عنصرية الغرب و«عنصريتنا»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عنصرية الغرب و«عنصريتنا»

عنصرية الغرب و«عنصريتنا»

 الجزائر اليوم -

عنصرية الغرب و«عنصريتنا»

عريب الرنتاوي

يتبارى كتاب وسياسيون في “هجاء عنصرية الغرب” ويتخذون من وقائع التمييز التي لا تعد ولا تحصى التي تحدث في عواصمه، سبباً في تصعيد نبرة “الشكوى” و”خطاب المظلومية”، من دون أن يتوقف كثيرون منهم أمام أسباب تفاقم هذه الظاهرة، ومن بينها، ولا أقول وحدها، تنامي مظاهر والغلو والتطرف والإرهاب في العالمين العربي والإسلامي، وانتقال شراراته الحارقة إلى قلب تلك العواصم.
ينسى هؤلاء أو بالأحرى يتناسون، أن خطاب بعضهم ينضح بالعنصرية، لا ضد الغرب فحسب، بل وضد إخوانٍ لهم يختلفون عنهم في اللون أو الدين أو المذهب أو القومية ... ينسون أو يتناسون، أنه من الصعب ضبط مشاعر مواطن استرالي من سدني، رأى رأي العين، أحد “شيوخنا” يلوح بسكينه ورشاشه ورايات “داعش” السوداء” في قلب مدينته، أو التحكم بمشاعر مواطن بريطاني، يرى شاباً نيجيرياً، ينهال بسيفه تقطيعا بجسد أحد رجالات الأمن في بلاده، وسط صيحات الله أكبر.
لا يكفي أن يقال إن “الإرهاب لا دين له ولا وطن أو جنسية أو لون”، فهذا القول على صحته، بات اليوم مخادعاً تماماً، فحين يكون أكثر من تسعة وتسعين بالمائة من أعمال التطرف والإرهاب، ينفذها أشخاص وجماعات محسوبة علينا، في الدين وغالباً في القومية، فإن من الطبيعي أن يرتبط الإرهاب بنا، وأن نصبح اسماً حركياً له، متعارف عليه دولياً.
لا يكفي أن يقال إن ضحايا الإرهاب من المسلمين، والعرب بخاصة، هم أكثر من ضحاياه الغربيين، فهذا القول الصحيح تماماً، يبدو مضللاً في أحسن تقدير، فنحن من أنتج هذه الظاهرة، وهي الابنة غير الشرعية لبيئتنا السياسية والثقافية والاجتماعية، وليس مهماً بالنسبة لمواطن في كندا، أن نكون أول ضحاياها، ما يهم ذاك المواطن ألا يصبح هو وأبناء عائلته من بين قائم الضحايا المحتملين لهكذا تطرف.
حين تنتشر الجماعات التكفيرية في مختلف عواصم الشرق والغرب، وتشرع “الذئاب المستوحدة” في استلال سيوفها وخناجرها وقنابلها، فهل من الممكن منع تفاقم ظواهر العنصرية واستهداف المسلمين؟ ... وحين يصر نفر من المسلمين في المجتمعات الأوروبية على العيش في جماعات ومجتمعات مغلقة، “طالبانية” الطراز، وفي قلب عواصم الحضارة الغربية، وعلى نفقة دافعي الضرائب فيها، فهل من الممكن تفادي انتشار العنصرية والكراهية للأجانب؟
لو أن بعض ما يحصل في تلك المجتمعات، يحصل عندنا وفي مجتمعاتنا، ومن قبل جماعات ومنظمات وأفراد متطرفين غربيين، قومياً أو دينياً، ما الذي سنشعر به، وكيف ستتصرف مجتمعاتنا حيال ظواهر كذلك، وما الذي سيقوله منتقدو عنصرية الغرب بحق هؤلاء والمجتمعات التي أخرجتهم من بين ظهرانيها؟
ألا تلاحظون حجم العنصرية التي تبديها مجتمعاتها حيال الوافدين إليها طوعاً أو قسراً، من أبناء جلدتنا في اللغة والدين والقومية؟ ... ألم تأتكم أنباء العنصرية المتفاقمة في معظم مناطق لبنان ضد اللجوء السوري؟ ... ألم نبدأ بتلمس ملامح لغة وممارسة عنصريتين في أوساطنا تجاه أشقائنا من اللاجئين السوريين؟ ... كيف ننظر للعمالة الوافدة، وكيف تُعامل هذه العمالة في دولنا الغنية؟
نحن دول ومجتمعات عاقبت مئات الألوف من العاملين المغتربين فيها، لا لسبب اقترفوه، بل لخلاف سياسي مع حكومات بلدانهم، ألا تذكرون موجات الهجرة والتهجير الجماعية التي تعرض لها العاملون الأردنيون والفلسطينيون واليمنيون واللبنانيون الشيعة، من عديد الدول العربية، لمجرد اندلاع خلاف سياسي مع حكومات بلادهم ... هل تذكرون “صرعات العقيد” معمر القذافي الذي قذف بألوف الفلسطينيين إلى الصحراء مع مصر، ومنعت الأخيرة دخولهم أراضيها لأشهر طوال، ذاقوا خلال قيظ الصيف وبرد الشتاء في الصحاري والبوادي القاحلة؟
هذا لم يحدث على الأقل، في المجتمعات الغربية، برغم المظاهر التي لا يمكن إنكارها للتمييز وكراهية الأجانب، وبرغم الصعود الذي لا يمكن تجاوزه، لقوى اليمين المتطرف في أوروبا بشكل خاص، ولكن لا بد من وضع الأمور في نصابها، وطرح المسألة من مختلف أبعادها.
ثم، إذا كانت العنصرية والتمييز العنصري، هي سمة تعامل المجتمعات الغربية مع الجاليات العربية والمسلمة، لماذا لا نرى هجرة معاكسة، حتى من قبل أولئك الذي قرروا “إقامة الخلافة الإسلامية في كوبنهاجن”؟ ... لماذا تستمر طوابير الباحثين عن عمل وهجرة ولجوء، أمام السفارات الغربية؟ ... لماذا يقامر ألوف الشباب والصبايا بركوب البحر والتعامل مع “القراصنة” والمهربين للوصول إلى شواطئ الغرب ومدنه الساحلية؟ ... لماذا نتبادل التهاني مع أصدقاء لنا، نجحوا في الوصول إلى روما أو فيينا أو لندن أو باريس؟
قبل أن نرمي الغرب بحجر العنصرية، علينا أن نبحث في دواخلنا عن “عنصريتنا” الخاصة بنا، بما فيها ضد الشقيق في الوطن، المختلف في المذهب أو الدين ... قبل أن نتحدث باستعلاء عن “قيمنا الأصيلة” لنتوقف ولو للحظات مع لغتنا العنصرية في مخاطبة بعضنا بعضا، أو مخاطبة الآخر الشريك في الوطن والقومية والدين واللغة ... قبل أن نقذف تلك المجتمعات بحجارتنا، علينا أن نسرح بخيالنا ونستجمع سيناريو “داعش” مسيحية أوروبية، تعيث في مجتمعاتنا قتلاً واغتيالا، أو أن نرى “جاليات” غربية، تبني لنفسها مجتمعات داخل مجتمعاتنا، تمارس فيها ما اعتادت ممارسته من عادات وحريات وشعائر وعبادات وطقوس، عندها وعندها فقط، سنعرف من منّا أكثر عنصرية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنصرية الغرب و«عنصريتنا» عنصرية الغرب و«عنصريتنا»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:43 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون صينيون يكتشفون طريقة جديدة لصناعة خشب من مواد عضوية

GMT 11:56 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تريزيجيه يواجه بيترولسبور مع قاسم باشا فى بطولة كأس تركيا

GMT 03:01 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دعاء لاشين تُصمِّم مجموعة ورود بألوان الباستيل مِن الورق

GMT 13:43 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

شركة تويوتا تطلق أفالون 2019 الجديدة في السعودية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria