في ذكرى يوم مفصلي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

في ذكرى يوم مفصلي

في ذكرى يوم مفصلي

 الجزائر اليوم -

في ذكرى يوم مفصلي

بقلم - مصطفى الفقي

سوف يظل الثالث والعشرون من يوليو 1952 يومًا مفصليًا فى تاريخنا الحديث، يثور حوله الجدل وتختلف عليه الآراء، فالأغلب الأعم يراه يومًا للتحرر الوطنى وبداية الإطاحة بالحكم الملكى وتحول مصر للنظام الجمهورى ويتحدثون عن مآثره بدءًا من الإصلاح الزراعى اقتصاديًا واجتماعيًا مرورًا بتأميم قناة السويس سياسيًا ووطنيًا وصولًا إلى بناء السد العالى كمشروع قومى التف حوله المصريون وأسرفوا فى الإشادة بمزاياه، بينما وقف فريق آخر يرى أن ذلك اليوم شديد الأهمية أيضًا، ولكن لأسباب أخرى فهو اليوم الذى تبدلت به الأحوال، وتغيرت الظروف، وكان إيذانًا بعملية انقطاع كاملة وانفصال حدى عن الماضى بكل ما له وما عليه حتى توهم الكثيرون أن تاريخ مصر يبدأ بذلك اليوم وأن ما سبقه كان فسادًا وتخلفًا وانهيارًا وأن ما أتى بعده كان صحوة وطنية وحركة شعبية ظن بها المصريون أن التاريخ يبدأ من تلك اللحظة، ولا شك أننا إذا سعينا إلى الوصول لنظرة موضوعية شاملة فإن علينا أن ندرك أن الأمم أكبر من الثورات وأن الشعوب أبقى رغم التحولات، ولعل ذلك اليوم المفصلى الذى يقف فى أهميته مع أيام أخرى كانت فاصلة فى تاريخنا كله يمكن تحليل نتائجه من خلال العناصر الآتية:

أولًا- إن معيار الحكم على الثورة- أى ثورة- يكون بحزمة الإصلاحات المرتبطة بها والناجمة عنها، ونحن لا ننكر على ثورة يوليو 1952 إيجابيات كبيرة من بينها سياسة التحرر الوطنى والاتجاه الجاد نحو التصنيع والإصرار على تحقيق العدالة الاجتماعية فضلًا عن تبنى سياسة عدم الانحياز والحياد الإيجابى، وإن كان هناك من يرى أن الإصلاح الزراعى قد أدى إلى تفتيت الملكية وحرم المصريين من الاستخدامات الحديثة للإنتاج الكبير، فى ظل الملكيات الأكبر، كما أن الأحوزة العمرانية داخل تلك المساحات قد خضعت لقوانين الإسكان الجديدة وشجعت من حيث لا ندرى على تبوير الأرض الزراعية وتآكل مساحات واسعة منها خصوصًا فى منطقة الدلتا.

ثانيًا- إن مجتمع النصف فى المائة وسيطرة الإقطاع ورأس المال على مقدرات الحكم لا تكفى وحدها لكى تكون مسوغًا لمحاولة تغيير شكل الدولة، إنما هناك أسباب أكثر عمقًا تتصل بتردى الأوضاع السياسية وعجز الظروف الاقتصادية فضلًا عن غياب العدالة الاجتماعية، وهنا تصبح الثورة أمرًا محتملًا، ولكن لا بد أن يقترن بها برنامج إصلاحى طويل المدى يستطيع أن يضع الدولة بشكلها الجديد فى إطار يسمح لها بالانطلاق نحو أهداف أبعد وغايات أكبر، ولا شك أن الوضع المصرى العام عشية ثورة يوليو 1952 كان يوحى بأن تغييرًا قادمًا، لا بد أن يحدث وأن الملك وحاشيته أصبحوا يمثلون مظهرًا واضحًا للفساد والعبث بمقدرات البلاد لذلك جاءت استجابة الجماهير المصرية للبيان الأول للثورة مؤيدة ومرحبة ومباركة لتلك الحركة التى قام بها الجيش لدفع مصر إلى الأمام والتخلص من كل المعوقات السياسية والاقتصادية فضلًا عن حالة الجمود فى علاقات القاهرة العربية والدولية بعد حرب فلسطين وقيام دولة إسرائيل.

ثالثًا- إن زعامة عبدالناصر ودوره القومى قد لعبا دورًا حاكمًا فى أحداث تلك الفترة، فلقد كان هوس الجماهير العربية بنداءاته القومية تجديدا لروح الأمة، ولكننا لا ندعى فى الوقت ذاته أن كل ما جرى فى تلك الفترة كان تعبيرًا عن آمال الشعب خصوصًا أن إيقاع الأحداث كان يبدو سريعًا، ولا يتيح للقوى المختلفة أن تشارك فيما يدور باستثناء سياسى، مثل «على ماهر باشا» الذى نصب «فاروق» ملكًا عام 1936 وهو أيضًا الذى جرده من ذلك التكريم عام 1952، ولا بد أن أعترف هنا أن مصر كانت تمثل نموذجًا لكل المشكلات بصورة دفعت بالكثير من أبنائها إلى الترحيب بالثورة وشبابها من الثوار الذين يرون فيما يفعلون فتحًا لأبواب المستقبل وحماية للحقوق المستقرة للمجتمعات المختلفة، وقد كنا نتوقع من ثورة عام 1952 أن تتمكن من الدفع بحزمة من الإصلاحات الواقعية التى تنهض بالبلاد بعد عقود طويلة بل قرون أطول من التخلف والهوان، ولكن الذى حدث هو أن الثورة تمحورت حول عدد قليل من القضايا، وفى مربع ضيق نتيجة رواسب المعاناة من الوجود الأجنبى والمرارة من الضغط الداخلى.

إن «23 يوليو» سوف تظل علامة فارقة تنظر إليها الأجيال؛ باعتبارها تعبيرا عن إرادة المصريين فى مرحلة معينة.

وبالمناسبة، لا أزعم أن الشعب المصرى الصبور الذى يبدو مستكينًا لمن لا يعرفه هو واحد من أكثر شعوب العالم فهمًا لمسيرة الإصلاح ورغبة فيها وحرصًا عليها، لذلك لا يتوقع أحد متى يثور، ولا نعرف من الذى يجهض انتفاضته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى يوم مفصلي في ذكرى يوم مفصلي



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria