تسرّع العامة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تسرّع العامة

تسرّع العامة

 الجزائر اليوم -

تسرّع العامة

حسن البطل

بين الآونة وأختها، اعود الى أمهات كتب قديمة، لتمرين قلمي ولغتي، ولجلو سقم الروح بطرائف ولطائف، بعضها مغموس بالحكم والعبر، وخلاصة امعان النظر في احوال البلاد والعباد، وكيف يكون فساد الرأي، وكيف يكون صلاح العباد والبلاد. تصادفت رحلة "ابن جبير" الى حج مكة مع زمن صلاح الدين الناصر بن أيوب، في العام 1183 ميلادية. فهي مفيدة في الشهادة على زمانها وزمان بأسها. والكتاب ذاته من نفائس أدب الاسفار والرحلات في التاريخ العربي الاسلامي، وكان أحد المراجع في كلية آداب اللغة العربية بجامعة دمشق خلال السبعينيات. وهنا مقتطف عن فساد رأي الناس وسداد حكم ذوي العلم والحجى، وفي مواضع أخرى من رحلته في مصر والحجاز يتعرض لمفارقات من جور الولاة أو عدالتهم .. وعادات الناس في زمانهم ذاك. * * * "استهل هلال ذي الحجة ليلة الخميس بموافقة الخامس من مارس. وكان للناس في ارتقابه أمر عجيب، وشأن من البهتان غريب، ونطق من الزور كاد يعارضه من الجماد - فضلا عن غيره - ردّ وتكذيب. وذلك أنهم ارتقبوه - ليلة الخميس الموفّي ثلاثين - والافق قد تراكم غيمه، الى أن علته - مع المغيب - بعض حُمرة من الشفق. فطمع الناس في فرجة من الغيم، لعل الأبصار تلتقطه فيها. فبينما هم كذلك إذ كبّر احدهم، فكبّر الجمّ الغفير لتكبيره، ومَثَلوا قياما، ينظرون ما لا يبصرون، ويشيرون الى ما يتخيلون، حرصا منهم على أن تكون الوقفة بعرفات يوم الجمعة، كأن الحج لا يرتبط الا بهذا اليوم بعينه. فاختلقوا شهادات زورية، ومشت منهم طائفة من المغاربة - أصلح الله احوالهم - ومن أهل مصر وأربابها، فشهدوا عند القاضي برؤيته، فردهم أقبح رد، وجرّح شهاداتهم أسوأ تجريح، وفضحهم في تزييف اقوالهم أخزى فضيحة، وقال: "يا للعجب! لو ان احدهم يشهد برؤيته الشمس - تحت ذلك الغيم الكثيف النسج - لما قبلته. فكيف برؤية هلال هو ابن تسع وعشرين ليلة؟". وكان ايضا مما حكي من قوله: "تشوشت المغارب (اضطرب أمر المغاربة): تعرضت شعرة من الحاجب، فأبصروا خيالا ظنوه هلالا "يعني أن شعرة من حاجب الرائي لاحت أمام عينيه، فحسبها لاستدارتها هلالا. وكان لهذا القاضي: "جمال الدين" - في أمر هذه الشهادة الزورية - مقام من التوقف والتحري، حَمَدَه له أهل التحصيل، وشكره عليه ذوو العقول، وحق لهم ذلك، فإنها مناسك الحج للمسلمين أتوا لها من كل فج عميق. فلو تسومح فيها بطل السعي، وفَالَ الرأي (فسد). والله يرفع الالتباس والباس بمنّه. فلما كانت ليلة الجمعة، ظهر الهلال - في اثناء فُرَج السحاب - وقد اكتسى نورا من الثلاثين ليلة، فزعقت العامة زعقات هائلة، وتنادت بوقفة الجمعة، وقالت: "الحمد لله الذي لم يخيب سعينا، ولا ضيّع قصدنا"، كأنهم قد صحّ عندهم ان الوقفة اذا لم تكن توافق يوم الجمعة ليست مقبولة، ولا الرحمة فيها من الله مرجوة مأمولة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ثم إنهم - يوم الجمعة المذكورة - اجتمعوا الى القاضي، فأدّوا شهادات بصحة الرؤية تُبكي الحق وتضحك الباطل. فردّها وقال : "يا قوم: حتّام هذا التمادي في الشهوة، وإلام تستنّون (تسرعون) في الجري في طرق الهفوة". واعلمهم انه قد استأذن الامير "مكثراً" وهذا اسمه، في ان يكون الصعود الى "عرفات" صبيحة يوم الجمعة، فيقفوا عشية بها. ثم يقفوا صبيحة يوم السبت بعده، ويبيتوا ليلة الاحد بـ"مزدلفة". فإن كانت الوقفة يوم الجمعة، فما عليهم - في تأخير المبيت بـ "مزدلفة" - بأس، اذ هو جائز عند أئمة المسلمين. وان كانت يوم السبت فبها ونِعْمَت.. فنِعْم ذلك. واما ان يقع القطع بها يوم الجمعة فتغرير بالمسلمين، وافساد لمناسكهم، لأن الوقفة يوم التروية عند الأئمة غير جائزة، كما انها جائزة يوم النحر. فشكر جميع من حضر للقاضي هذا المنزع من التحقيق، ودعوا له، واظهر من حضر من العامة الرضا بذلك، وانصرفوا عن سلام". * * * هو ابن الحسين محمد بن جبير الأندلسي، من غرناطة. وكان بدء رحلته لحج بيت الله الحرام في 25 شباط 1138 (3 شوال 785هـ)، فوصل مكة بعد سبعة اشهر ونيف. المقتطف من "مكتبة كامل كيلاني - قصص عربية، دار المعارف - ط8 - اول يناير 1940، الفصل الثاني عشر بعنوان "ارتقاب الهلال". 8-2-2001

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسرّع العامة تسرّع العامة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria