أطراف النهار شخـــوص
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أطراف النهار شخـــوص

أطراف النهار شخـــوص

 الجزائر اليوم -

أطراف النهار شخـــوص

بقلم :حسن البطل

السيد (أ): وئيد الخطى، يكاد يجرجر خطاه. في إحدى يديه كتاب مرجعي سميك، وفي الأُخرى عكاز. أفتح له أو يفتحون باب المقهى. يستند على عكازته ليصعد درجة واحدة بين سطح الرصيف وسطح أرضية المقهى.

صيفاً يرتدي بذلة مهندمة، وشتاءً فوقها معطف سميك، وصيفاً شتاءً يعتمر كوفيته الحمراء وعقاله.

إنه زبون آخر في مقهى أنا زبونه الدائم. إن شاح زبون عنه، ذهب إلى زبون آخر، وألقى عليه محاضرة مفككة عن القدس والمقدسات، وعن أركيلوجيا البلد وآثارها، ففي يده دائماً كتاب سميك بالعربية والإنكليزية عن الموضوع.

عاماً بعد عام، تثقل خطواته من بيته في أول شارع الإرسال إلى مقهى رام الله. هذا هو مشواره اليومي، وهذا هو مقهاه، لكنه لا يطلب شيئاً ليشربه، ولا يشعل سيكارته ليمجّها. فقط يستريح على كرسي مريح فترة دقائق، يعود بعدها إلى بيته وئيداً وئيداً.. أبطأ من يسير على الرصيف.

كان باحثاً في شؤون آثار البلاد، وكانت له دراسات في بحوثه، وله بعض الكتب، أيضاً، في مجال اهتمامه.

لم يطعن في السن كثيراً، لكن طعنه خرف مبكر، أو اثر جلطة خفيفة في الدماغ، ضربت ملكة التفكير والكلام لديه، وصار يخلط بين الأزمان الحاضرة والماضية.. وبين أشياء شخصية مبعثرة لا رابط بينها.

في يده كتاب سميك، وفي الأُخرى عكازته، فإن كان اليوم بارداً أطلّ، وإن كان اليوم ماطراً غاب، فلا يستطيع استبدال الكتاب السميك أو العكازة بمظلة تقيه من المطر.

بعد خريف العمر يأتي شتاء لن يطل فيه على مقهاه السيد (ز) كهل بدين من زبائن المقهى يساعد عمّاله الشباب في جمع الفناجين والكؤوس والمنافض عن الطاولات، والأراكيل المتروكة على الأرضية، أو يجلب نارة لبعض الزبائن.

كهل غريب عجيب في منتصف العمر، يعتمر الكاسكيت صيفاً شتاءً، هندامه قديم ومهركل أبداً، يمازحه عمّال المقهى مزاحاً خفيفاً أو ثقيلاً، أو حتى بذيئاً، فإما يتجاهل مزاحهم الخفيف؛ وإما يهددهم بالمنافض والكراسي فيتظاهرون بالفزع منه، ثم يقدمون له الشراب مجاناً.. والسكائر، أيضاً.

إنه ظاهرة عجيبة بين زبائن المقهى، فهو يفهم الكلام البسيط، ويرد عليه بكلام أبسط، ككلام الأطفال.

نادراً ما يطلب سيكارة من زبون مختار، لكنه مدخن شره، يشعل السيكارة من السيكارة؛ ونادراً ما يشعل سيكارته من ولّاعة على أي طاولة، فهو ينفث الدخان ولا يبتلعه. هل تعرفون مدخناً شرهاً لا يحمل ولّاعة قط، لكن يدخن بالبلاش من علب الدخان البلدي التي يهديها له عمّال المقهى.

 رجل «عَ البركة» كما يُقال، أو كهل ـ طفل يأكل بالمجان ويدخن بالمجان، ويشرب بالمجان.. ويعود إلى بيته البعيد أول الليل بتاكسي بالمجان!

السيد (م): شاب أهيف ضعيف العقل، وخصم لدود في المزاح للسيد (ز) وتجده دائماً ينتقل من مقهى إلى آخر، ومن مطعم سندويشات إلى غيره، من أول النهار إلى آخر الليل. يستطيع أن يفك الحرف، فقد تعلم حتى الصف السادس، وغالباً يزدرد ما في أكياس «الشيبس»، وعلاقته بالسيد (ز) كعلاقة قطبي المغناطيس، ما يدفع (ز) إلى كتابة رسالة شكوى احتجاج لصاحب المقهى. ما يكتبه ليس خرابيش دجاج، لكن بخط مسننّات متتالية ومتصلة.

السيد (x): في يده حقيبة جلدية تحوي كتباً، وفي يده الأخرى يحمل كتابين أو ثلاثة للعرض من كتب الأساطير، مثل «نور على نور» أو «سيدنا نوح عليه السلام».. إلخ!
كهل حسن الهندام، لا يكلّ ولا يملّ من التطواف على المقاهي، ويصعد في المقهى إلى الطابق العلوي، ولم أره يوماً يبيع شيئاً مما يحمل من كتب.

حليق الذقن دائماً، مع ربطة عنق دائماً، مع حطة حمراء دائماً. بائع كتب متجوّل دائماً، لا يفتح فمه أبداً، ولا يلحّ أو يستعطف لبيع كتاب.

السيد (و): شاب كفيف مع عصا حديثة لأمثاله، قابلة للطي، وبسطة يُعلّقها في رقبته، وفيها أشياء بسيطة: ولّاعات، بطاريات، مناديل جيب من ورق.. علكة.. وأشياء أخرى.

يرى بأنامل يديه المرهفتين، أو يرى بأذنيه المرهفتين، ويسارع الزبائن إلى الشراء من بسطته بسعر سخي؛ ويسارع العمال إلى مساعدته على الجلوس وفي البيع، في ليالي أيام الجمع تنعقد جلسة طرب وموسيقى وغناء، ويشارك فيها السيد (و) عزفاً وغناءً.

السيد (x): إنه ليس من زبائن المقهى، لكنه يعمل في دكانة قريبة تبيع مثلّجات وبوظة. كم تبلغ المسافة بين حلويات الكرامة ومركز خدمات الزبائن لشركة «جوال»؟
ثلاثون مرة، أربعون، خمسون.. يقطع المسافة القصيرة بخطوات واسعة وسريعة جدا على الرصيف القصير يمكن أن تتساءل بينك وبينك: لماذا لا يقطع رصيف شارع ركب من محله إلى ساحة المنارة؟ ربما لأن الرصيف مزدحم بالسابلة بطيئة الخطوات، ربما لأن طبيبه نصحه أن يخطو كذا مائة متر يومياً، ربما لأنه مصاب بالسكري من النوع الأول أو الثاني، وهو يعرف المسافة القصيرة بالأمتار ويضربها بعشرات المرات التي يخطوها كل يوم.
***
مقهى رام الله خليط من الزبائن. مقصد مراسلي الفضائيات. لا هو مقهى شعبي، ولا هو كافتيريا. ختيارية وشبّان، متقاعدون ونشطاء اجتماعيون، فنانون وصحافيون، طلاب جامعات ومتبطّلون.

 المصدر : جريدة الأيام

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطراف النهار شخـــوص أطراف النهار شخـــوص



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:43 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون صينيون يكتشفون طريقة جديدة لصناعة خشب من مواد عضوية

GMT 11:56 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تريزيجيه يواجه بيترولسبور مع قاسم باشا فى بطولة كأس تركيا

GMT 03:01 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دعاء لاشين تُصمِّم مجموعة ورود بألوان الباستيل مِن الورق

GMT 13:43 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

شركة تويوتا تطلق أفالون 2019 الجديدة في السعودية

GMT 23:56 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

ديكورات إندونيسية في قصر إلين دي جينيريز

GMT 04:12 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

كيت ميدلتون في "100 سيّدة في عالم التّمويل"

GMT 10:36 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

أسهم أوروبا ترتفع مع تعافي الأسواق بعد عطلة العام الجديد

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صحيفة "الخليج الجديدة" تزعم مقتل تركي الجاسر أثناء تعذيبة

GMT 06:00 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أكاديمي ياباني يعتبر أن البكاء أكثر فعالية من الضحك

GMT 18:08 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التشغيل التجاري لقطار الحرمين السريع

GMT 00:56 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

حسام الحسيني يؤكّد سعادته بالعمل مع تامر حسني
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria