نصف قرن من الركود  ربع قرن من الفوضى
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

نصف قرن من الركود .. ربع قرن من الفوضى

نصف قرن من الركود .. ربع قرن من الفوضى

 الجزائر اليوم -

نصف قرن من الركود  ربع قرن من الفوضى

بقلم : عريب الرنتاوي

قضت المنطقة العربية أربعة أو خمسة عقود من الركود والاستنقاع، خلفت ما خلفت من خراب في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجرفت ما جرفت من مؤسسات وبنى وهياكل وأحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني … وجوفت ما جوفت من أوجه حياتنا الثقافية والعلمية والتربوية والسلوكية … وها نحن اليوم، نحصد ما زرع جيل الآباء والأجداد من بذور الخراب والتخريب … دولٌ فاشلة وأخرى على حافة الفشل، ومجتمعات منقسمة على نفسها، وحروب أهلية باردة وساخنة متناسلة، لا يكاد ينجو مجتمع واحد من ذيولها وتداعياتها، وتدخلات إقليمية ودولية، أحالت المنطقة برمتها، إلى ملعب كبير لصراع الإرادات والمصالح وحروب الأصالة والوكالة.

وسوف يتعين على أهل هذه المنطقةالعيش لعشرين، وربما لثلاثين سنة قادمة، في ظل إقليم مضطرب … فلا حل في المدى المنظور أو المتوسط للقضية الفلسطينية، والقضيتان السورية والعراقية، لم توضعا أصلاً على سكة الحل، وقد تحتاجان لسنوات قبل أن تنضج شروط “التسويات الكبرى” فيهما، وسيحتاجان لعدة عقود من الزمان – ربما- من أجل إعادة البناء وترميم ما تهدم في البنى المادية والروحية للمواطن والمجتمع.

مصر، لا تسير في الاتجاه الصحيح، فلا أفق لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تسير من سيء إلى أسوأ … ولا أفق مرئياً لاستئناف مسارات الإصلاح والتحول الديمقراطي… والغضب الشعبي على النخب الحاكمة، مرشح للانفجار، وربما على شكل ثورة جديدة، ستكون الثالثة في غضون أقل من خمسة أو ستة أعوام … الخراب المقيم والمتراكم في مصر، يجعل مهمة “الحكم” فيها، أقرب ما تكون إلى “المقامرة” غير محسوبة العواقب … والمستقبل محمّل بنذر مختلفة، ليست “وردية” في معظمها.

أما انهيار أسعار النفط خلال العامين الفائتين، فقد أذن بزوال عصر الدولة الريعية، والتسارع المدهش في عالم “الطاقة الخضراء والبديلة” يسمح بشتى العواقب والاحتمالات، فالمكانة العالمية لمجموعة الدول المصدرة، في تراجع، والعصر النفطي إلى أفول حتى وإن ظلت الآبار مليئة بالنفط، تماماً مثلما انتهى العصر الحجري والعالم مليء بالحجارة على حد قول أحدهم … ودول النفط العربية، تستبطن في دواخلها، أزمة هوية وأزمات حكم وصراع أجيال، ترشحها لمواجهة أكثر السيناريوهات فزعاً: سيناريو “الفوضى الخلاقة”، وسيزداد هذا السيناريو ترجيحاً في تناسب عكسي مع مؤشر أسعار النفط وحجم العائدات التي يدرها، كما تزداد حالة “الانكشاف” خطورة، كلما تآكلت المكانة الدولية لهذه المجموعة من الدول… أما الدول العربية المستهلكة للنفط، فحالها لن يكون أفضل، انخفاض فاتورتها النفطية خبرٌ حسنً، يتبعه خبر سيء يتعلق بعودة مئات ألوف العاملين في الخليج وانهيار المساعدات والتحويلات على حد سواء.

الجوار الإقليمي للعالم العربي، يزداد توحشاً وشراسة، كلما لاحت في الأفق فرصة لـ “تقاسم تركة الرجل العربي المريض” … إسرائيل تعيش عصرها الذهبي، وهي موقنة بأنها قادرة على ابتلاع أرض الفلسطينيين وحقوقهم ومقدسات المسلمين، من دون أن تلقى العقاب المناسب، بل ومن دون أن تستثير ردود أفعال ذات مغزى … تركيا تتحدث بصراحة، أقرب للوقاحة، عن فتح “معاهدة لوزان” من جديد، عين على الموصل وأخرى على حلب، من دون أن تنسى كركوك وما ورائها وما بعدها، من “إرث” السلاجقة والعثمانيين.

أما إيران، فهي تعيد انتاج “حرسها الثوري” في أكثر من بلد عربي، وتفاخر بـ “احتلالها” أربع عواصم عربية … وهي تبحث عن “تواصل جغرافي” يمتد من طهران إلى الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، وجنرالاتها يسابقون دبلوماسييها وشيوخها، في تعزيز قواعد نفوذها وسيطرتها، وهي تحل محل بعض اللاعبين الدوليين في عدد متزايد من الدول العربية، التي بات قرار الحرب والسلام فيها، يمر بطهران أو يعرّج عليها.

لكن دول الجوار الإقليمي للعالم العربي، معرضة بدورها للإصابة بذات الفيروس الذي أطاح بدولنا تباعاً ويتهدد بقيتها … فهي مصابة بموجة “انبعاث الهويات الفرعية”، ومضروبة برياح “التطرف والغلو”، وتتحكم النزعات الدينية من طائفية ومذهبية، إسلامية ويهودية، بمفاصل عديدة في بنية الدولة والمجتمع، وتجنح نحو أنماط من الاستقطاب والإقصاء، سيكون لها ما بعدها، على وحدة هذه المجتمعات وسيادة تلك الدول وطبيعة الأنظمة السياسية فيها، وإن بأشكال متفاوتة، وبتسارع متباين، وسياقات مختلفة.

لقد “هدأ” هذا الإقليم طويلاً حد الموات، فما أن خرج “مارد التغيير” من قمقمه حتى بات من المستحيل إعادته إليه … لقد تغيرت قواعد اللعبة وخرجت عن السيطرة … وانظروا كيف يتحول “اللاعبون اللادولاتيون” إلى قوى يصعب التحكم بها أو السيطرة عليها … انظروا كيف يفعل “مبدأ الدومينو” فعله في مجتمعاتنا ودولنا … إسرائيل تعجز عن اجتثاث حماس او حزب الله … والتحالفات الدولية تعجز عن استئصال شأفة “داعش” و”النصرة” … والماكينة العسكرية السعودية – الخليجية – الجبارة، تعجز عن اجتثاث الحوثي … وجيش مصر، صانع نصر أكتوبر، عاجز عن تطهير “ولاية سيناء” … والحشد الشعبي، وبدرجة أقل العشائري، هو (هما) مشكلة العراق اللاحقة، بعد أن صار الأول جيشاً لا يقل عدة وعديداً عن الجيش النظامي … وحزب الله أقوى من الدولة اللبنانية، وحماس أقوى من السلطة الفلسطينية، والحوثيين أقوى من اليمن … والمعارضات السورية بمسمياتها المختلفة أقوى من النظام … ومن يتأمل طويلاً في صفحات من مستقبل هذه المنطقة، سيضيف أسماء عديدة إلى اللائحة المذكورة، وفي دول عديدة، ظننا لبعض الوقت، أنها لن تعرف التغيير أو الاضطراب.
إقليم مضطرب حتى إشعار آخر، وعلينا أن نبني حساباتنا على هذا الأساس.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن من الركود  ربع قرن من الفوضى نصف قرن من الركود  ربع قرن من الفوضى



GMT 15:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 23:27 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 15:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

GMT 14:21 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria