بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا

بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا

 الجزائر اليوم -

بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

الدستور المصرى ينص على التزام البرلمان بإصدار قانون للعدالة الانتقالية فى دورة انعقاده الأولى ولم يفعل.

لماذا؟ لا أدرى، ربما البرلمان لا يعتبر نفسه ملزماً بما ألزمه الدستور به.

المهم أن تونس فعلتها، واستمع التونسيون لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان على مدار خمسة عقود منذ الاستقلال فى جلسات علنية تبث على الهواء فى التليفزيون الرسمى.

وتهدف الجلسة التى بثت الخميس، وجاءت ضمن جهود هيئة الحقيقة والكرامة التى تأسست عام 2013، إلى تخفيف التوتر الناتج عن انتهاكات حقوق الإنسان فى البلاد فى السابق.

وتم إبلاغ اللجنة بأكثر من 62 ألف واقعة، من بينها وقائع تعذيب واغتصاب، منذ عام 2013.

وتحقق الهيئة فى تقارير تعذيب على يد الشرطة وفساد وقتل فى فترة تمتد إلى 50 عاماً منذ استقلال البلاد.

ومن بين المنتهكين المزعومين السلطات التونسية السابقة وقادة الأجهزة الأمنية.

وربع عدد الضحايا المزعومين من النساء اللاتى تقدمن بشكاوى لتعرضهن لعنف جنسى.

وقال خالد الكريشى، عضو الهيئة للصحفيين: «سنشارك فى كشف حقيقة هذه الانتهاكات حتى نطوى الصفحة وننتقل مباشرة إلى المصالحة الوطنية».

ولكن أنطونيو مانجيلا، عضو جماعة محامين بلا حدود، ومقرها الولايات المتحدة، قال إن الهيئة تواجه تحديات: «ما زال هناك الكثير من الممانعة من قبل مؤسسات الدولة للتعاون مع الهيئة».

وقالت رنا جواد مراسلة «بى بى سى» فى تونس، إن ضحايا الانتهاكات سيكون أمامهم نحو ساعة للإدلاء بشهادتهم أمام لجنة من المفوضين وجمهور يضم ممثلين عن الجمعيات المدنية ومراقبين دوليين.

وتأمل اللجنة فى أن يسامح الضحايا معذبيهم المزعومين، ولكن الكثير من الضحايا الذين تحدثوا إلى «بى بى سى» يقولون إنهم طالبوا بتعويضات مادية، وقالوا إن المتهمين يجب محاسبتهم قضائياً.

وقالت الهيئة إن المتهمين قد يسمح لهم بالإدلاء بشهادتهم فى المستقبل القريب.

ومن المقرر إجراء جلستين أخريين يبثان تليفزيونياً فى ديسمبر ويناير المقبلين، هذا يشبه ما حدث فى رواندا بعد أن تم قتل الآلاف من قبيلة التوتسى. كان القتلى من كل الأعمار بلا تفرقة، وعادة ما يكون القتل مصحوباً باغتصاب وتعذيب وسرقة ونهب، بل إن بعض المعتدلين من الهوتو كانوا يُقتلون من قبَل متطرفى الهوتو، لأنهم كانوا يعارضون ما يفعله المتطرفون، ووفقاً لشهادة أحدهم: «كنا خونة من وجهة نظر بنى قبيلتنا، لأننا كنا نحضهم على العيش المشترك والسلام الاجتماعى».

المذابح توقفت، ولكن الآلام والذكريات التعيسة لم تتوقف عن إثارة الأحزان والآلام.

للحظات سيظن بعضنا أن هذا مجتمع انهار وانتهى، الحقيقة أن العكس هو الصحيح، ولو سمعت أو قرأت بعضاً من تفاصيل ما حدث ويحدث فى رواندا لقلت: «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون رواندياً»، المسألة احتاجت إلى وثيقة للمصالحة الوطنية وتشكيل نظام قضائى للحقيقة والمصارحة (أحد مكونات العدالة الانتقالية) ورئيسين ودستور جديد، وخطة تنمية متوازنة وشعب متجه بشدة نحو العمل والبناء للمستقبل وليس الشتيمة والسب فى أى وقت وكل أحد وكل حاجة.

بعد ما توقفت المعارك كان لا بد من نظام للمحاكمات يضمن ألا ينفصل الحق عن العدالة كما يحدث فى مصر؛ حيث قد نعرف من ارتكب الجريمة، ولكن لا نعرف أن نثبت ارتكابه لها بسبب مشكلات فى الإجراءات.

وهنا عاد الروانديون إلى جذورهم ليتبنوا نظام «Gacaca courts» وتنطق محاكمات جاتشا تشا، والتى تكوّن منها نحو 10 آلاف محكمة على درجات متفاوتة لتحاكم نحو 120 ألف متهم بالتطهير العرقى أو القتل الفردى أو السرقة أو الاغتصاب، وهى فى الأصل شكل من أشكال القضاء المحلى القروى، وقد تبنت الدولة هذه الفكرة ونظمتها فى صورة محاكم على ثلاث درجات، وتتكون كل محكمة من تسعة قضاة يكون أحد أعضائها أحد القضاة المحترفين، أما البقية فهم أشخاص منتخبون من أهل كل قرية أو مدينة، ويميل هؤلاء دائماً إلى العفو وتخفيف العقوبة إذا وجدوا أمامهم أن المتهم اعترف بخطئه وطلب مخلصاً أن يسامحه من أخطأ فى حقهم.

وقد قامت هذه المحاكم بتصنيف الجرائم إلى أربعة أنواع وتتدرج معها العقوبات: فمن سرق ورد ما سرق وطلب العفو يُعفى عنه، وترتفع حدة العقوبة ومدتها مع ارتفاع الجريمة، فمثلاً تم إعدام 22 شخصاً فى العلن، لأنهم لم يكونوا يقتلون فقط، ولكنهم كانوا يحرضون الآخرين بعنصرية شديدة على القتل الجماعى.

الرئيس الحالى فى رواندا اسمه «بول كاجمى»، يُنتخب لسبع سنوات، البرلمان الرواندى يكاد يكون الوحيد فى العالم الذى أغلبيته من النساء، مؤشرات النمو فى رواندا تعد من الأعلى أفريقياً، الناس بدأت تنظر إلى الأمام، لأنها اكتشفت أن النظر إلى الماضى طويلاً ليس مجدياً، بل إنه معطل، إجراءات المصارحة والمحاكمة والمصالحة نجحت فى وضع رواندا على الطريق الصحيح، كلما قرأت عن رواندا تفاءلت.

السؤال الآن: هل مصر بحاجة لشىء من هذا؟ أم أن الزمن كفيل بأن ننسى وكما يقال: «إحنا ولاد النهارده».

القضية أكبر من حسمها فى مقال، ولكنها تستحق النقاش.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا بناء الإنسان والعدالة الانتقالية في تونس ورواندا



GMT 13:38 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

سبحان ربى الأعلى

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria