أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة

أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة

 الجزائر اليوم -

أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة

حسن البطل

"حدثني الزجاج والدخان / تركني دمي ومشى".. لو ألقيت هذه العبارة على الورقة في أحد الصناديق الزجاجية المائة، لاستقرت في قعر الصندوق، المعلق على جدار حجري. مائة غرض شخصي جدا في مائة صندوق زجاجي شافّ (نصف شفاف) تعلوها، على الجدار، مائة صورة شفافة (بالابيض والاسود) .. ولكن، دراجة الفتى الصغير الذي ذهب، مصادفة او عمداً، الى موته المبكر، تبقى، وحدها، خارج "الصندوق". ثلاثون عاما، الا عاما واحداً، أضيع عن ذلك المغلف .. ولا يضيع مني. احمله في حقائب السفر، على ذلك المغلف الورقي البني كتب أخي الفدائي نبوءة موته: "جلست أنظر اليّ / اتطاير في الفضاء / أنهار كالرمال / مددت اصبعي في سخونة الركام / حدثني الزجاج والدخان / .. وتركني دمي ومشى". وددت لو اسقطت ذلك المغلف في الصندوق الواحد بعد المائة أو المائة بعد الألف. كل اغراض كوكبة المائة شهيد الاولى من شهداء الانتفاضة تستقر في الصندوق - التابوت؛ وفوقه صورة صاحبها كأنها شاهد القبر. قميص نوم الحاجة خضرة. لوحة زيتية لوجه امرأة بريشة عبد الحميد الخرطي. زجاجة عطر احمد النبريص. قفاز ملاكمة جهاد العالول. شهادة مهنة حدادة محمد غانم. "مسطرين قصارة" "دريل" (مقدح) .. وقفص عصفور محمد غانم. "المادة لا تُفنى؛ ولا تخلق من عدم". قانون علوم. "يسألونك عن الروح. قل الروح من أمر ربي" (الآية 58 من سورة الاسراء). "اسمك مجهول؛ ومأثرتك خالدة". عبارة تأبين للقتلى المجهولين من مناضلي حركات التحرر، وتوضع، احياناً، على "قبر الجندي المجهول" في بعض الدول. .. غير ان محمد السميري اسم معرّف، صاحب مهنة حدادة، حارس في "كازينو أريحا" خرج لمشاهدة تظاهرة .. سقط وغرضه الاثير، استقر في الصندوق؛ وأما صورته - شاهد قبره الرمزي، فهي الفراغ المعلق في الفراغ. لم يترك صورة. ترك 11 شخصا كان يعيلهم .. بلا معيل. "مائة شهيد؛ مائة حياة" عنوان اول معرض فلسطيني من نوعه، في المنافي وفي البلاد، يجعل للموت المرئي ثلاثة ابعاد، وليعطيها فريق اخرج الفكرة الى حيز الواقع .. البعد الرابع: خلود مأثرة الشهيد في ذاكرة أجيال الشعب. للمرة الاولى يطور الفلسطينيون "ثقافة الموت" الى ثقافة الحياة، ويفعلون ذلك بما في البساطة المفرطة من ايحاء عميق؛ ومن جمال بصري ايضا. تدخل حجرات المعرض كأنك تدخل محراب الموت. ضوء المصابيح خافت. ضوء الشموع ناعس. واغراض الشهداء الشخصية جداً (من علاقة مفاتيح الى وسادة نوم من قماش احمر مطرزة عليها كلمات الحب). اللون الاحمر هارب تماما عن اغراض الشهداء، المقمطة بخيط كأنها مشروع هدية ما، او قربان ما، بما فيها دفتر العلوم (فيزياء، رياضيات، كيمياء) لطالب شهيد خرج سريعا من دورة الحياة، قبل ان يتخرج من كلية الجامعة، او مدرسته الثانوية. تزور المعرض مرة، فتستقر الصور والاغراض في ذاكرتك الى الأبد، فإذا سألت "سيرة ذاتية" وجدتها في ما يشبه "كتاب الموتى". النص قصير: بالعربية والانكليزية. كل نص تتصدره صورة فوتوغرافية. كل نص وصورة على صفحة ورقة. كل صفحة ورقة يقابلها صورة "غرض" الشهيد الاثير .. وما بين الصورة والغرض حجاب شافّ من ورق "الكالك" للرسم الهندسي. المعرض على الجدار او بين دفتي الكتاب، منزّه عن لون الدم ولون السواد. قد تتوقع غلافا لكتاب مزدحم العبارة، ركيكها .. او بليغها، مسربل بالاسود والاحمر.. فاذا بالكتاب يتحرر قليلا حتى من لون التراب، ويتخفف من الثرثرة الى "كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة". والعبارة الأبلغ هي"مائة شهيد؛ مائة حياة". بعد مائة ومائة في كتاب ثان وثالث ورابع .. سيكون للانتفاضة الحالية ارشيفها من الحيوات التي كانت تنبض .. وتركت اغراضها الحميمة في مكعبات من زجاج. .. وفي الكتاب، ينحني الصغير للكبير؛ ويتقدم اكبر الموتى سنا "الالماني هارالد فيشر" صفحات الكتاب. على شاشة التلفاز وجدران الشوارع يستهلكون بنهم شديد دراما الموت، وتغدو الانتفاضة مؤثرات بصرية وصوتية للمطربين. لكن، في احترام الموت والموتى بشكل فني وجميل، كما في المعرض والكتاب، تجد احتراما للحياة والاحياء. ثلاثون عاما، أحمل ذلك المغلف الذي يحمل تلك العبارات: "حدثني الزجاج والدخان / .. وتركني دمي ومشى". اضيع احياناً عن المغلف .. ولا يضيع مني. نقلا عن جريدة الايام  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة أشياؤهم تحلق في فضاء الذاكرة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria