن بالسياسة، وعلاقة ذلك بالنضال السياسي نحو اعتراف أميركا بمنظمة التحرير الفلسطينية.. ولاحقاً بحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم.
أبو إياد، رئيس المخابرات الفلسطينية لمنظمة التحرير كان على "علاقة" أمنية بالمخابرات الأوروبية في مواجهة "متطرفين" فلسطينيين وعرب وأجانب، ولم يكن "عميلاً" بالطبع، ولكنه كان أحد فرسان الواقعية والاعتدال في منظمة التحرير الفلسطينية.. ورجل أمن المنظمة الأول.
لذلك، فإن ابو مازن يواصل قيادة "الاعتدال" و"الواقعية" السياسية ولو تطلبت تنسيقاً أمنياً مع الإسرائيليين قد يفهمه البعض على غير ما هو عليه.
يشرّف الفلسطينيين أن قيادتهم الأمنية والسياسية لا يوجد فيها "عميل" قيادي سياسي أو أمني لأي جهة كانت.. لكن الواقعية والاعتدال السياسي والأمني تُفهم على غير النحو الصحيح.
أتذكر أبو حسن سلامة: مسدسه في نطاقه، وفي كف يده اليسرى علبة سكائر "مارلبورو" وولاّعة رخيصة.. وهذا الألق والجمال الثوري والولاء التام للقضية الوطنية والثقة مع القائد العام، بما لا يمنع تنسيقاً مع الأميركيين وآخر مع الكتائبيين.. ورؤية أن الكفاح سيفضي إلى مفاوضات سياسية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمير الأحمر وجذور الاعتدال الأمير الأحمر وجذور الاعتدال



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria