«سيد حجاب» وحزن الغياب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«سيد حجاب» وحزن الغياب!

«سيد حجاب» وحزن الغياب!

 الجزائر اليوم -

«سيد حجاب» وحزن الغياب

بقلم : مصطفى الفقي

عندما نفقد عزيزاً نذرف دمعة، وعندما يرحل قريب تنتابنا لوعة، ولكن حين يرحل شاعر تنطفئ شمعة!، لقد عرفته لسنوات طويلة، ولكننى اقتربت منه أكثر فى الأعوام الأخيرة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى صحبتنا المشتركة فى الصالون الثقافى الكبير للصيدلى المثقف د.«أحمد العزبى» - الذى يضم كل أطياف المجتمع المصرى - وكنا نختتم جلسات الصالون ببعض أشعار «سيد حجاب» يقولها بطريقته الخاصة وأسلوبه الشيق وإحساسه العميق، ولقد داهمته وعكة صحية خبيثة لم تمهله إلا شهوراً قليلة فى صراع شرس مع المرض اللعين رحل بعدها ليخفت صوت الشاعر، ولكن تبقى أشعاره شاهداً على رؤيته الواسعة وفهمه العميق لروح هذا الشعب الذى خرج منه ذلك الإنسان الوطنى، الذى صاغ مقدمة دستور البلاد الحالى وأسهم فى أحداث ما بعد ثورة 25 يناير 2011 بشعور وطنى صادق وموهبة شعرية متدفقة، وهو من عائلة طيبة تنتمى إلى شرق الدلتا، وله شقيق معمارى مرموق وآخر شاعر أصابه فيروس الشعر فى عدوى عائلية تتقمص من يرحب بها!. كما أن قرينته سيدة سورية فاضلة وكأنما امتد حسه الوطنى المصرى ليمتزج بشعوره القومى العربى، وعندما نعى الناعى «سيد حجاب»، الذى كان يجسد نبض «مصر» محبوبته ومعشوقته ومصدر إلهامه، أدركت أننا قد فقدنا صوتاً شامخاً يعتنق فلسفة هادئة فى فهم الأمور وتشخيصاً أميناً للأحداث والمواقف ويملك من الرصانة والحصافة ما يجعله بحق نسيج وحدة بين شعراء عصره، وإن كان قد اختار العامية لكى يكون أقرب إلى وجدان رجل الشارع المصرى، بل العربى أيضاً، حيث تعطيه اللهجة المصرية اتساعاً ومرونة قد لا يكونان متاحين فى اللغة الفصحى وكلماتها التى تخضع لقواعد مقيدة فى الشعر خصوصاً، إننى أفتقد صديقاً عزيزاً جمعتنا به صحبة الليالى القاهرية، ولكننى مؤمن بأن الوطن المصرى المعطاء والأرض الطيبة الولادة سوف تقذف من باطنها بشعراء جدد يعطون الكلمة حيويتها ويدفعون الروح الوطنية فى الاتجاه الأصوب، وسوف نجد من بينهم من يتميز بأشعار لمقدمات «المسلسلات» كما كان يفعل الراحل العزيز، ونجد من يستلهم الروح المصرية بتراكم خبراتها ونقاء جوهرها كما كان يفعل «سيد حجاب»، ولقد سمعت الكثيرين يتحدثون عن تساقط الرموز من ساحة الفكر والثقافة بمنطق الحياة التى تدفع بين حين وآخر بأغلى ما لديها نحو عالم الأبدية، فينسحب البشر فى صمت، وقد تغلق ملفاتهم بالرحيل، إلا من يتركون أثراً لا يغيب.. أفكاراً مضيئة، أو أشعاراً ساطعة، أو كلمات مأثورة، تحفظ أسماء أصحابها نجوماً يرصعون سماء الوطن، لقد أثار رحيل «سيد حجاب» فى وجدانى عدداً من المعانى، لعلى ألخصها فى النقاط الثلاث التالية:

أولاً: إننى أطالب بضرورة توثيق مرحلة ما بعد 25 يناير 2011 حتى نضع أيدينا على حقائق غائبة وصفحات مطوية لتلك السنوات الهامة فى حياة هذا الشعب الذى لم يتوقف عطاؤه لعصور التاريخ وأحقاب الزمن، فكان دائماً أباً شرعياً للتصرف الحضارى مهما تكاثفت السحب وادلهمت الأمور، وسوف نجد اسم الشاعر الراحل ودوره الوطنى خصوصاً فى مساجلات الأعمال التحضيرية لدستور البلاد ودوره فيها، وهى مداولات ومناقشات من حق أجيالنا القادمة أن تعرف تفاصيلها كما فعلنا من قبل، فنحن - على سبيل المثال - لانزال نتذكر للمصرى الراحل «عزيز ميرهم» رفضه لتحديد حصة للأقباط تمثلهم فى برلمان البلاد عند إعداد دستور 1923، ولا بد أن هناك وقفات مماثلة لمصريين شرفاء وقت إعداد الدستور الأخير.

ثانياً: إننى أتمنى على المجلس الأعلى للثقافة وعلى الشعراء فيه وأساتذة الأدب الشعبى أن يقيموا أمسية حاشدة تحت اسم «سيد حجاب» نتلو فيها أشعاره ونردد أذكاره وندعو شباب شعراء العامية - خصوصاً من المحافظات خارج القاهرة - لحضورها، تأكيداً لتواصل الأجيال، وتخليداً لذكرى الراحلين.

ثالثاً: إن شعراء العامية العظام القادمين من ربوع الدلتا أو نجوع الصعيد هم مصدر إلهام كبير للتراث الثقافى والفلكلور الشعبى، لأنهم يسجلون أسماءهم فى «دفتر أحوال مصر» ويمثلون علامات فارقة فى مسيرة شعب عجوز ولكنه حين شاب أودعه الدهر الشباب!.

لقد انضم إلى سلسلة الراحلين من شعراء العامية الغائبين اسم جديد فبعد «بيرم التونسى» و«صلاح جاهين» و«فؤاد حداد» و«عبد الرحمن الأبنودى» ودعنا منذ أيام «سيد حجاب» الذى لن ننساه مهما طال الغياب!.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيد حجاب» وحزن الغياب «سيد حجاب» وحزن الغياب



GMT 10:19 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

مخاوف مشروعة

GMT 12:44 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

الفن المصري

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى عام 2021

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهاتف المحمول

GMT 08:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الصادق المهدي

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:29 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 23:18 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 00:26 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:03 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

استمتعي بشمس أبو ظبي ورمالها البيضاء في العطلات

GMT 02:53 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أطباء النفس" يحلّلون شخصية محمد رمضان

GMT 12:18 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

دراسة تؤكد أن مضادات الاكتئاب تجدي نفعًا

GMT 00:19 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل ريال قطري الأحد

GMT 06:39 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كيم كارداشيان تصف شقيقتها كورتي بـ"أفضل صديقة لها"

GMT 21:19 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

عرض أزياء ديور لشتاء 2019 يحمل تصاميم بسحر خاص
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria