«كيف نشفى من حُبِّ تونس»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«كيف نشفى من حُبِّ تونس» ؟

«كيف نشفى من حُبِّ تونس» ؟

 الجزائر اليوم -

«كيف نشفى من حُبِّ تونس»

بقلم -حسن البطل

قالها شاعرنا، بعبرات مخنوقة، في خطاب وداعه تونس بعد أوسلو، واسترجعها أحدهم في تعقيبه على «همروجة» استفزازية مصوّرة لنفر من توانسة يهود صاروا مواطنين إسرائيليين زاروا بلاد «جذورهم».
محطة تلفزيونية إسرائيلية صوّرت شريطاً من الطقش والفقش، الرقص والدربكة والهتاف في باص سياحي. هذه سابقة احتفالية خلت منها زيارات موسمية سابقة كانت بمثابة «حجيج» إلى جزيرة «جربة» موطن إقامة غالبية اليهود التوانسة.

قد نقول، ولو بطرف اللسان، إنه «لا غضاضة» أن يزور توانسة يهود صاروا إسرائيليين بلاد جذورهم الأصلية، لكن في عمق الحلق نوع من «غصة» ليس، بالذات، من هتاف ركاب الباص: عاش جيش الدفاع، عاشت تونس.. لكن من تعريج مواطنين سابقين صاروا سياحاً أجانب إلى بيت أمير الشهداء «أبو جهاد».

للشاعر كلام عن الحب، وسأختار منه قوله: هل الحبّ ما يجرح الماء أو مرض في الضباب»؟ أصيب حبّنا لتونس الخضراء بجرح في الماء ومرض في الضباب.

يحبّ الفلسطينيون تونس، ويبادلهم التوانسة الحبّ. تقريباً على منوال قول شاعر قديم للشاعر المنخل اليشكري: أحبّها وتحبّني، ويحبّ ناقتها بعيري، فأينما حلّ فلسطينيون في ترحالهم امتزجوا وتمازجوا.

حبّ الفلسطينيين لتونس (وبالعكس) لا صلة له بعشرية سنوات وقليل أمضاها فلسطينيو (م.ت.ف) في تونس، بعد خروجهم الملحمي من بيروت، بل لأن تلك البلاد كانت وتبقى إلى الآن مهد هذا «الربيع العربي» الذي مرض خريفاً وشتاءً في غير بلادٍ عربية.

الفلسطينيون اعتذروا من الكويت ومن لبنان، لكنهم يعذرون تونس الشعبية وحتى الرسمية مما أصاب تونس من «مرض في الضباب» جرّاء دعوة توانسة يهود صاروا مواطنين إسرائيليين وزاروا أرض جذورهم بجوازات إسرائيلية، ودبرت لهم ولتونس ولنا «همروجة» باص مصوّرة.

الجوهري هو أنه في حكومة ديمقراطية تونسية وزير يهودي، كما الحال في المغرب وزير ـ مستشار للملك، وربما في البحرين. كم نسبة اليهود العرب الباقين في هذه البلاد، ولماذا ليس في حكومات إسرائيل وزير فلسطيني، مع أن نسبتهم إلى سكان إسرائيل هي 20%.

لملك المغرب السابق محمد الخامس، أن يقول: المغاربة اليهود من مواطني إسرائيل هم «رعاياي»، كما قد يتصرف الرئيس الروسي بوتين إزاء «جالية» يهودية روسية في إسرائيل، منها وزراء في حكوماتها.

كان هناك في حكومة «ليكودية» وزير خارجية تونسي الأصل، هو سلفان شالوم، كانت أمه تصدع أذنيه بغناء عربي، خاصة للمطربة أم كلثوم.

بين «لا غضاضة» في حجيج إلى جزيرة جربة، وطبل وزمر ورقص في الباص، فإن «الغصّة» في الحلق هي إطلالتهم على منزل اغتيل فيه أمير الشهداء.

هل كان من بينهم جنود شاركوا في الاغتيال وتقاعدوا بعد ثلاثين سنة؟ الوزير روني الطرابلسي يحاجج بأن هذا الشق من الزيارة لم يكن مخطّطاً من جانب وزارته، وإن كان مخطّطاً من جانب من أعدّ منظّمي الزيارة الاستفزازية.

لنعترف، هناك كسر بين المطلب الفلسطيني من دول العرب: اقبلوا ما نقبله، وارفضوا ما نرفضه، وبين حالة «التطبيع» العربي الرسمي مع إسرائيل، ومعارضة الشعوب العربية لذلك. قبل الزيارة اليهودية لتونس وبعدها خصوصاً، هناك معارضة شعبية تونسية لـ «التطبيع»، وتشكل ورشة المنامة ذروة في هذا الكسر.

حصلت معي ورفاقي، بعد خروج بيروت، وقبل زمن أوسلو مفارقة أثارت دهشة أصدقاء تونسيين متعاطفين معنا، كما دهشة فتيات تونسيات يهوديات في أحد مقاهي سيدي بوسعيد الجميلة، حيث اغتيل لاحقاً أمير الشهداء. انضممنا إلى طاولة الفتيات بوصفنا ضيوفاً على تونس.

موضع «التطبيع» قبل أوسلو غيره بعدها. الفلسطينيون صاروا مجبورين على أشكال عملية من التطبيع مع إسرائيل، لكن الأشقاء غير مجبورين. مؤتمر ورشة المنامة ذروة في هذه الحالة، والسلطة كان في فمها ماء إزاء المشاركة العربية. شعارها السياسي «عدم التدخل في الشأن العربي» صحيح. لكن ماذا عن التدخل العربي في الشأن الفلسطيني.

هناك نوع من تدخل عربي ـ إقليمي، ناهيك عن الإسرائيلي في رأب الصدع الداخلي الفلسطيني، أو توسيعه من جانب إسرائيل، وهناك بلبلة فلسطينية بعد الإفطار الرمضاني في الخليل مع المستوطنين، ومشاركتهم في عرس جرى في قرية فلسطينية.

أقتبس من الأخيرة تعقيب فلسطينية ـ ألمانية هي كلوديا فاخوري ماير: «ألم تفكر الأكتاف التي حملت المستوطنين، أنها ستحمل شهيداً في يوم ما، قتلته رصاصة من حملوهم».

غادرنا مرحلة نزاع عربي ـ صهيوني، وعدنا إلى صراع فلسطيني ـ إسرائيلي، وهناك من يحاول جعله صراعاً إسلامياً ـ يهودياً كما تفعل إيران وأذرعها.

هل حقاً: العرب يحبّون فلسطين، ولا يحبّون الفلسطينيين؟ نحن لن نشفى من حبّ الشعوب العربية، ومن حبّ تونس وإن أصيبت حكومتها الديمقراطية بمرض في ضباب «التطبيع».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كيف نشفى من حُبِّ تونس» «كيف نشفى من حُبِّ تونس»



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria