المعرفة الموسوعية «وسيم السيسى» نموذجاً
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المعرفة الموسوعية.. «وسيم السيسى» نموذجاً

المعرفة الموسوعية.. «وسيم السيسى» نموذجاً

 الجزائر اليوم -

المعرفة الموسوعية «وسيم السيسى» نموذجاً

بقلم : مصطفى الفقي

بقلم : مصطفى الفقيلابد أن أعترف بانبهارى بكم المعلومات الوافية والتفاصيل الدقيقة التى يحوزها عقل أستاذ طب المسالك، والتى جعلته يستوعب تاريخ الأمم والممالك! ويدرك بفطنة كاملة طرفاً من معظم العلوم والفنون والآداب، إنه «وسيم السيسى»، الذى يبدو لى وكأنه دائرة معرفة متنقلة، بل يعيد إلى ذهنى نمط الشخصيات الموسوعية فى الحضارات المختلفة من نمط ابن سينا والفارابى وغيرهما فى التاريخ العربى، وقد كنت أتوهم فى البداية أن الرجل قارئ جيد لمراحل التاريخ الفرعونى وحده، ولكننى وجدت أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير، بل إنه يصل إلى تذوق مماثل للحضارة الإسلامية، وهو المصرى القبطى الرائع، وقد استمعت إليه فى مناسبات مختلفة، وأدهشتنى قدراته، التى تجعل منه ذاكرة بشرية حية أحاطت من كل شىء علماً، وقد دعانى ذات مرة إلى صالونه الفكرى والثقافى متحدثاً، ووجدت لديه جمهوراً متميزاً ومريدين من طلاب المعرفة ومن المدركين لقيمة الرجل ومكانته، وهو يعلق على المحاضرة بدقة علمية وسرد فكرى يدعو إلى الإعجاب ويربط ربطاً ذكياً بين الأحداث ويتجول بين الحضارات فى رشاقة المفكر المتألق الذى يتنقل بين حدود الزمان والمكان، وهنا أستأذن فى أن أسجل نقاطاً ثلاثاً:

أولاً: إن ذلك النمط من الشخصيات الموسوعية قد بدأ يختفى من الحياة المعاصرة بدعوى المضى وراء منطق التخصص، مع الإحساس باتساع رقعة المعرفة وصعوبة السيطرة على أطرافها، وهو أمر صحيح فى ظاهره، ولكنه ينكر حقيقة أخرى مؤداها أنه لا تعارض بين أن يكون للمرء تخصصه الرأسى الذى يجيده ويتربع على عرشه وبين ثقافته الواسعة وإلمامه الأفقى بعلوم جديدة وأفكار مختلفة ورُؤىً متعارضة، فالقرار الإنسانى السليم هو ابن «جدلية المعرفة» ووليد الصراع الفكرى والعصف الذهنى، وأنا أظن هنا أن «وسيم السيسى» يجسد شيئاً كبيراً من ذلك.

ثانياً: إننى من المؤمنين بنظرية وحدة المعرفة، وأن مَن يدرك أركان المعرفة فى اتجاهات مختلفة هو أفضل بالضرورة ممن يحصر نفسه فى زاوية واحدة ويستغرق فى التفاصيل ويتوه فيها، فالمعرفة وحدة عقلية متكاملة غير قابلة للتجزئة، والذين لا يدركون هذه الحقيقة يعزلون أنفسهم عن متعة الرؤية الشاملة والنظرة المتكاملة، خصوصاً أن المعرفة هى أقوى أسلحة العصر وأشدها تأثيراً فى حياة البشر والصراعات المتعددة فيها.

ثالثاً: لقد اكتشفت من خلال قراءات امتدت بى من الطفولة حتى الآن أنه كلما زادت مساحة المعلوم فيجب ألا نتوقع أن تتراجع نسبة المجهول وفقاً لذلك، فالواقع أن الأمر يشير إلى شىء مختلف تماماً، فكلما زادت مساحة المعلوم اكتشفنا تلقائياً زيادة مساحة المجهول، وهذه ملاحظة خطيرة تُعتبر مفتاحاً أساسياً للمعارف المعاصرة والعلوم الحديثة، التى تولدت عن عملية تهجين بين بعض العلوم الأساسية، وخرجت بها إلى إطار مختلف، وأظن أن الدكتور «وسيم السيسى» قد أدرك ذلك مبكراً، فقام بعملية بناء ذاتى وحشد معرفى تمكن بهما من أن يكون هو ذلك المفكر الموسوعى الذى نراه، إن جدولة الذهن وترتيب الأولويات ووجود هيكل فكرى هى أمور تعين صاحبها على أن يترك بصمة فى زمانه ومكانه.

إننى أريد أن أسجل هنا أن عملية البناء الذاتى هى التى تجعل صاحبها متفرداً ومتميزاً ومختلفاً عن سواه، فالمفكر المصرى الكبير «عباس محمود العقاد» بنى مكانته على الجهد الذاتى فى التحصيل المعرفى، وينسحب ذات الأمر على كثير من مفكرينا وعلمائنا ممن استطاعوا فهم المتغيرات المحيطة وإدراك البيئة الثقافية والمناخ الفكرى، اللذين تتولد منهما الأفكار وتنبثق الآراء وتتكامل الرؤى، وأنا أظن أن الدكتور «السيسى» هو وريث للعبقرية المصرية التى يتطلع إليها الجميع، كما أنه سبيكة متفردة فى دراسات الحضارات وتاريخ الأديان المقارن، فضلاً عن الفهم المباشر لواقع الحياة، وأنا أظن أيضاً أن أستاذ الطب الجامعى كانت لديه نزعة وربما لاتزال، تجعله مشدوداً إلى إنجازات يسعى لتحقيقها وتفسير عدد من المواقف التى تحتاج إلى درجة عالية من الشفافية والتجرد حتى تتكون لدى المرء حصيلة ثرية من المعارف والعلوم، إننى أكتب اليوم عن «وسيم السيسى»، باعتباره- فى حد ذاته- ظاهرة تستحق الإشادة والتقدير وتقدم نموذجاً للأجيال الجديدة فى شخص مصرى متميز، لم يحجبه تخصصه العلمى الدقيق عن أن يمتلك نظرة أفقية ممتدة تربط الماضى بالحاضر وتوظفهما لخدمة المستقبل، إن هذا النموذج يطرح أمامنا وبقوة أهمية عصر المعرفة الذى نعيشه، واعتبار التاريخ الوطنى بل التراث الإنسانى مادة يمكن استخراج المواقف منها والبناء عليها.. تحية لباحث كبير تخصص فى طب المسالك، ولكنه تجاوزه للغوص فى أعماق التاريخ.. علم المهالك!.. تحية لعالِم ينقب فى التراث ويستخرج المشاهد الدالة على وحدة هذا الوطن وتماسك كيانه عبر العصور، وينسج فى عمق وبراعة من خيوطه المختلفة مسيرة للحاضر ورؤية للمستقبل، بل يزيد على ذلك متعة لقارئه وارتياحاً لمستمعه، ألم أقل منذ البداية إن «وسيم السيسى» موسوعى المعرفة يجسد حضارة المصرى القديم الذى يخاطب الأبناء والأحفاد؟.. إنه كذلك!

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعرفة الموسوعية «وسيم السيسى» نموذجاً المعرفة الموسوعية «وسيم السيسى» نموذجاً



GMT 10:19 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

مخاوف مشروعة

GMT 12:44 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

الفن المصري

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى عام 2021

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهاتف المحمول

GMT 08:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الصادق المهدي

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria