لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش

 الجزائر اليوم -

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش

بقلم : مصطفى الفقي

هذه ليست عبارتى أنا ولكن الذى قالها هو البابا الراحل «شنودة الثالث» عندما سُئل عن توصيفه لوضع الأقباط فى «مصر»، فى غمار حادث طائفى قبل رحيله بعدة سنوات، وأنا أتفق مع هذه العبارة إلى حد كبير، فالاضطهاد تصرف عمدى والتمييز موقف عنصرى، أما «التهميش» فهو مزيج من التعصب المكتوم والإهمال الخفى وتكرار السياسات دون تفكير، أقول ذلك بمناسبة «عيد الميلاد المجيد » لدى أقباط مصر والذى جعلته عطلة السابع من يناير احتفالًا سنويًا لدى كل المصريين، كما أننى أثمن كثيرًا على مواقف البابا الحالى «تواضروس الثانى» وحكمته وقدرته على توظيف موقعه لخدمة الوحدة الوطنية المصرية، وأريد أن أقول إن «التهميش» الذى اتبعته حكومات متعاقبة تجاه الأقباط، خصوصًا فى العصر الجمهورى منذ عام 1952، هو أمر يحتاج إلى مراجعة، ولعلى أعترف هنا أن «عبدالناصر» لم يكن طائفيًا ولكنه سعى إلى تهميش العامل الدينى فى الحياة السياسية، أما «السادات» فلم يكن موفقًا عندما قال: أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة، إذ إن القول الأدق هو أنه رئيس مصرى لدولة مصرية، وبغض النظر عن خلافه الكبير مع البابا «شنودة الثالث» إلا أن «السادات» لم يكن طائفيًا أيضًا فهو خريج مدارس الأقباط كما أنه زاملهم فى السجون وكانت له صداقات عميقة مع بعض رموزهم من أمثال «موسى صبرى» و«حنا نيروز» و«اسطفان باسيلى» وغيرهم، حتى إن بعض أقباط «مصر» انحازوا إلى جانب «السادات» أثناء خلافه الشهير مع البابا الراحل!،

كما أننى أزعم من رصد مباشر أن الرئيس الأسبق «مبارك» كان متعاطفًا مع كثير من المطالب القبطية وهو الذى قرر السابع من يناير عطلة رسمية لعموم المصريين، إننى أكتب الآن فى هذا الموضوع الحساس لأننى أظن أننا قد عبرنا ـــ برئاسة عبدالفتاح السيسى ـــ العقد والمخاوف وأصبح علينا أن نواجه الحقائق وأن نتوقف عن سياسات (المسكوت عنه)، فأنا أتساءل الآن ونحن فى عام 2017: ألا يكون هناك رئيس جامعة حكومية ولو واحدة مسيحى مصرى؟ ومنهم أسماء لامعة ترقى إلى تلك المناصب بل تزيد، فلم يصل أحدهم إلا لعمادة كلية فى سابقة نادرة أو نائب رئيس جامعة لفترة قصيرة، كيف يحدث ذلك وهم فاعلون فى القوات المسلحة والقضاء والشرطة والسلك الدبلوماسى ودواوين الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية؟!، فلماذا تحدث بعض التجاوزات السخيفة والتى تذكرنى بما جرى عندما اختارت الدولة منذ عدة سنوات محافظًا قبطيًا لـ«قنا» بعد تجربة مماثلة سبقته فى نفس المحافظة فإذا الناس هناك يهبون رافضين ذلك فى إهدار صارخ لـ«مبدأ المواطنة»، والعجيب أن الدولة رضخت لهم لأسباب تتصل وقتها بظروف فوضى الشارع المصرى بعد ثورة 25 يناير2011 وقبل ثورة 30 يونيو 2013 بينما دستور البلاد يساوى بين العباد ويرفع «مبدأ المواطنة» شعارًا يتقدم كل الشعارات المتصلة بالعلاقة بين الأفراد والدولة، وهناك بعض المناصب والمواقع التى يحدث فيها استبعاد للأقباط بحكم العادة ودون مبرر واضح، وأنا أتذكر أننى ذهبت منذ عدة سنوات إلى وزير الخارجية الراحل «أحمد ماهر» ــــ وهو المثقف سليل البيت العريق ــــ وقلت له: إننى أزكى الدبلوماسى «نبيل رياض حبشى» ــــ وهو سفير قدير حاليًا ـــ للعمل فى إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى والتى نطلق عليها «إدارة التفتيش» وهى تضم شؤون الدبلوماسيين والقسم السرى للتنقلات والترقيات فقال لى الوزير يومها: إننى لا أعرف لماذا لا يعمل فيها أقباط حتى الآن، فقلت له: بحكم العادة السطحية دون تفكير «وهناك دائمًا المرة الأولى فى كل شىء»، فقال لى: معك حق وضمه للإدارة وكانت بداية لدخول غيره إلى تلك المواقع فى وزارة الخارجية.

وعندما رحل اللواء طيار «ماهر شنودة» بالموت المفاجئ حزن عليه الرئيس الأسبق «مبارك» وقال: كنت أنتوى تعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات الجوية، ولعلنا نتذكر أن «السادات» عين ضابطًا قبطيًا رفيع الدرجة قائدًا لأحد الجيشين الميدانيين ثم محافظًا فى منطقة حدودية شديدة الحساسية، أى أن العقدة ليست مستقرة فى أعماق المصريين ولكنها متكررة بلا وعى...

فقد ترأس قبطيان مجلس الدولة ومحكمة استئناف القاهرة وغيرهما من مؤسسات الهيئة القضائية، وقد آن الأوان لكى نعيد النظر فى بعض المواريث العقيمة والأفكار البالية وأن نفتح العقول والقلوب أمام أبناء الوطن الواحد وأن نتخلى عن سياسة «التهميش» أحيانًا تجاه بعض الأقباط حتى وإن لم يكن متعمدًا، فقد اختلطت دماء «الرفاعى» و«سدراك» فى حرب العبور العظيم عام 1973 عندما استطاعت الوطنية المصرية أن تسترد الكرامة وأن تستعيد الكبرياء، ومازلت أتذكر للرئيس الأسبق «مبارك» أن واحدًا من أقرب من كانوا يخدمون فى جهاز سكرتاريته كان ضابط شرف مسيحيا يعطيه الرئيس الأسبق ثقته ورعايته دون تهميش أو إقلال أو تجاوز.

أيها السادة.. دعونا نُعدْ قراءة حاضرنا إذا أردنا أن نتهيأ لمستقبلنا، ولنتذكر أن رئيس الدولة الحالى المشير «عبدالفتاح السيسي» قد زار الكاتدرائية عدة مرات واتخذ مواقف عادلة بل رائعة تجاه أشقائه من أقباط «مصر» بلا اضطهاد ولا تمييز ولا حتى «تهميش»، فالمصريون سواسية بما يقدمون للوطن، وهل ننسى أن «بطرس بطرس غالى» و«مجدى يعقوب» و«رمزى يسى» ويسبقهم «مكرم عبيد باشا» و«فخرى بك عبدالنور» والمفكر الكبير «سلامة موسى» وغيرهم هم أيقونات يرصعون سماء الوطن ويرفعون رايات الوطنية المصرية فى كل العهود.. إنه شعب واحد فى وطن واحد!.

المصدر : صحيفة النصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش



GMT 10:19 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

مخاوف مشروعة

GMT 12:44 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

الفن المصري

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى عام 2021

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهاتف المحمول

GMT 08:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الصادق المهدي

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:29 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 23:18 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 00:26 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:03 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

استمتعي بشمس أبو ظبي ورمالها البيضاء في العطلات

GMT 02:53 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أطباء النفس" يحلّلون شخصية محمد رمضان

GMT 12:18 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

دراسة تؤكد أن مضادات الاكتئاب تجدي نفعًا

GMT 00:19 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل ريال قطري الأحد

GMT 06:39 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كيم كارداشيان تصف شقيقتها كورتي بـ"أفضل صديقة لها"

GMT 21:19 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

عرض أزياء ديور لشتاء 2019 يحمل تصاميم بسحر خاص
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria