كردستان وفلسطين شيء من التشابه، شيء من الاختلاف
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

كردستان وفلسطين: شيء من التشابه، شيء من الاختلاف

كردستان وفلسطين: شيء من التشابه، شيء من الاختلاف

 الجزائر اليوم -

كردستان وفلسطين شيء من التشابه، شيء من الاختلاف

حسن البطل

في ليلة من يوم ما من العام 1959، استيقظ أهل دمشق على اسم جديد لخط باصات حي "الأكراد"، شرقي جبل قاسيون بدمشق، وصار اسمه "حي ركن الدين"، وأغلب ظني أن هذا الإجراء بفعل الناصري العروبي عبد الحميد السراج، رئيس "المجلس التنفيذي للإقليم الشمالي" ـ سورية من الجمهورية العربية المتحدة، بموافقة الرئيس ناصر أو دون موافقته!
خط باصات "كرادة مريم" وكرادة أخرى في بغداد لم يتغير في رئاسة صدام حسين، ربما حتى العام 1973 ولا أعرف بعد مغادرتي العراق.
لكن، النظام السوري، حتى بعد الانفصال عن الوحدة مع مصر 1961، مارس بخاصة في منطقة الجزيرة، سياسة التقريب و"الحزام العربي"، وفي خانة الهوية السورية مكتوب لكل السوريين "عربي سوري".
الاسم الرسمي لسورية هو "الجمهورية العربية السورية"، والاسم الرسمي للعراق "جمهورية العراق" وصار تعريف الشعب العراقي، مطلع حكم حزب البعث ـ جناح العراق "الشعب العراقي، بعربه وكرده، وأقلياته القومية المتآخية" لكن النظام البعثي العراقي لم يتورع، بدوره، عن سياسة "الحزام العربي" وبالذات تعريب مدينة كركوك. يعني؟ أكراد في بغداد فلماذا ليس عرب في كردستان؟
الآن، توجد في الفوضى السورية "قوات حماية الشعب الكردي"، أما في فوضى التفتت العراقي فهناك قوات "البشمركة" المحاربة للحكم المركزي العراقي منذ عشرات السنوات، في العراق الملكي، والجمهوري، والبعثي.. وهي الآن تتبع "إقليم كردستان" المتمتع بحكم ذاتي واسع، مع مؤشرات وخطوات نحو الاستقلال، أما في اطار عراق فدرالي ـ كونفدرالي أو في نطاق الانفصال، إذا استشرت النزاعات العربية العراقية (سنة وشيعة) نحو ثلاث عراقات: سنية وشيعية وكردية، علماً أن العراق أكثر تعقيداً، قومياً ودينياً ولغوياً، من هذا الاختزال.
من الواضح أن نكبة العراق وسورية تسبب فيها حزب قومي عربي في الشعار، لكنه مال إلى حزب مذهبي في التطبيق، وخلط العروبة بالإسلام بالمذهب.
يتحدثون عن "خربطة" الإسلام الأصولي خريطة سايكس ـ بيكو لتقسيم بلاد الشام إلى أربع دول، لكن العراق الحديث لم يرسم وفق هذه الخارطة، بل وفق مصالح وصراعات بريطانيا وتركيا ما بعد الخلافة، وإيران.
يتواجد الشعب الكردي، أو الشعوب الكردية بالأحرى، في أربع دول: العراق، إيران، سورية، وتركيا وهذه الأخيرة تضم القسم الأكبر من الشعب الكردي (20 مليوناً).
كانوا يتحدثون عن خارطة سايكس ـ بيكو أنها أربع دول، ولكن مع خمسة شعوب. الفلسطينيون كما الأكراد هم الشعب الخامس في أربع دول ويتطلع إلى الاستقلال في دولة خامسة (سورية، لبنان، الأردن.. وإسرائيل).
كان العروبيون البعثيون، وبخاصة في سورية، يتحدثون عن "الشعب العربي" من بغداد إلى تطوان (.. إلخ) وعن "الوطن العربي"، والأغنية القومية تقول: "وطني حبيبي/ الوطن الأكبر" أما المصريون فيتحدثون عن "العالم العربي" أو "البلاد العربية" وعن "شعوب الأمة العربية". لم تنجح المزاوجة بين العروبة والديمقراطية، ولن تنجح بين الإسلام والديمقراطية.
في الحال العربية الراهنة ما يغري بـ "البكاء على الأطلال" ليس كما كان يفعل شعراء الجاهلية الفطاحل، بل على "أطلال" العروبة والفكرة القومية العربية.
الحقيقة أنه بكاء على "حلم" وليس على واقع، لأن الإمبراطوريات العربية، على اختلافها، رسمت حدوداً بين العالم العربي والعالم الإسلامي، وبخاصة منذ انهيار الخلافة العثمانية، وكانت هناك امبراطوريات عالمية أوسع انتشاراً وتفتتا رغم أنها كانت "عالمية" مثل الامبراطورية الرومانية.
عملياً، سنقول: الدول الناطقة بالعربية كلياً أو جزئياً، ودين غالبية سكانها هو الإسلام، والإسلام السني، لكن العروبة ليست سوى القومية الغالبة، والإسلام هو دين الغالبية.
الفلسطينيون هم عرب ودين الغالبية هو الإسلام، لكن أرض فلسطين صارت يهودية وعربية. الأكراد هم قومية أخرى لكن معظمها يدين بالإسلام (غالبية سنية وقليل من الشيعة). صلاح الدين لم يكن بطلاً عربياً، بل بطلاً إسلامياً، وإسلامياً سنياً أوقف انتشار المذهب الشيعي والفاطمي.
تسبب الإسلام السوداني في انفصال ديمقراطي لجنوبه المسيحي ـ الوثني، والدولة السودانية الفاشلة صارت دولتين فاشلتين ولو مستقلتين.
قد يتسبب الصراع المذهبي العربي في انفصال كردستان العراق، وهي صارت إقليماً مزدهراً، ومنطقة لجوء للشعوب والأديان في الدول المجاورة، بينما نجح الأكراد العراقيون في ائتلاف يحكم كردستان من الحزب الديمقراطي الكردستاني (المحارب الملا مصطفى البرزاني ونجله مسعود رئيس الإقليم) والحزب الوطني الكردستاني (جلال الطالباني رئيس الجمهورية)، وكلاهما أكراد سنة (رئيس الوزراء شيعي، والجمهورية كردي، والبرلمان سني).
لم يعد الصراع العراقي عربياً ـ كردياً، بل صار إسلامياً سنياً ـ شيعياً يقف فيه شعب كردستان العراق على الحياد الإيجابي، وتمارس قيادته سياسة عقلانية بين حق الشعب الكردي في الاستقلال وانتماء معظم الأكراد هناك للمذهب السني.
إذا استمر التناحر العراقي المذهبي ستكون كردستان العراق نواة كردستان الكبرى، وبخاصة إذا امتد الانفجار العراقي إلى تركيا وإيران، هذه الأخيرة تقمع الشعوب الإيرانية والأكراد أكثر من غيرها، ولو تحت غطاء قومي فارسي وغطاء إسلامي.
في المرحلة الراهنة يطرح سؤال كردي وسؤال فلسطيني: حكم ذاتي مزدهر أم دولة فاشلة؟
الشعب الفلسطيني ناجح مثل الكردي، لكن دولة فلسطينية ناجحة تنتظر ظرفاً إسرائيلياً ودولياً ملائماً، كما حال حكم إقليم كردستان العراق.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كردستان وفلسطين شيء من التشابه، شيء من الاختلاف كردستان وفلسطين شيء من التشابه، شيء من الاختلاف



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria