القطار مسرعًا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

القطار مسرعًا!

القطار مسرعًا!

 الجزائر اليوم -

القطار مسرعًا

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

أتمثل مصر عبر تاريخها الطويل بقطار يمضى عبر الوادى ويخترق الدلتا، ويبدو أحيانًا سريعًا للغاية، وفى أخرى بطيئًا إلى حد كبير.. ومسيرة مصر عبر تاريخها تحمل هذا المعنى. وإذا نظرنا إلى أبرز محطات القطار بعد 1952 - على سبيل المثال - فسوف نرى العصر الناصرى والقطار يجرى وركابه متحمسون ولسائقه كاريزما من نوع خاص تجعل ثقة الركاب فيه مطلقة وتعطيه مساحة واسعة من التأييد الزائد والحماس الشديد، وظل القطار يجرى إلى أن استنزفت الأحداث جهده ونالت من عزيمته، فانعطف القطار فى تحويلة مفاجئة تجاه دولة اليمن تحت وَهْم تحريرها مما هى فيه والرغبة فى تكريس الزعامة العربية لمصر، ثم توقف القطار فجأة فى محطة 1967 لتشهد البلاد انتكاسة كبرى دفع الشعب المصرى فيها ثمنًا فادحًا شاركته فيه شعوب عربية أخرى، فلقد كانت 1967 هى محطة فاصلة فى التاريخ المصرى الحديث، وقد تزايدت الأمراض وتثاقلت الأعباء على الوطن اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، فكانت النتيجة أن تدهورت صحة سائق القطار ورحل عن عالمنا عام 1970 كالأسد الجريح الذى يقاوم شامخًا حتى النهاية، ليأتى خليفته بروح مختلفة وعقلية أخرى واتجه بالقطار إلى مواجهة عسكرية حتمية مضى على حدوثها ما يقترب من نصف قرن، وكان الله مع مصر، فتحقق لها النصر وأصبحت تلك الحرب أكثر المعارك شهرة فى التاريخ العسكرى الحديث، وظل الرئيس الجديد وقد كان رجل دولة من طراز متميز يحاول إصلاح القطار والتحرك به من جديد نحو آفاق مختلفة، وقد تحقق له قدرٌ من إتاحة الحريات وتوسيع دائرة المشاركة السياسية، ولكن الأوضاع الاقتصادية والظروف الإقليمية لم تكن مواتية لكى يظل القطار على سرعته دون توقف، لذلك جاءت محطة مهمة عام 1977 عندما زار الرئيس الذى يقود القطار المصرى القدس إيذانًا بتحول جذرى فى الصراع العربى الإسرائيلى، وبعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بدأ القطار المصرى يراجع أوضاعه ويعيد النظر فيما جرى، وتولى قيادة القطار طيار عسكرى كان يهدف إلى تثبيت الأوضاع وترك الأمور على ما هى عليه، وقد كان وكأنه الرئيس الحارس الذى لا يحب المبادرة ولا يهوى المغامرة، فكانت النتيجة هى مرور ثلاثين عامًا من السكون حتى كانت بحق سنوات الفرص الضائعة رغم صدق النوايا غالبًا والوقوف على أرضية وطنية دائمًا، وكان القطار قبل أن يبدأ محطته الأولى فى العصر الجمهورى قد عرف تسلل بعض الشخصيات إلى مواقع السلطة تحت ستار الدين فى محاولةٍ لاختطاف البلاد إلى طريق آخر، فعرفت مصر فى الأربعينيات سلسلة من الاغتيالات التى كان مهندسها ومفجرها هو جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت تملك رصيدًا طويلًا من الممارسة السياسية والعنف الزائد مع قدرة على تبرير الأحداث وتزييف الحقائق، ولقد حاول القطار التهدئة فى بعض المحطات لكى يتخلص من تلك الجماعات، ولكن قوى خارجية وداخلية كانت تلعب دورها النشط فى تغيير الأوضاع ودعم تلك الجماعة المحظورة، حتى هبط الربيع العربى على المنطقة - بخيره وشره - وكان الحشد الإخوانى هو أكثر التجمعات تنظيمًا مقارنة بباقى أطراف الساحة السياسية، لذلك قفز الإخوان إلى الحكم وقدموا أنفسهم أسوأ تقديم خلال عام واحد، ثم خرج كل ركاب القطار، بل أبناء المحافظات والقرى التى يمر بها فى تجمعٍ بشرى هائل، فسقط حكم الإخوان وجاء قائد جديد للقطار مضى به مسرعًا نحو غايات واضحة وأهداف محددة، فالقطار لا يتوقف إلا فى محطات بعينها بدءًا من الإصلاح الاقتصادى، مرورًا بالحرب على الإرهاب وهو يشيد فى طريقه المدن الجديدة ويطور البنية الأساسية ويمضى مسرعًا نحو غاياته، لا تستهلكه المناورات ولا تستنزفه الألاعيب، فهو ماضٍ فى طريقه لا يلتفت يمينًا ولا يسارًا ولا ينظر كثيرًا إلى الوراء.

إنه قطار الوطن الذى يقطع المسافات ويتجه بركابه نحو دولة عصرية حديثة تقوم على التنمية والديمقراطية معًا، ولكن الطريق ليس سهلًا، والزحام شديد، وتزايد أعداد الركاب مخيف، لذلك فإن الرؤية الشاملة البعيدة هى الآلية الفكرية الوحيدة لاستشراف المستقبل وفهم أبعاده وتلمس آفاقه.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطار مسرعًا القطار مسرعًا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria