بقلم - منى بوسمرة
المرأة الإماراتية تعانق اليوم بعطائها نجوم الفضاء، بما حققته لها القيادة الحكيمة من تمكين، ودعم غير محدود، أثمر معجزة حقيقية في وقت قياسي واستثنائي، وكان محرك دفع قوياً نقلها، بما أثبتته من قدراتها الفائقة، من مقاعد المشاركة إلى قمم الإنجازات الكبرى التي يشار إليها بالبنان عالمياً.
الإنجاز الذي حققته سارة الأميري على قائمة «بي بي سي» لأكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم في 2020، هو إنجاز متعدد الدلالات، وهو قبل كل شيء تأكيد، كما قال محمد بن راشد، بأن «لا شيء مستحيل أمامها»، فهي اليوم تقود المهمة الأضخم عربياً، في رحلة الإمارات التاريخية إلى المريخ، وتقود وكالة الإمارات للفضاء، وتقود حملة لإلهام المرأة العربية بأنها تستطيع.
ما يجسده اختيار سارة الأميري بوضوح، هو مدى القوة والنفوذ والتأثير والكفاءة، الذي حمل المرأة الإماراتية إلى العالمية، لتكون صانعة إنجازات معرفية لم يسبر غورها إلا قلة من البشر، وتقدم عطاءات تخدم الإنسانية جمعاء، وما باتت تمثله من نموذج إلهام للمرأة في عالمنا العربي وفي العالم.
هذه القوة التي تهيأت للمرأة في الإمارات، بدأت بإيمان ومبادرة واستراتيجية فاعلة من قيادة الدولة، استطاعت من خلالها، في وقت قصير، ترسيخ مكانة متقدمة للمرأة، لتتصدر الصفوف الأولى، في المشاركة في صنع القرار، وقيادة مؤسسات تصنع تاريخاً جديداً للوطن وللعالم العربي.
كانت حكومة محمد بن راشد سباقة في تعيين أول وزيرة في 2004، لتضم الحكومة الآن 9 وزيرات، ولترفع قيادة الإمارات كذلك تمثيل المرأة في المجلس الوطني إلى النصف، في تعزيز كامل للتوازن بين الجنسين، بل امتد هذا التوازن وهذا التمكين ليشمل جميع القطاعات، بما فيها قطاع الأعمال، الذي تتصدره سيدات أعمال الإمارات في المنطقة، وكذلك القطاعات المعرفية المختلفة التي أثبتت فيها الإماراتية تفوقاً واضحاً، في الفضاء والطب والتقنية وغيرها من العلوم المتقدمة.
الشهادة العالمية لابنة الإمارات، تأتي اليوم دليلاً دامغاً، على الاستثمار المخلص والرهان الكاسب، الذي ارتقت من خلاله قيادتنا الحكيمة بطاقات أبناء الوطن، كما أنها برهان لا يقبل الشك، على أن المرأة الإماراتية كانت عند ثقة القيادة، بما أسهمت به من إنجازات، وأحدثته من اختراقات في مجالات حيوية، يتحدث عنها العالم بأسره.