اللاجئ والوطن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

اللاجئ.. والوطن

اللاجئ.. والوطن

 الجزائر اليوم -

اللاجئ والوطن

مصطفي الفقي

ارتبطت فى أذهاننا لعدة عقود كلمة اللاجئين بالشعب الفلسطينى ومنظمة إغاثته «الأونروا»، فإذا نحن الآن أمام شعوب عربية تصدّر اللاجئين والنازحين إلى «أوروبا» فى ظروف إنسانية مؤلمة جسّدتها «صورة طفل» فى الثالثة من عمره وقد قذفت به أمواج «البحر الأبيض المتوسط» إلى الشاطئ، بعد أن غرق المركب الصغير الذى يحمل المئات من الباحثين عن الحياة، هروبًا من جحيم الموت فى بلادهم التى لفظتهم إلى الشتات والضياع والتشرد، فى وقت توصد فيه بعض الدول الأوروبية أبوابها أمامهم، وسط جدل دولى صاخب يناقش قضية اللاجئين عمومًا ويوزع أعدادهم على الدول التى تسمح باستقبالهم، و«مصر» ليست دولة جديدة على استقبال مَن لجأ إليها، بل إنها «الكنانة» التى استضافت الثوار من أنحاء الدنيا، والملوك والرؤساء والحكام الذين لا يجدون مأوى، ومازلنا نتذكر طائرة شاه إيران «محمد رضا بهلوى» وهى تجوب الأجواء بين الأصدقاء والحلفاء عندما رفضه الجميع، بما فى ذلك «الولايات المتحدة الأمريكية» التى تخلت عن حليفها كعادتها، ولم تستقبله إلا «مصر السادات»، لأنها تفتح ذراعيها لكل ذى حاجة أو مَن يطلب اللجوء إليها أو النزول إلى أرضها الطيبة، والذين لا يقدرون مرارة كلمة (لاجئ)- خصوصًا إذا كان مواطنًا عاديًا، هو وأسرته وأطفاله هاربون من جحيم المعارك ونيران القنابل وبشاعة «الإرهاب»- لا يعرفون على الجانب الآخر معنى كلمة (وطن)، التى لا يدرك حقيقتها إلا مَن يفقد ذلك الكيان الغالى، وقديمًا قال حكيم: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى)، كذلك قال الشاعر العربى: (لا يعرف الشوق إلا مَن يكابده ولا الصبابة إلا مَن يعانيها)، ونتذكر هنا ما قاله أمير الشعراء: (وطنى لو شُغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسى)، وينطبق هذا القول على أولئك الذين يفقدون أوطانهم ويجدون أنفسهم وقد ضاقت بهم الدنيا ولفظتهم الأرض ورفضتهم الدول وهم يقفون على الأسوار الشائكة عند الحدود المغلقة، ولعل ما يحدث للشعب السورى الشقيق هو كارثة بشرية مروعة ومأساة إنسانية لم يكن أحد يتوقع حدوثها، فالشعب السورى كان يستقبل اللاجئين من «فلسطين»، وأحيانًا من «لبنان» و«العراق»، فإذا به اليوم يتحول من مضيف كريم إلى ضيف غير مرغوب فيه، و«السوريون» ليسوا أى شعب، لأنهم دعاة الوحدة وحملة لواء القومية منذ منتصف القرن التاسع عشر، إنه البلد الذى جزع أمير الشعراء أيضًا عند عدوان «فرنسا» عليه فى الربع الأول من القرن الماضى عندما قال: (لحاها الله أنباء توالت على سمع الولى بما يشق)، ومضى فى رائعته حتى قال: (وعز الشرق أوله دمشق)، ونحن هنا فى «مصر» لدينا ارتباط خاص بالشعب السورى،

فقد خضعنا معًا لحكم واحد مرتين، الأولى فى القرن التاسع عشر (1831- 1840) والثانية فى القرن العشرين (1958- 1961) فى عهدى التوسع المصرى بقيادة «محمد على» فى الأولى، و«جمال عبدالناصر» فى الثانية، ومازلت أتذكر ما قاله لى زملائى الدبلوماسيون الذين ذهبوا لإعادة فتح السفارة المصرية فى «دمشق» عند نهاية ثمانينيات القرن الماضى، وكيف أخذهم سائق «التاكسى» السورى عندما لاحظ لهجتهم المصرية إلى منزله مباشرة ضيوفًا لتناول طعام إفطار رمضان لديه وقد كانوا متوجهين إلى مطعم معروف، فإذا الحب السورى للمصريين يدفع ذلك المواطن العادى إلى قراره الذى يعكس متانة العلاقة بين البلدين وأصالة الشعب السورى الذى أصبح اليوم شعب الشهداء واللاجئين والنازحين، وليس المهم عندى مَن يحكم «سوريا»، ولكن الأهم هو أن تبقى «سوريا»، التى تنهشها الأطماع الإقليمية من «إسرائيل» إلى «تركيا» و«إيران»، وتعبث بأرضها جماعات إرهابية وحشية دمرت الآثار وعبثت بالتاريخ وزيفت الدين وسفكت الدماء وذبحت الأبرياء وهى تحاول طمس الهوية القومية لذلك البلد العريق، إذ إن «دمشق» واحدة من أقدم مدن الدنيا على الإطلاق، وهى شاهدة على كل عصور التاريخ المكتوب، وعندما أسمع عن «البراميل» المتفجرة تمطر الشعب السورى فلابد أن يصيبنى حزن بغير حدود، والعالم يلهو متفرجًا وقد يمصمص البعض الشفاه فى مواساة ظاهرية لا تقدم ولا تؤخر، ولعل المشهد المأساوى لمراكب الموت تمخر عباب «البحر الأبيض المتوسط» متجهة إلى المجهول، هربًا من الجحيم، هو تجسيد حى لمأساة الشعب السورى الأبى الذى احتضن «العروبة»، بعدما استقبل قبلها «المسيحية» و«الإسلام» على التوالى.

إننى أتطلع إلى دور مصرى قوى وفاعل يقود «الجامعة العربية» نحو موقف قومى موحد لإنقاذ «سوريا»، الدولة والوطن والشعب، خصوصًا أن سقوطها المحتمل وتقسيمها المنتظر لن ينعكس على «دول الجوار» وحدها، ولكنه سوف يفتح بوابة الأطماع الأجنبية فى الأرض العربية كلها بغير استثناء، ولاسيما أن الجهود الدولية لإنقاذ «سوريا» بطيئة وباردة، فى ظل وضع إقليمى متراجع بفعل الأحداث التى شهدتها المنطقة فى السنوات الأخيرة، ويجب ألا ننسى أن القهر والاستبداد والفساد هى الخلفية المعتادة لقيام الثورات وسقوط الأنظمة ووقوع المآسى والكوارث والنكبات.

يا إلهى كن مع الأطفال والأرامل والثكالى فى شعب يدفع ضريبة الحياة كل يوم عدة مرات، واحفظ لنا وطننا حتى لا نرى ذات يوم (لاجئًا مصريًا)، فالموت أهون وأرحم، فكل شىء يمكن تعويضه إلا الوطن يا رب العالمين!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئ والوطن اللاجئ والوطن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria