فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري

فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري

 الجزائر اليوم -

فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري

بقلم : حسن البطل

مثل هلال ذهبي رمضاني شاحب، تبدو القبّة المذهّبة من سطيحة بيت بهاء. القرب شديد، لولا بيت أو اثنان يستران بهاء القبّة.. غير أن «مئذنة الغوانمة» تنتصب بطولها شبه الكامل، ربما تذكّرني بمئذنة «العروسة» في الجامع الأموي بدمشق.

مرّات، دخلت القدس العتيقة، جُلْتُ في أزقّتها الحجرية، وغالباً في طريقي إلى المسجد ذي القبّة المذهّبة. هذه كانت مرّتي الأولى، فنجان قهوة وكأس ماء (وسيكارة) في بيت عتيق بالقدس العتيقة. 

ليس هذا أي بيت. إنه يتوسّط قدساً مدجّجة بالديانات (المقدّسة؟). «جامع الزاوية النقشبندية» يتوسّط بين الهلال الذهبي الشاحب (بسبب ضباب الجوّ في يوم مطير)، وكنيسة اسمها «كنيسة مدرسة الراهبات».

هنا ولد الكهل بهاء، بل في هذه الغرفة المعتّقة رأى النور. في بيت «الزاوية النقشبندية الأزبكية». تاريخ السلالة لا يعنيني إلاّ قليلاً. ثوب من صناعة بخاري معلّق في غرفة. وإلى جانبه صور لابسي الثوب المقلّم، المقصّب، الذي قد أقول إنه حال قليلاً ولكنه لا يزال قشيباً. واحد من «لابسي الثوب» جدّ بهاء، أحد جدوده بالأحرى، تحت الثرى. قبر حجريّ تحت قبّة في حديقة وحشيّة، قطفنا من شجيراتها بعض ثمار الليمون، بالطبع بعد خشوع بهاء و»الفاتحة». اذكروا محاسن موتاكم.

طرح بهاء عليّ معلومة وجدتها لغزاً. قال: إن تلك القنطرة، أمام البيت في شارع باب حطّة المفضي إلى باب الأسباط، عمرها ألفا عام (ربما يُبالغ).. لكن، كيف تستند القنطرة، نصف قوس القنطرة، على مبنى «مدرسة الراهبات» التي شيّدوها أواخر القرن التاسع عشر. ألفا عام تتكئ على القرن التاسع عشر. كل شيء يتوكّأ على كل شيء. الترميم هندسة بناء وعلم هنا.

شيء من الترميم طال بيت الزاوية النقشبندية البهائية البخارية، ليبقى صالحاً للسكن، وليكون بيتاً، متحفاً ناطقة جدرانه وأرضيته وأثاثه بتاريخ العائلة، السلالة البهائية النقشبندية. معتّق وعريق، باستثناء نباتاته دائمة الخضرة، وربما فناجين القهوة وكأس الماء (المنفضة أثرية).

أكثر من أي «تحفة» وأي ركن، أخذتني خزانات الكتب ذات الزجاج. طبعات قديمة من القرآن الكريم وكتب السيرة، وبالذات «مخطوطات» يمكنك، إذا أمعنت النظر، أن تقرأ سطورها بخط نسخي جميل.

تذكرون ما قاله الشاعر عن «ليلٍ كموجِ البحرِ أَرْخَى سُدُولَهُ» لكن هنا، على هامش المخطوطات، تذييلات بخطٍ مكينٍ رصين. إنها ملاحظات قارئ متمكّن بعد قارئ مُثابر، ولكنها بألوانها الحبرية المختلفة (أخضر، أسود، أحمر، أزرق) ترسم أشكالاً متوالدة من «الأهلة»، أو من موج البحر المتكسّر.

كنت أظنّ أن 40 عاماً من التدخين قتلت أو شلّت وأضعفت حاسّة الشمّ عندي، غير أن الغرف العتيقة لهذا البيت ذي الطوابق الثلاثة (للعائلة، للأعمام، للجد) كانت تفوح برائحة زمان معتّق.

هذا البيت النقشبندي البخاري البهائي جزء من تاريخ القدس العتيقة، بدلالة صور الرجال مع عماماتهم وطرابيشهم وعباءاتهم، تبيّنت بينها صور كثيرة مع المفتي الحاج أمين. بالطبع، اختلطَ عليَّ ما لا يختلط على بهاء وابن عمّه وابنة عمّه (المقيمين في البيت) من هو الجدّ والوالد.. وأمّا الحفيد فهذا هو بهاء، رسّام الكاريكاتير في «الأيّام».

أعرف كيف «عادَ» برقمٍ وطنيّ، وعُدنا معاً إلى القدس العتيقة والبيت العتيق بتصريح زيارة إسرائيلي.. لكن كيف «غادر»؟ يقول: إن والده المهندس ارتحل إلى الشام للشغل، فوقعت الواقعة الحزيرانية الشهيرة، التي سمّيناها «النكسة» وهي النكبة الثانية المقيمة فوق النكبة الأولى.

بالطبع، لبهاء «بطاقة هوية خضراء» يلزمها تصريح زيارة، ولابن عمّه «بطاقة هوية زرقاء» مقدسيّة لا يلزمها تصريح زيارة إلى رام اللّه. في زياراته السابقة لم يصّوروا بهاء كما يريد في «مسقط رأسه». أنا فعلت هذا له، وهو فعلَ هذا لي، ورافقنا في الزيارة «ولد» شاب في ميعة الشباب، يعمل في «وفا». سألته إن كان لاجئاً مثلي، فقال: إنه لاجئ يختلف، فقد طرحه «الخط الأخضر» إلى الجانب الآخر من البلاد.

في زاروب «باب حطّة» مخرج أو مدخل نفق. قال بهاء: كل الأنفاق التي ينبشها اليهود الآن، كانت معروفة، مُهملة ومردومة.. كلها أو معظمها.

.. ومن باب الأسباط خرجنا إلى حاجز قلنديا. عدت مع صليب خشبي صغير، صليبِ القدس.. وثلاث حبّات ليمون!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري فنجان قهوة حيث ولد بهاء البخاري



GMT 14:50 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

عن شاعر «جفرا» و«عنب الخليل»

GMT 08:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

الأميرة خبيزة

GMT 14:54 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

«سيدي الخَرْفان»؛ سكر فضّي!

GMT 15:24 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

عليكم أن تتقوّلوا وعلينا أن نقول؟

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria