حوار صامت 4
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حوار صامت (4)

حوار صامت (4)

 الجزائر اليوم -

حوار صامت 4

مصطفى الفقي

بدأت أقلّب فى حوار ذاتى صامت ما قاله الرئيس «باراك أوباما» فى «خطاب الاتحاد» منذ أيام، وصدمتنى عبارته بأن تنظيم «داعش» لا يمثل خطرًا على «الولايات المتحدة الأمريكية»، وشعرت وكأن أقوى دولة فى العالم المعاصر تتنصل من مسؤوليتها الدولية وتنأى بنفسها عن المشاركة فى ضرب «الإرهاب» ومقاومته والإسهام فى تخليص البشرية من شروره، بل جاءنى خاطر خبيث مؤداه أن الذى صنع «الإرهاب» ودعمه لن يخشى منه ولن يقاومه، ولقد كنت أستقبل مسؤولًا أمريكيًا منذ أيام وعبرت له عن قلقى مما ذكره رئيس بلاده فى «خطاب حالة الاتحاد»، فقال لى: ربما يريد الرئيس «أوباما» أن يطمئن الرأى العام الأمريكى وأن يعطيه جرعة من الثقة فى مواجهة الخطر الداهم لجرائم «الإرهاب»، فقلت له: إذا كان تحليلك صحيحًا إلا أن الرسالة التى وصلت إلى الشعوب المختلفة- خصوصًا تلك التى تعانى من وطأة الأعمال الإرهابية- كانت غير ذلك، فهى رسالة مقلقة تنطوى ضمنًا على إشارة تتساهل مع «الإرهاب» وتقلل من مخاطره، فهى رسالة طمأنة لتنظيم «داعش» أكثر منها رسالة طمأنة للشعب الأمريكى، وتكمن خطورة الرسالة الأمريكية فى أنها تأتى من قمة السلطة فى «واشنطن» وقبيل الدخول فى السنة الأخيرة لسيد «البيت الأبيض»، وهنا يبدو الرئيس «باراك أوباما» وكأنه يختتم فترة رئاسته، مقللًا من خطر «الإرهاب»، مطمئنًا الشعب الأمريكى بغير مبرر، خصوصًا أن «الإرهاب» لا دين له ولا وطن ويمكن أن يضرب فجأة فى أى موقع، ألم يضرب فى قلب «باريس»؟ ألم يضرب فى وسط العاصمة الإندونيسية «جاكرتا»؟ ألم يقم مؤخرًا بمغامرة دامية فى «بوركينا فاسو»؟ لذلك فإننى لا أخفى قلقى الزائد من التحول الفكرى الذى طرأ على الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما» تجاه «الإرهاب»، رغم تزايد حدته واتساع نطاق عملياته، ويبدو لى وكأن «الإرهاب» هو قنبلة موقوتة تلقى بها القوى الكبرى على المناطق التى تريد تدميرها أو إحداث التغيير فيها، ولا أريد أن أفترض سوء النية أو أن أكون أسيرًا لنظرية المؤامرة، ومع ذلك فإننى لا أجد تفسيرًا مريحًا لما عبر عنه الرئيس الأمريكى فى خطابه المشار إليه، وأظن أن سياسة دولة عظمى يجب أن تأخذ بالأحوط وأن تتصرف وفقًا للحد الأقصى من المخاطر دون تهويل، ولكن دون تهوين أيضًا، بل إن السياسة الخارجية للدول الناهضة فى عصرنا تتصرف دائمًا وفقًا للسيناريو الأسوأ وليس العكس، إننى فى هذا الحوار الصامت أطرح نقاطًا ثلاثا ذات أهمية فى تفسير ما ذكره الرئيس الأمريكى تفسيرًا موضوعيًا ومحايدًا وهى:

أولًا: يرى فريق من الخبراء المتابعين لتنامى الظاهرة الإرهابية أن دخول «الولايات المتحدة الأمريكية» على الخط يعطى التنظيمات الإرهابية فرصة ذهبية للنمو والازدهار، ويستند أصحاب هذا الرأى إلى ما جرى فى «أفغانستان» و«العراق»، حيث كان التدخل الأمريكى هو الأب الشرعى لتنامى الظاهرة الإرهابية فى هذين البلدين، وواقع الأمر أن هذه الحجة مردود عليها لأنها تمثل مهربًا للأمريكيين فى تعاملهم مع المنطقة دون أن تقع عليهم أى لائمة فى تجاهل جرائم «داعش» وأخواتها، بل إن هذا المبرر الذى تسوقه «واشنطن» هو تأكيد داخلى لأهمية ما تردد حول دعم مستتر- مالى وتسليحى ولوجستى- قدمته دول مختلفة لتنظيم «داعش» الذى ظهر فجأة على الساحة بقوة متزايدة بعد شهور قليلة من تسرب أخبار عن صناعة «الإرهاب» لأهداف تحقق مكاسب لقوى أخرى على حساب الأرض العربية والشعوب الإسلامية.

ثانيًا: برعت الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس «أوباما» فى تطوير مفهوم جديد للتعامل مع «الإرهاب»، يقوم على أن يتحول الصراع إلى صدام ذاتى، بحيث يضرب الاعتدال الإسلامى التطرف الدينى أو يحدث العكس، ولا مانع من أن يبقى «الغرب» متفرجًا فى الحالتين، ولعل فلسفة «أوباما» التى بشر بها منذ وصوله إلى «البيت الأبيض» هى التى انعكست على الموقف الأمريكى كما هو حادث الآن، وهو الذى يتجلى فى الجنوح السلبى الذى ظهرت مؤشرات له فى «خطاب حالة الاتحاد» الذى قرأه رئيس «الولايات المتحدة الأمريكية».

ثالثًا: إن رسالة «أوباما» هى بمثابة جرس إنذار يدق لكى يلفت الأنظار إلى حقيقة أنه لن يدافع عن الأرض إلا أصحابها، ولن يحمى «الإسلام» ولا العروبة إلا أتباعهما المخلصون، من هنا ننتظر من «البرلمان الجديد» فى مصر أن يكون عينًا للدولة، لأننا بلد عريق وعرف الحياة البرلمانية بالمفهوم الغربى منذ ما يقرب من مائة وخمسين عامًا، لذلك يجب أن نبرع فى توزيع الأدوار، بحيث يصبح مجلس النواب المصرى داعمًا لصانع القرار يمهد له ويدافع عنه فى المحافل الإقليمية والدولية.

إن ما جاء على لسان الرئيس «أوباما» مؤخرًا قد فتح الباب لتأويلات وتفسيرات قد لا نصل إلى فهم سريع لها، إذ إن الأمر يحتاج إلى مراجعة مع المسؤولين عن السياسة والإعلام فى الإدارة الأمريكية الحالية، وأرجو أن يكون فى تفسيرنا نوع من الشطط، وأن «واشنطن» سوف تظل فى المواجهة مع حلف عالمى للتصدى للجرائم الإرهابية فى كل مكان، فالعالم وحدة واحدة ونحن جميعًا فى قارب واحد نبحث عن مخرج من مأزق العنف الذى يهدد الإنسانية والحضارة والأجيال القادمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار صامت 4 حوار صامت 4



GMT 10:04 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

رانيا المشاط.. محظوظة أم مجتهدة؟!

GMT 07:12 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات وأمريكا.. شراكة ذهبية

GMT 07:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب

GMT 16:19 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

عن ضرب السد!

GMT 12:18 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لويس عوض.. ثلاثون عامًا على رحيله

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria