الصندوق وحده لا يكفي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الصندوق وحده لا يكفي

الصندوق وحده لا يكفي

 الجزائر اليوم -

الصندوق وحده لا يكفي

حسن نافعة

هل يعد الحاكم الذى يأتى إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع أفضل بالضرورة ودائماً من الحاكم الذى يأتيها بغير هذا الطريق؟. التاريخ يقول لنا: لا، ليس بالضرورة، وليس دائماً. فهتلر وصل إلى السلطة فى ألمانيا عام 1933 عبر صناديق الاقتراع، ولأنه انتهج بعد ذلك سياسات حمقاء، تسببت فى إشعال حرب عالمية ثانية انتهت بهزيمة ألمانيا وتدمير أوروبا وانتحاره هو شخصياً فى نهاية المطاف، فقد كان نقمة على ألمانيا وعلى العالم. أما ديجول فقد وصل إلى السلطة فى فرنسا عام 1958 بعد أن استدعاه الجيش الفرنسى فى الجزائر لهذه المهمة فى أجواء أشبه بانقلاب عسكرى. ولأنه انتهج سياسات أدت ليس فقط إلى إنقاذ فرنسا من محنتها، وإنما تمكينها أيضا من صياغة دستور أفضل وأكثر قدرة على كفالة الاستقرار والمحافظة على متطلبات الديمقراطية فى الوقت نفسه، فقد خلده التاريخ كواحد من أبرز زعماء العالم. لكن يبدو أن الحزب الحاكم لم يدرك بعد هذه الحقيقة، بدليل حديثه الدائم والممل عن عدم جواز الخروج على طاعة الحاكم المنتخب ورفض تغييره إلا من خلال الصندوق وإلا يعد ذلك انقلاباً على الديمقراطية وتمرداً على الشرعية. لكن ماذا لو خرج الحاكم عما التزم به فى حملته الانتخابية وراح يمارس عقب انتخابه سياسات يرى فيها قطاع كبير من المواطنين خطورة على أمن البلاد واستقرارها؟ هل يتعين فى هذه الحالة الركون إلى الصبر والانتظار إلى أن تنتهى فترة ولاية الحاكم، لمجرد أنه منتخب، قبل أن يصبح بمقدور الشعب تغييره من خلال الصندوق؟ وماذا لو وقعت الكارثة قبل موعد الاستحقاق الانتخابى؟ أليس من الأفضل التحرك قبل فوات الأوان للحيلولة دون وقوع الكارثة أصلا؟. تجيب النظم الديمقراطية فى الواقع على كل هذه التساؤلات. فالقول بأن النظم الديمقراطية تقوم على افتراض أن الصندوق هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للتغيير هو قول يفتقر إلى الدقة. فالنظم الديمقراطية الحقيقية تتيح للمواطن ولمؤسسات المجتمع المدنى وللأحزاب السياسية وللنقابات العمالية والمهنية حق ممارسة الاحتجاج على السياسات القائمة بمختلف الوسائل السلمية، بدءاً بالتظاهر والإضراب، وصولًا إلى المطالبة بإعلان عصيان مدنى، ولم تفرض التزام الهدوء والصبر والانتظار إلى أن يحين موعد الانتخابات لتقول الجماهير كلمتها من خلال الصندوق. ويعد هذا فى حد ذاته دليلًا على أن النظم الديمقراطية الحقة تنظر إلى الديمقراطية باعتبارها عملية مستمرة، ومن ثم يتعين أن تكفل للمواطن حق المشاركة فى صنع القرارات التى تخص مستقبله فى أى وقت، ولو بالتعبير عن الاحتجاج والرفض للسياسات القائمة، وليس باعتبارها عملية قابلة للاختزال فى لحظة وفى صندوق، حتى ولو كانا قابلين للتكرار دورياً. ينطوى هذا الوضع على حكمة مزدوجة لصالح الحاكم والمحكوم معاً: تمكين المواطن من مشاركة مستمرة فى صنع وتوجيه السياسات العامة، وتمكين الحاكم من القياس المستمر لصدى سياساته على الأرض ومدى تجاوب المواطنين معها. لذا يتعين على الحاكم المؤمن بالديمقراطية حقاً، حين يشعر بأن قطاعاً مهماً من المواطنين لا يتجاوب مع سياساته، أن يسلك أحد سبيلين: تعديل السياسات التى أدت إلى حدوث احتقان ظاهر، بما يكفل تخفيف حدة هذا الاحتقان، أو إجراء انتخابات سياسية مبكرة، لإعادة تأكيد ثقة الأغلبية فى سياسات الحاكم. مشكلة الدكتور مرسى أنه لا يريد أن يلجأ إلى أى من السبيلين. فهو، من ناحية، يبدو مصمماً على فرض سياسات ترى قطاعات جماهيرية متزايدة أنها تحكمية وغير مدروسة وتشكل خطورة كبيرة على وحدة النسيج الاجتماعى، لكنه من ناحية أخرى يرفض رفضاً قاطعاً فكرة اللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة، ولا يرى فيمن يطالبون بها سوى مارقين أو متآمرين. ومع ذلك يصر الدكتور مرسى على ضرورة إجراء انتخابات لمجلس النواب فى أسرع وقت ممكن، رغم استحالة إجراء الانتخابات فى ظل الإضرابات الراهنة، ورغم عدم ثقة قوى المعارضة الحقيقية فى انتخابات برلمانية تجرى فى ظل الحكومة الحالية. أظن أنه آن الأوان كى يدرك الدكتور مرسى: 1- أن الديمقراطية أكبر من أن تُختزل فى صندوق انتخابى. 2- أن الصندوق لا يصلح وسيلة لقياس الإرادة الشعبية الحقيقية إلا إذا كانت قواعد إدارة اللعبة السياسية والمنافسة الانتخابية متكافئة (وهى ليست كذلك الآن على الإطلاق بسبب كثرة الأخطاء التى ارتكبت فى المرحلة الانتقالية وحالت دون وضع دستور وقوانين تكميلية بالتوافق العام) 3- أن المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ربما تكون وسيلة المعارضة لإسقاطه، لكن بوسعه هو أيضاً أن يستخدمها وسيلة لتثبيت دعائم حكمه وللخروج بالبلاد من حالة الاحتقان الراهنة، وبالتالى فهى ليست مؤامرة أو جريمة فى حقه. هى إذن وسيلة محايدة، فلماذا لا يستخدمها؟ ولماذا تصبح المطالبة بالاحتكام إلى الصندوق وسيلة مشروعة ومحببة تارة، ومؤامرة دنيئة تارة أخرى، ألا يعد ذلك تناقضاً بيناً؟ نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصندوق وحده لا يكفي الصندوق وحده لا يكفي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria