«أم العجائز» السيدة زينب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«أم العجائز».. السيدة زينب

«أم العجائز».. السيدة زينب

 الجزائر اليوم -

«أم العجائز» السيدة زينب

بقلم ـ مصطفي الفقي

ما مررت مرَّةً أمام مسجدها الرائع فى ذلك الحى الشعبى الذى تفوح منه رائحة التاريخ ويظهر فيه ألق الماضى إلا وشعرت أننا فى رحاب بنت بنت رسول الله كما يقولون، وعندما يدور الإنسان حول المسجد يكتشف عراقة المبانى القديمة والمنازل الأثرية التى يصل عُمر بعضها إلى أكثر من أربعمائة عام، وأشعر أن ذلك الحى القاهرى العريق يرتبط فى أذهان الكثيرين بالروحانية وجلال التاريخ وروعة الماضى، ويطلقون عليها أسماء كثيرة، لعل أشهرها تعبير «أم العجائز»، ويتقاطر المصريون- خصوصاً من أنحاء الريف- لزيارتها هى وشقيقها «الحسين»، رضى الله عنهما، وعندما غنَّى «محمد عبدالمطلب» أغنيته الشهيرة: «من حىّ السيدة لسيدنا الحسين» كان يداعب مشاعر الناس الذين يدركون أن تلك الرحلة القصيرة هى جولة فى أعماق «القاهرة الإسلامية» من شارع «المعز» إلى «السيدة زينب». و«السيدة زينب» دُفنت فى ضريحها مع مَنْ وفدوا إلى «مصر» من أهل البيت فى عصر الاضطهاد الأموى مع سنوات القرن الأول الهجرى ومطاردة ذرية الإمام «على»، رضى الله عنه، بعد سنوات الفتنة الكبرى. ولمسجد «السيدة زينب» مجلس إدارة يترأسه شخصية مهمة، غالباً ما تكون من الساسة أو كبار المسؤولين، نظراً لأهمية المسجد وضخامة الحى، وتتردد قصة- غير مؤكدة- أن الرئيس الراحل «عبدالناصر» قد تلقى نصيحة من مستشاريه أن يأتى أول ظهور جماهيرى له بعد حرب 5 يونيو 1967 فى إطار احتفال دينى أو مناسبة شعبية، وقد وقع الاختيار على زيارة «السيدة زينب» فى احتفال مولدها الذى صادف النصف الثانى من شهر يونيو من ذلك العام، ولاشك أن السيد «سامى شرف»، مدير مكتب الرئيس الراحل، وقرين رحلته، قادر على أن يؤكد صحة هذه الواقعة. وما أكثر الذين يتبركون بزيارة «السيدة زينب»، ولا يخفى علينا أن فى «دمشق» مسجداً باسمها وحياً يقترن أيضاً بذكراها، مثلما هو الأمر بالنسبة لـ«الحسين» سيد الشهداء، وليس غريباً أن المسلمين من خارج «مصر» تستهويهم ذكرى هذه الراحلة المباركة من سبط بيت النبوة، ومازلنا نتذكر أن رئيس «إيران» الأسبق «أحمدى نجاد» عندما جاء إلى «مصر» فى سنة حكم الإخوان المسلمين كان متعلقاً بزيارة «الحسين» وشقيقته «أم العجائز». ولقد كان «توفيق الحكيم»، وهو الأب الشرعى للمسرح المصرى، وأبرع من كتب الحوار الروائى فى القرن الماضى، كان من محاسيب «السيدة زينب»، يتبارك بها ويكتب عنها، بل لقد نهج على دربه أيضاً ملك الرواية المصرية أديب «نوبل» نجيب محفوظ، وكلما ذهبت لزيارة «بيت السنارى» التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»- وهو يقع خلف مسجد تلك الطاهرة- وجدتنى أقرأ لها الفاتحة وأتأمل الضريح والمسجد، وأرى أنها من رائحة نبى الإسلام، وإن كان هناك من يرى أن «السيدة نفيسة» هى أكثر الشخصيات قرباً من البيت النبوى وأكثرها تأكداً من وجودها الحقيقى فى «مصر»، ولا ينازع فى وجودها غيرنا ولا ضريح لها خارج «الكنانة».

إن أضرحة أهل البيت ومقابر الصحابة هى تراث إسلامى كبير لم نحسن توظيفه لخدمة الإسلام المعتدل، فالطرق الصوفية فى ظنى هى إحدى الآليات الناجحة لضرب التطرف ووضع الإسلام فى مكانته الصحيحة، فالصوفى يعبد الله فى إيمان عميق ولا يسعى لتوظيف الدين فى خدمة أهداف دنيوية، فقد بنى حياته على الزهد والصدق والانصراف لمناجاة الله سراً وعلناً. لقد كانت «مصر» عبر تاريخها الطويل مستقراً للوافدين إليها ومن يلوذون بها، وهى الأرض الطيبة التى فتحت الباب لاستقبال اللاجئين، بدءاً من اللاجئ الأول سيدنا «عيسى»- عليه السلام- ووصولاً للملوك السابقين والرؤساء المعزولين، إذ إن تقاليد «الكنانة» أن تحتوى كل قادم إليها وتضمه فى ترابها الطاهر، لم تَرُدَّ لاجئاً، ولم تخذل ضيفاً، بل استقبلت دائماً كل من جاءها بغير تفرقة أو تمييز، وها هى أضرحة أهل البيت تمثل منارات للهدى وشهادات على روح «مصر» الطيبة وشعبها المضياف.

ومازلت أتذكر أستاذنا الراحل «د. عبدالملك عودة» الذى كان يتندر علينا نحن القادمين من خارج القاهرة قائلاً: إن من يرد التبرك فعليه أن يقيم فى فندق «الحرم الزينبى»، حيث كانت دعاباته الأبوية تملأ أجواء «كلية الاقتصاد والعلوم السياسية» فى ستينيات القرن الماضى، ولا يقتصر وجود الأضرحة على «القاهرة» وحدها، فكلما مررت أمام مسجد «المرسى أبوالعباس» فى «الإسكندرية»، وبجواره صِنْوٌ آخر له، أو زرت مدينة «طنطا» لأشهد ضريح «السيد البدوى» فى «وسط الدلتا»، أو تابعت احتفالات مولد «عبدالرحيم القناوى» فى جنوب البلاد، وكذلك تهافت المسلمين لزيارة ضريح «أبوالحسن الشاذلى» فى جنوب الصحراء، كلما فعلت ذلك أدركت أن بركات هؤلاء الأقطاب تقف شامخة جنباً إلى جنب مع «الدير المحرق» فى «أسيوط» أو الأديرة القديمة فى قلب «القاهرة»، فضلاً عن تلك التى تقع على شاطئ البحرين الأبيض والأحمر. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهناك أيضاً المعابد اليهودية القائمة فى أنحاء «القاهرة»، ونظيرها فى شارع «النبى دانيال» فى «الإسكندرية»، وهى معابد قامت الدولة المصرية بترميمها والعناية بها كما تفعل مع الكنائس والمساجد، لأن «مصر» تحتضن كل رسالات السماء ولا تفرق بين أهل الكتاب.. تحية يا «أم هاشم» ودعاءً لأنْ يرفع الله الغمة عن هذه الأمة، وأن ينصر «الكنانة» فى معاركها من أجل الاستقرار والازدهار والأمان والسلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أم العجائز» السيدة زينب «أم العجائز» السيدة زينب



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:29 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 23:18 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 00:26 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:03 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

استمتعي بشمس أبو ظبي ورمالها البيضاء في العطلات

GMT 02:53 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أطباء النفس" يحلّلون شخصية محمد رمضان

GMT 12:18 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

دراسة تؤكد أن مضادات الاكتئاب تجدي نفعًا

GMT 00:19 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل ريال قطري الأحد

GMT 06:39 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كيم كارداشيان تصف شقيقتها كورتي بـ"أفضل صديقة لها"

GMT 21:19 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

عرض أزياء ديور لشتاء 2019 يحمل تصاميم بسحر خاص
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria