القليلُ كثيرٌ في الطعام والعيال والفرح
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

القليلُ كثيرٌ.. في الطعام والعيال والفرح!

القليلُ كثيرٌ.. في الطعام والعيال والفرح!

 الجزائر اليوم -

القليلُ كثيرٌ في الطعام والعيال والفرح

فاطمة ناعوت
بقلم : فاطمة ناعوت

«القليلُ كثيرٌ، والكثيرُ قليل». نظريةٌ معماريةٌ تعلّمناها فى كلية الهندسة، لكننى اكتشفتُ أنها تنطبق على كلّ مناحى الحياة فى الطعام والعيال، وكذلك فى الفرح. «الإضافةُ عن طريق الحذف»، هى الفلسفة العبقرية التى انتهجها المعمارى الأشهر: «لودفيح ميس ڤان ديرّو» ليعلّمنا أن التفاصيل الكثيرة تُفقِد الإنسان القدرة على تذوّقها والاستمتاع بها. كلّما قلّت التفاصيل زاد الجمال، والعكس صحيح. وتلك الفلسفة: Less is More، and More is Less تنطبق على كل شىء فى الحياة تقريبًا.

دعونى أشارككم تجربتى الخاصة مع الطعام والوزن الزائد وأشياء أخرى. مع شهور الحظر العام الماضى، اكتسبتُ بضعة كيلوجرامات من الوزن الزائد. هرعتُ إلى صديقتى د. ريهام صفوت الحبيبى، استشارى التغذية وأمراض السمنة، فوضعتْ لى برنامجًا غذائيًّا علميًّا أفقدنى ما أثقلَ كاهلى من أحمال، وأكسبنى صحةً واستمتاعًا بطقس الطعام. الوجبةُ تكفى عصفورًا، لكن استمتاعى بالطعام زاد أضعافًا. فحين تتحوّلُ الوجبةُ إلى لوحةٍ فنيّة بها القليلُ جدًّا من الطعام موزّعٌ بأناقة على حوافِّ الصحن الأبيض، تكتشفُ أن احترامَك لكلِّ لُقيمة قد زاد، واستمتاعك بمذاقها قد تضاعف. ثمرةُ الجوافة التى تلتهمها فى ثوانٍ، جرّب أن تتناولها ببطء فى عشرين دقيقة، (لأنك تعلم أنها كلُّ نصيبك من الطعام لساعات). سوف يجعلُك هذا تستحلبُ رحيقَها بتروٍّ واحترام؛ فتشعر بحلاوة مذاقها على نحو مغاير تمامًا من تناولها ضمن صحن به خمس ثمرات.

تلك فلسفةُ أشهر وأغلى مطعم فى العالم: «أوستريا فرانشيسكانا» Osteria Francescana بمدينة «مدوينا» الإيطالية. صاحبُه ومديرُه الشيف: «ماسيمو بوتورا»، الذى كان عاشقًا منذ طفولته لمكرونة التورتيلينى؛ وكان يزعجُه تناولُ الناس لهذا الصحن بعجلة ودون احترام لمجرد الشبع. فقرر ابتكار صحن أطلق عليه اسم: «تورتيلينى يتجوّلُ فى الحساء»؛ وهو عبارة عن ٦ حبّات مكرونة لا غير، تسبحُ فى قليل من الصوص الأبيض، موزعةً فى صحن أبيض كبير من الصينى. وللحصول على هذا الطبق «الشحيح» عليك الحجزُ مقدمًا فى المطعم لشهور طوال، مقابل مبلغ باهظ لتلك الوجبة التى لا تُشبِع. لكنها فى الواقع كافية لمنحك الشبع؛ لأنك سوف تتناول ببطء شديد «وباحترام»، كلَّ مكرونة من المكرونات الستّ، إضافة إلى متعة تأملك اللوحة الفنية على خلفية الصحن الأبيض. هذا كلامٌ علمىٌّ بالمناسبة؛ ففى تلك الوجبة الخفيفة ما يُشبِعُ الإنسانَ. لكننا لا نفطنُ إلى ذلك بسبب الاعتياد على التهام أطباق هائلة من المكرونة والأرز والطبيخ واللحوم؛ فتحمل أجسادُنا الدهونَ الزائدة، وتفقد أرواحُنا متعةَ الاستمتاع بالطعام واحترامه. وهذا يتفق مع الحديث الشريف: «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبَه».

أظنُّ أن تلك الفلسفة: «القليلُ كثيرٌ، والكثيرُ قليل» تنطبقُ كذلك على عدد الأطفال الذين ننجبهم. لهذا يقولُ المثلُ الشعبىُّ الفطن: «عيّل مكسى، ولا عشرة عريانين». فلا شكّ أن الرعاية، بل الحب، الذى يُمنح لطفل أو طفلين، أكثرُ مما يمكن منحه لخمسة أطفال أو عشرة. وشكرًا للرئيس السيسى الذى قرّر الوقوفَ بحسم أمام «غول» الانفجار السكانى الذى يبتلع جميع محاولات النهوض بالوطن، ويجعلُنا ندور فى فلك العوز والاستدانة والمرض، ويُرهق كاهل الوطن بمأساة أطفال الشوارع والتسرّب من التعليم وغيرها من كوارثَ مجتمعية لم نعد قادرين على مواجهتها؛ إلا بتنظيم النسل بأمر القانون، وليس بالمناشدة والتوسّل. وشكرًا لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذى استجاب لمطلب رئيس الدولة بمكافحة الانفجار السكانى، وأعلن «أخيرًا» أن تنظيم النسل «حلالٌ حلالٌ حلال». وشكرًا دار الإفتاء المصرية التى أعلنت جواز اتِّخاذ الدولة ما تراه من تدابير لتنظيم عملية النسل وترغيب الناس فيه. ولن نتساءل: لماذا لم تُعلن المؤسسةُ الدينية هذا منذ عقود، لنوفّر على أنفسنا ما نواجهه الآن من أزمات طاحنة؟!، فالوصول إلى الهدف «متأخرًا جدًّا» خيرٌ من عدم الوصول على الإطلاق.

كان فيلم «أفواه وأرانب» فى سبعينيات القرن الماضى أولَ ناقوس إنذار يُقرعُ لينبّه الناسَ بالكارثة القادمة. لكن الفيلم للأسف وضعَ نهاية «رومانسية» للمأساة بتشغيل الأطفال فى مزرعة الرجل الثرىّ؛ وهو حلٌّ فردى رهين مصادفة، ضاربًا صفحًا عن تعليمهم والرعاية الصحية والنفسية لهم. وبدأت المشكلةُ تتفاقم يومًا بعد يوم، لأن مشايخَ متأسلمين أفتوا بتحريم تنظيم النسل، وراحوا يشوّهون الدينَ ويدمرون الوطن؛ لصالح «البزنسة» التى يتربّحون منها.

أتمنى اليومَ أن تتخذ الدولةُ إجراءاتٍ حاسمة بشأن تنظيم النسل بإلغاء الدعم كليًّا عن الأسرة التى تنجب الطفلَ الثالث. فلن نشعر بجميع مظاهر النهوض التى نحياها الآن؛ إلا بمواجهة الانفجار السكانى الذى يلتهم كل بناء وتشييد فى هذا الوطن الطيب. «الدينُ لله والوطنُ لمن يُصلِحُ الوطن».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القليلُ كثيرٌ في الطعام والعيال والفرح القليلُ كثيرٌ في الطعام والعيال والفرح



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria