«عار بورما» الحقد يتجاوز كل الحدود
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«عار بورما».. الحقد يتجاوز كل الحدود

«عار بورما».. الحقد يتجاوز كل الحدود

 الجزائر اليوم -

«عار بورما» الحقد يتجاوز كل الحدود

بكر عويضة

بدءا، الشطر الأول من العنوان ليس لي، لذا حرصت أن يرد بين أقواس تضمين. في التفصيل، أنني أردت التقاط الأنفاس من مشاهد فظائع قتل الأنفس وتدمير البنيان في قطاع غزة، فالتقطت العدد الأخير من مجلة «تايم» الموضوع جانبا مذ وصلني السبت الماضي. صفحة الفهرس أعطتني فكرة موجزة، لكنها لم تهيئني لصدمة كانت تنتظرني. على اتساع صفحتين كاملتين صفع نظري منظر عبد القادر (65 سنة) يفترش الأرض وقد أطل من عينيه هلع عبر مباشرة إليّ، كأنما صرت محله، وإذ ارتفع بصري نحو «المانشيت» أعلى الصفحتين زعق عنوان بالفنط العريض: «عار بورما»، ثم أوضح سطر لاحق التفاصيل فشرح أن عبد القادر واحد بين ما يتجاوز مائة وأربعين ألف إنسان من المسلمين في بورما، الذين أُكرهوا على النزوح من بيوتهم لينتهوا مشردين بمعسكرات تجذّر فيها المرض واليأس.
المجلة الأميركية، إحدى قلائل كبريات الصحافة الأسبوعية العالمية، حيث إذا تعلق الأمر بحالة إنسانية فلا يزال لموضوعية التغطية الصحافية مكانها المتميز، من دون تمييز بين أعراق أو أديان، بين إنسان وآخر، خصصت عشر صفحات لمشاهد صادمة التقطتها كاميرا جيمس ناشتوي (JAMES NACHTWEY)، عكست حالة بؤس مروّعة يعيشها لاجئو معسكرات مسلمي ميانمار، أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها بالفعل «عار» يلوّث نياشين طغمة عسكرية تتوارث حكم بورما منذ ما يقرب من نصف قرن. تعقيبا على صور ناشتوي كتبت هانا بيتش (HANNAH BEECH) أنها عندما زارت قبل خمس سنوات مدينة سيتوي (SITTWE) غرب بورما، لاحظت كيف يتجاور في السوق بائع خضار بوذي مع صياد مسلم، بل إن كاهنا بوذيا وإماما مسلما همسا لها أنهما معا يعارضان الحكم العسكري في بورما. اليوم، المدينة ذاتها تعيش حالة فصل عنصري كامل.
أين المهرب إذن؟ لا أعني فقط معاناة مسلمي بورما، إنما إلى أين يفر الإنسان من ظلم أخيه الإنسان؟ وممّ يولد الظلم؟ لست أضيف هنا شيئا غير معروف، الكل يعلم أنه مثلما هناك حاجة لموّلد كهربائي، كذلك هو ظلم البشر بعضهم بعضا بحاجة إلى تفعيل يحركه، فإن هو في حال رقاد يوقظه، أو كان يمر بخمول ينشطه، كما تفعل الكيماويات في أي اختبار معملي. الحقد يؤدي دور موّلد ظلم بشر للبشر، وهو ليس بحاجة لتأشيرة دخول، بل هو عابر للقارات، متجاوز للحدود، لا يقف عند لون، ولا الدين هو سقف له، بل اللون، العرق، الدين، أو قل كلها معا، عباءات بها يتسربل، لكي يلد ظلمات ظلم تفقّس هي أيضا المزيد من حقد الإنسان ضد الإنسان. المشكل أن الكل يعلم هذا، لكن واقع الحال يقول إن السواد الأعظم من الناس يتجاهل، أما الأخطر فهو أن يتغافل معظم العارفين بخطورة الأمر، خصوصا بين أولي العلم، عن التصدي بنور المعرفة لأخطار ظلمات الأحقاد. ألا يعلم هؤلاء أن بذرة الحقد إذا بُذرت في تربة ما، فليس ثمة ما يضمن أن نَبْتَ شرورها لن تتسلل جذوره لتنبُت أشجارا تنتشر في ترُب كثيرة مجاورة، وأن حريقها إن طال بيتا في حارة سوف يتمدد الشرر، عاجلا أو آجلا، لينال بيوتا بحوارٍ كثر، لا أحد يدري أيّهن هي الأولى، وإلام يؤول المنتهى؟ بلى يعلمون، ولكن أكثرهم يتغافلون.
ترى، لئن كان حقد عنصري أصاب بوذيين فتسبب في بؤس مائة وأربعين ألف مسلم بورمي في إقليم روهينغا جعل «تايم» تصرخ: «عار بورما»، فما يكون الوصف الأنسب لحقد أوصل عشرة ملايين و800 ألف سوري إلى أشد حالات البؤس، إلى حد أوجب حاجتهم إلى رعاية دولية داخل بلدهم؟ الأرجح أن وصف «عار» دون مستوى توصيف درجات الحقد التي فتتت سوريا وقسمت السوريين. ولا يختلف الحال كثيرا عن مناطق عدة تصول الأحقاد فيها وتجول تحملها رياح الظلم وأعاصير القتل والتدمير. ها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يطالب بحماية دولية للفلسطينيين إزاء تجاوز الرد الإسرائيلي على استفزازات «حماس» للحدود والأعراف الدولية. وها هي حكومة ليبيا المصابة بنصف شلل، تفكر هي أيضا بطلب نجدة دولية تنقذ الليبيين من أحقاد ميليشياتهم. ومع إمكانية تفهم أن غليل صواريخ حماس، حتى لو لم تصب بمقتل أي أحد بينما يتزايد قتلى الفلسطينيين، قد يشفي الصدور التي تعتمل بالغضب، فإنه كيف يمكن تفهم أن يقصف ليبيون بعضهم بعضا بصواريخ «غراد» في مطار طرابلس فيزهقوا أنفسهم ويحرقوا معظم طائرات بلدهم؟ وماذا عن بلاد الرافدين، إلى أين سينتهي نعيق الحقد هناك؟ هل بقي ثمة أمل أن يبقى العراق وفيا لتراث إنساني عرفه مذ كان مهد حضارات في ظلالها تعايشت أعراق وأديان، وتلاقحت في أروقة مناراته ثقافات فأمدت البشرية بإرث معرفة لا يزال وهجها مشعا؟
ذلك حصاد بضع سنين سبقتها أعوام من آلام ما فعل الحقد بالجسم العربي، إن بأطرافه، على تخومه، أو في القلب منه. هل من الضروري التذكير بما فعل جزائريون بالجزائر والجزائريين، وما جرى لمصر والمصريين بأيد مصرية، وما فعل سودانيون بالسودان من دارفور إلى جوبا، أو ما أدمى لبنانيون به لبنان من صيدا مرورا ببيروت وصولا إلى طرابلس؟ وهل لا بد من استحضار ما مارس الرفاق في حواري عدن من مجازر بحق أنفسهم، وما نجت أحيانا عائلاتهم، أو نزيف خناجر القبائل إذ تصهل بالثأر أن «لا بدّ من صنعاء ولو طال السفر»؟ ماذا يكون الحقد الذي ولّد «عار بورما»، على فظاعة بشاعته، أمام ما فعلت أحقاد عرب ومسلمين بالجسم العربي والعالم الإسلامي طوال عقود، وليس منذ بضع سنين فقط؟ لا أدري، لكنني أستحضر من زمن الصبا السياسي/ الفكري، كيف أنني صمتُ فلم أتحد مقولات من نوع: «الحقد النبيل يفجر الثورة». كيف يُعطى «الحقد» صفة «النبل»؟ كلا، الحقد هو الحقد، ولا يمكن أن يلد سوى ظلمات الظلم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عار بورما» الحقد يتجاوز كل الحدود «عار بورما» الحقد يتجاوز كل الحدود



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria