ذكريات متجددة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ذكريات متجددة

ذكريات متجددة

 الجزائر اليوم -

ذكريات متجددة

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

فى كل مرحلة عمرية تطفو على السطح ذكريات اختزنتها الذاكرة الذاتية لسنوات طويلة، بل إن المرء كلما تقدمت به السن ارتدت إليه الذكريات البعيدة من الطفولة والصبا، فأنا مازلت أتذكر مشهد القرية التى ولدت فيها حين ظهر وباء الكوليرا وكنت لا أتجاوز الثالثة من العمر، وأدهش أن صورة الناس وهلعهم وقتها والأحاديث المتكررة فى منزلنا وخارجه عن ذلك الوباء مازالت تطرق مخيلتى كما أتذكر أيضًا هتافات الجماهير الوفدية أمام منزلنا تحيى ابن المغازى باشا المرشح لمجلس النواب عام 1950، ورغم أننى لم أكن قد بلغت السابعة من العمر إلا أن تلك الشعارات لا تبرح ذاكرتى أيضًا وأتمثل المشهد القائم كأنه أمامى الآن، وما أكثر ما تجتر الذاكرة من مشاهد وما تدفع به الأيام ليطفو على السطح بعد أن كان قد انزوى فى زحام الأحداث وتطور سنوات العمر، ويهمنى هنا أن أؤكد أن التكنولوجيا الحديثة سوف تنتقص من قدرة الذاكرة وتصبح بديلًا للخيال الواسع والرؤية البعيدة وتحيل الإنسان بعد عدة عقود إلى ما يشبه الروبوت أو الإنسان الآلى فى ظل مسميات جديدة مثل الذكاء الاصطناعى وعالم الخيال العلمى بخطواته الواسعة وتطوراته المتلاحقة، ثم تنتقل المشاهد فى ذهنى من سنوات الطفولة إلى يوم أن حصلت على الدكتوراة فى 26 أغسطس عام 1977 من جامعة لندن وقال لى البروفيسور فاتيكيوتس يومها الذى كان مشرفًا على رسالتى فور عودته من جلسة المداولة مع البروفيسور روجر أوين، رئيس قسم الشرق الأوسط فى جامعة هارفارد، وكان وقتها منتدبًا فى جامعة أكسفورد، قال لى أستاذى المشرف باللغة العربية لأول مرة مبروك.. تستطيع أن تتصل بزوجتك وتبلغها أنك أصبحت تحمل لقب دكتور! وتقفز مخيلتى عبر السنين إلى الوراء لأتدارك ذلك اليوم الذى كنت أستمع فيه إلى الراديو عام 1954 والرئيس عبدالناصر يلقى خطابًا فى ميدان المنشية بالإسكندرية فإذا صوت الرصاص يدوى فى محاولة الاغتيال الشهيرة التى استخدمها عبدالناصر فى تصفية جماعة الإخوان المسلمين حينذاك لضلوعها فى مؤامرة الاغتيال، وأتذكر ذلك اليوم الأسود فى ظلام القاهرة والرئيس عبدالناصر يلقى خطاب التنحى بعد هزيمة يونيو عام 1967 وكيف كانت مشاعرنا متداخلة وأفكارنا ملتبسة ونحن نمضى فى الشوارع وسط الحشود الضخمة فى ظل أصوات المدفعية المضادة للطائرات وأجواء الهزيمة التى خيمت على سماء القاهرة وجثمت فوق صدور البشر، ويومها تعاطف الملايين مع الزعيم إيمانًا به وإحساسًا بالخوف من المستقبل ورغبة فى أن يواصل سائق القطار قيادته لأقرب محطة أمان، وأتذكر أيضًا ظهيرة السادس من أكتوبر عام 1981 وأنا فى إجازة من عملى فى السفارة المصرية بالهند فإذا التليفزيون يقطع إرساله وسط أخبار عن محاولة انقلاب عسكرى واعتداء مسلح على الرئيس الراحل أنور السادات وهو على منصة العرض العسكرى، وكنت فى تلك اللحظة أقف فى مطابع الأهرام أتابع كتابًا أصدرناه مشتركين- المستشار طارق البشرى والمستشار وليم سليمان قلادة وأنا- وكتب لنا مقدمته الدكتور بطرس بطرس غالى، وظللنا نرقب الأخبار وبعد ساعتين على الأكثر نعت مصر رئيسها شهيدًا فى يوم الاحتفال بانتصاره، كما مازلت أتذكر أيضًا ما حدث ذات يوم وأنا عضو فى مجلس الشعب حيث كان الرئيس الراحل مبارك يلقى خطابه فإذا به يضطرب بشكل واضح وتسبق الكلمات بعضها ثم ينهار قيد السقوط الكامل من على المنصة ويهرع الحرس لمساندته وأخذه خارج القاعة ويهبط بعض ضباط الحرس من الأدوار العليا إلى مكان الجلسة مطالبين بالهدوء وأن يجلس كل فى مكانه مع غلق أبواب القاعة الكبرى وكان شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية يتناوبان الدعاء للرئيس إزاء الصدمة التى حلت بالجميع، رأيت القائد العام للقوات المسلحة ومعه الدكتور حمدى السيد أستاذ القلب الشهير يخرجان من الجلسة إلى حيث يجلس الرئيس لإسعافه بينما اتجه وزير الداخلية ومحافظ القاهرة كل إلى مكتبه لمتابعة الأحداث التى تجرى، ولكن الرئيس أفاق بعد ساعة أو أقل حيث اكتشف الأطباء أنه كان يعانى من أنفلونزا حادة ولكنه جاء إلى المجلس قبل أن تستقر حالته الصحية فى ظل المضادات الحيوية التى تضعف المناعة وتوهن الجسد وتؤدى إلى هبوط حاد، ولكن الذى يطفو على قمة ذاكرتى هو أننى كنت فى إجازة من عملى فى لندن أتمشى فى شارع الشواربى فى وسط العاصمة المصرية فإذا صوت الراديو يفاجئ الجميع بأخبار العبور العظيم وبدأت المعارك الشرسة التى انتهت بالنصر الذى لا أنسى ذكرياته ولا شعورى عند عودتى إلى لندن فأجد أن صورتنا قد اختلفت وأن مكانتنا قد ارتفعت.. إنه مخزون ذكريات بلا ترتيب ولكنها لا تبرح الخيال ولا تذهب عن البال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات متجددة ذكريات متجددة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria