مناضلو المؤتمرات
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مناضلو المؤتمرات

مناضلو المؤتمرات

 الجزائر اليوم -

مناضلو المؤتمرات

بقلم : عريب الرنتاوي

أعرف حفنة من الدول، اشتهرت في السنوات العشر الأخيرة بما يمكن تسميته «سياحة المؤتمرات»، لبنان وتركيا وتونس كردستان العراق، من أبرزها ... في هذه الدول، لست بحاجة إلى كبير عناء لتنظيم مؤتمر أو عقد ورشة عمل، يكفي أن تتفق مع «أوتيل» على استئجار القاعة وحجز عدد من الغرف الكافية للمشاركين، وبعد ذلك تتولى الجهات الأمنية بطرقها الخاصة، ومن دون أن تظهر على الصورة، معرفة القادمين والمغادرين واسم المؤتمر ومواضيعه ومداولاته، وكل ما يلزمها معرفته.

ملايين الدولارات انهمرت على هذه الدول على شكل أسعار تذاكر وأجور فنادق وخدمات اتصالات ومواصلات، مطاعم وسياحة ومشتريات ... كثير من المؤسسات في دول أخرى  باتت تلجأ إلى هذه الدول لتنظيم أنشطتها تفادياً للإجراءات الأمنية والبيروقراطية المعتادة ... «سياحة المؤتمر» لم تكن للحظة سبباً في اهتزاز أمن الدول المذكورة، والدول التي لا تتمتع بهذا النوع من السياحة ليست في وضع أمني أفضل بكثير.

ما علينا، فهذا ليس موضوعنا

لله في خلقه من عباده السائحين شؤون ...وبعضهم اختص بـ «سياحة المؤتمرات»، تجده اليوم في بيروت وغدا في طهران وبعد غد في إسطنبول ... أسماؤهم تكتب على جوازات سفرهم مثلما تكتب أسماؤنا، بيد أنهم ومنذ عشريات عديدة من السنين، لا يقدمون من على منصات المؤتمرات المتناسلة التي يشاركون فيها، إلا بوصفهم مناضلين، وأحيانا «مناضلين كبار» تمييزاً لهم عمن لم يشاركوا بعد إلا بحفنة من المؤتمرات ... وفي أحيان أخرى، يقدمون بوصفهم «شيوخ المناضلين» في إشارة إلى أن معظمهم قضى الثلاثين عاماً الأخيرة، متنقلاً بين مؤتمر وآخر.

أعرف حفنة من هؤلاء، يتوزعون على عدد كبير من المؤتمرات، الدائمة والمتقطعة وتلك التي تقعد لمرة واحدة فقط ... والأغرب أنهم أعضاء مستقرون في عشرات لجان المتابعة لنتائج المؤتمرات التي يشاركون فيها، بعضها يسمى «لجنة متابعة» بعضها الاخر، يسمى أمانة عامة، ولإعطاء دلالة على تميز مؤتمر بعينه أو أهميته الاستثنائية الفائقة، تسمى اللجنة المنبثقة عنه «اللجنة الدائمة» او «الأمانة الدائمة»، في إيحاء إلى أعلى درجات  التعبئة والاستنفار التي عاشها المؤتمر والمؤتمرون، والذين عادة ما يكونون قد فرغوا من مناقشة أهم قضايا العصر.

للمفارقة، أعرف بعضهم من النوع «العابر للمحاور وخطوط المذاهب» ... تراه في مؤتمر طهران لدعم فلسطين والانتفاضة، ويفتقده زملاؤه في اليوم التالي للمؤتمر، لا وقت لديه لإضاعته على الإطلاق، فهو عضو في مؤتمر إسطنبول للشتات الفلسطيني، ليس لديه المتسع من الوقت ليصرفه في جلسات الثرثرة أو حتى التقاط الأنفاس ... فما أن أغلق ملف «تصعيد خيار المقاومة» في طهران، حتى انتقل سريعاً لإنقاذ الشتات ومنظمة التحرير ... هو في الأول، من المرشحين بقوة للأمانة الدائمة وفي الثاني هو أمين «فوق العادة»، وفي الثالث ربما رئيس هيئة أركان.

ليس لدى هذه النوعية من «مناضلي المؤتمرات» ولجانها الدائمة وأماناتها العامة الوقت لتحضير أوراق العمل أو حتى قراءتها ... هم يحفظون عن ظهر قلب ما الذي يتعين قوله، وهم جاهزون على الدوام لإدخال بعض التعديلات وتقديم بعض الفقرات وتأخيرها تبعاً لمقتضيات الحال ... في إسطنبول ليست هناك حاجة لاستهلاك الطاقة في حديث المقاومة، هناك أولوية أخرى تتمثل في نقد «القيادة المتنفذة» ... في طهران، الحديث أجدى عن «خيار المقاومة والممانعة»، وفي المغرب عن وحدة الأحزاب القومية واليسارية، ولا بأس إن ضمت إليها الإسلامية كذلك، ما الذي سيكلفه ذلك.

وفي كل العواصم، يتعين الحديث عن مناهضة التطبيع مع «الكيان»، لا حاجة لإتمام العبارة كأن يقول «الكيان الصهيوني»، كلمة الكيان تكفي، فالجميع سيفهم هذه اللغة «المشفرة» لفرط استخدامها في سياحة المؤتمرات ... ولا بأس من تطوير عبارات من نوع: نهج التسوية، لتصبح «النهج التسووي» ففي ذلك تحقير أكبر للنهج وأصحابه وتابعيه وتابعي تابعيه ... ويمكن أن تستبدل كلمة «النهج» بـ «العقلية» أو «الخيار»، فاللغة فضفاضة، ولا يضير أحد اللجوء إلى مترادفاتها، أو حتى الغوص عميقاً إن أمكن، في السجع والطباق والجناس وغيرها من المحسنات اللفظية.

لا وقت للنضال عند «شيوخ المناضلين وكبارهم»، إلا بين رحلة وأخرى، ومن مطار إلى آخر، جل وقتهم مصروف في «المتابعة» والسهر على تنفيذ «التوصيات الختامية»، مع أننا لا نعرف ماذا يتابعون ومن يتابعون ولم نر أياً من توصياتهم المتراكمة وقد وجدت طريقها إلى حيز التنفيذ.

تربطهم ببعض زمالات عميقة، يعرفون أدق التفاصيل عن بعضهم البعض، وعن أحوال أسرهم وأقرانهم وأمراضهم وقياسات الضغط والسكري والكوليسترول وأحياناً أوضاع «البروتسات» لدى كل واحدٍ منهم، فهم دائمو الحديث في هذه الموضوعات على هوامش المؤتمر وفي قاعات المطارات وعلى متون الطائرات، أي في كل أوقاتهم ... يعرفون تمام المعرفة كافة مفردات المطبخ الشرقي والمغاربي والإيراني والتركي والخليجي، وقلة منهم لديها صلة أوسع مع العالم الخارجي، وامتدادات إلى قارات خارج نطاق الشرق الأوسط الكبير.

كافة هذه المؤتمرات تنتهي بالعادة بالتوصية المتكررة: حث الدول والأطراف المقتدرة على توفير المستلزمات المطلوبة لإنفاذ التوصيات والنتائج الختامية، فالمقاومة بحاجة إلى مقدرات مالية، وجمع الشتات ومحاربة التطبيع والتقريب بين المذاهب والإيديولوجيات، جميعها مهام جسام، تتطلب مستلزمات ومقدرات، فمن أين سيصرف هؤلاء الذي لا يعملون شيئاً في حياتهم سوى حضور المؤتمرات والتحضير لها، وأين سيمارسون هواياتهم في التخطيط للمزيد منها إن لم يكن هناك مقر للأمانة العامة أو لجنة المتابعة، وهذه بدورها بحاجة لموظفين وفراشين مختصين بصنع الزهورات والكركديه، فمعداتهم لم تعد تحتمل القهوة والشاي، وثمة سلسلة من «المقدرات» و»المخصصات» التي يتعين توفيرها، كل ذلك ليس من أجلهم لا سمح الله، بل لتوفير كافة مستلزمات النضال ضد «الكيان» ومن يقف وراءه وإلى جانبه ومن فوقه ومن بعده.

المصدر : صحيفة الدستور

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناضلو المؤتمرات مناضلو المؤتمرات



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria