محمد سلماوي
تتناقل الأوساط المصرية فى نيويورك أخباراً حول ما تقوم الجماعات التابعة للإخوان فى الولايات المتحدة بإعداده بمناسبة زيارة الرئيس السيسى للأمم المتحدة، يوم 21 من الشهر الحالى، حيث بدأت فى تجميع أعداد من المصريين وغير المصريين!!، للقيام بمظاهرات أمام مبنى المنظمة الدولية، بهدف تصوير النظام المصرى الحالى، الذى انتخب بأغلبية ساحقة، على أنه غير مقبول من المصريين، وأن المعارضة له أكبر من حجمها الهزيل الذى نعرفه.
ويقول لى أحد الطلبة المصريين، غاضباً: هى «عملية نصب سياسى»، لأن الغالبية العظمى من المصريين هى التى أتت بهذا النظام، وهى التى اختارته، بل هى التى طالبت المشير السيسى بالترشح للرئاسة أصلاً، وصور المصريين فى الشوارع وهم يبتهجون لنجاح السيسى فى الانتخابات مازالت ماثلة فى ذهن الجميع.
ويقول لى مصرى آخر يعمل فى مجال الاتصالات فى نيوجيرسى منذ 13 عاماً، إننا سنخرج للتظاهر أيضاً لنعلن تأييدنا لمصر التى عادت إلينا بعد سقوط الإخوان ، يجب أن يعرف العالم أن المصريين فى الداخل والخارج يؤيدون الرئيس السيسى والإصلاحات التى يتخذها فى مصر الآن، ولنر من ستكون مظاهراته أكبر.
وأسأل السفير المصرى فى واشنطن محمد توفيق، كيف ينظر إلى تلك المظاهرات، وهل هناك ما يمكن للسفارة أن تفعله؟ فأجده على علم بكل ذلك، لكنه يقول إننا لا يجب أن نبالغ فى قيمة وتأثير هذه المظاهرات، فافتتاح دورة الأمم المتحدة يشهد فى كل عام حضور العشرات من رؤساء الدول، وعادة ما تصاحب حضورهم مظاهرات مناهضة لهم وأخرى مؤيدة، وهذه الجاليات تتقدم لجهات الأمن هنا بطلبات لتنظيم المظاهرات، وتقوم السلطات بتحديد أماكن هذه المظاهرات، وإذا تخطى أى منهم المكان المحدد له كأن ينزل عن الرصيف مثلا أو يعوق المرور، كما حدث فى رابعة أو النهضة، فهى تقبض عليه على الفور.
ثم يضيف: «ستتجمع كل هذه المظاهرات الدولية فى مكان واحد أمام مبنى الأمم المتحدة، كل منها إلى جوار الأخرى، ولن تزيد أهمية أى من هذه المظاهرات الخاصة بدولة ما عن تلك التى تجاورها والخاصة بدولة أخرى».
فأقول للسفير: لقد شاهدت الكثير من هذه المظاهرات فى زيارات سابقة لى إلى الأمم المتحدة، وأعتقد أن تقييمك السياسى لها صحيح، لكن ما أخشاه هو استغلالها إعلامياً لتقديم صورة سياسية مغلوطة، فالإعلام الأمريكى، وقناة الجزيرة على سبيل المثال، لن يتوقفا طويلاً أمام المظاهرات الأخرى، لكنهم سيهتمون بالمظاهرات المصرية، ويحاولون إعطاءها أهمية لا تستحقها، فيقول السفير: الإعلام الأمريكى بالذات قد يتردد فى عمل ذلك، لأن الناس هنا اعتادت هذه المظاهرات وتعرف حقيقة قدرها.