«حريتي أن أوسّع زنزانتي» 12
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«حريتي أن أوسّع زنزانتي» (1-2)

«حريتي أن أوسّع زنزانتي» (1-2)

 الجزائر اليوم -

«حريتي أن أوسّع زنزانتي» 12

عمار علي حسن

«حريتى أن أوسّع زنزانتى».. كثيراً ما يردد كتّاب عرب كثر هذا المقطع الشعري الرائق والعميق الذى أبدعته قريحة محمود درويش، كلما هموا ليكتبوا حروفهم على الورق، أو ينطقوا بها عبر الإذاعات والفضائيات، معتبرين، أو حتى متوهمين، أن ممارسة الكتابة أو جريان الكلام على اللسان تقربهم من التحرر والخلاص الذى ينشدونه، والذى دفع كثيرون منهم فى سبيله ما فوق طاقتهم من العرق والدم والدموع والوقت والجهد والأحلام المجهضة.

وحين اندلعت الثورات تهلل هؤلاء ودقوا الهواء بأيديهم وصرخوا: ها قد جاءت لحظة التحرر التى انتظرناها طويلاً حتى اشتعلت الرؤوس شيباً وشاخت النفوس، لكن هذه اللحظة سرعان ما تبخرت تحت وطأة الإرهاب والعسكرة والفوضى والقتل والتشرد والأطماع الرخيصة واهتزاز الدول وعشوائية الكيانات الاجتماعية وتأخر الثورة الفكرية والإصلاح الدينى.

كأن «درويش» يلخص بعبارته تلك حال الكاتب العربى، قبل الثورات والانتفاضات وبعدها، فما إن خطفه الحلم إلى حرية مجنحة، حتى رده الواقع الأليم إلى رغبة فقط فى توسيع الزنزانة، أو تحسين شروط الحياة القاسية داخل السجن الكبير. ومثل هذا التصرف هو ما يفعله المتفائلون، أما اليائسون فينسحبون داخل نفوسهم المهيضة، ويسحبون جدران الزنازين المظلمة لتضيق عليهم أكثر.

لكن هؤلاء وهؤلاء لا يحجبون أبداً أولئك الذين لا يغادرهم الأمل فى تحصيل الحرية مهما طال الزمن وزاد العناء، حرية التفكير والتعبير والتدبير، كاملة غير منقوصة، ومبدئية لا مساومة عليها، وثمينة لا موضع لمقايضتها بأى شىء، لا بالأمن ولا بالخبز، فلا شىء يغنى عن الحرية، ومن يطلب أمنه على حساب حريته لا يستحق أمناً ولا حرية.

لكن مع شعار «تدرجوا واصبروا حتى تنضجوا فتنالوا حريتكم» المرفوع فى وجه كل من يريد حرية حقيقية «الآن.. وهنا» يغلب منطق المتشائمين الذى يقوم على أنه لم يعد أمام كل منا سوى أن يحمل زنزانته فوق ظهره، فتسير معه فى غدوه ورواحه، وحله وترحاله، وليس له أن يتخفف أو يتخلص منها، بل عليه فقط أن يترك ظهره ليعتاد على التحمل مهما طال الطريق، أو يتودد إلى الزنزانة فلا تُثقل من حمولتها فتعجزه عن السير تماماً، وهكذا حتى يصل إلى «المحطة الأخيرة» من عمره المترع بالشقاء، ويغمض عينيه، لينعم بالحرية الأخيرة والأبدية فى العالم الآخر.

المشكلة فى مثل هذا المسار، فى دنيا الناس، أن الزنزانة متعددة الجدران، فلا يكفى أن نهدم أحدها أو نصنع به كوة كافية لتهريب أجسادنا وأرواحنا منها حتى نجد أنفسنا أحراراً طليقين، بل علينا إما أن نمارس لعبة ترويض الوقت، أو أن نبحث عما نزيل به الزنزانة تماماً، وعندها علينا أن نتحمل نتيجة المغامرة، فإما التحرر وإما الموت، أو الموت فى سبيل الحرية.

ويقول الخائفون والمترددون منا: علينا قبل أن نقرر ماذا سنفعل أن نقرأ موسوعة الباحث العراقى عبود الشالجى التى سماها «موسوعة العذاب» ليسرد فى ثمانية مجلدات كاملة طرق تعذيب السجناء والمتمردين على السلاطين الجائرين فى التراث العربى، ونضيف إليها ثمانية مجلدات أخرى من صنع خيالنا، أو نتاج بحثنا أو تجربتنا، عن التعذيب عند العرب المعاصرين، الذين ما إن تخلصوا من صدام حسين ومعمر القذافى حتى سقطوا فى أفخاخ «القاعدة» وفروعها، و«داعش» وأتباعها، و«الحوثى» وأنصاره، دون أن يرحل كثير من المستبدين التقليدين والتاريخيين الذين تتبدل ظروف الناس حولهم وهم على قسوتهم قابضون.

قد تنفعنا فى هذه الحالة قراءة روايات عبدالرحمن منيف وصنع الله إبراهيم، ويمكن أن نختتم هذه القراءات بروايتين خفيفتين «العسكرى الأسود» ليوسف إدريس و«السرداب رقم 2» للعراقى يوسف الصائغ، لكننا قد نجد أنفسنا نعانق الخوف مع أحمد سعداوى نبحث عن «فرانكشتاين فى بغداد» أو دمشق، سيان، وبقية العواصم العربية ليست أحسن منهما سوى فى أن درجة الخوف أخف قليلاً، أو أنها مؤجلة بعض الوقت، أو هناك من يضغطون على أنفسهم بقسوة حتى يتفادوها، بدفع شىء آخر أو قيمة أخرى، قد تكون أجدى وأنفس.

ويُسدى هؤلاء الخائفون النصح إلى من يتهم بعض الباحثين بالانزلاق نحو التحيز والانتقاء المتعمد الذى يحرف الحقائق، وإلى من يعتقد فى أن كل ما بالروايات من صنع الخيال، بأن يقرأ ما كتبه معارضون عن تجربتهم فى سجون الحسن الثانى وحافظ الأسد ونجله الذى يهدم سوريا على رؤوس أهلها فى سبيل كرسيه الذى لم تتبق فيه سوى رجل واحدة، وكذلك ما كتبه الشيوعيون عن عذابهم المرير فى سجون صدام وقبله فى سجون عبدالناصر، والمتطرفون الإسلاميون فى أقبية القذافى، وليتجول فى السير الذاتية للمناضلين أو الرافضين العرب من المحيط إلى الخليج، سيجد أينما حل زنازين، كما تسمى فى مصر، أو مهاجع كما يطلقون عليها فى العراق والشام.

أما المتفائلون ممن لديهم العزم والجرأة على تحدى كل هذا دفعة واحدة، فسيهدمون الجدار الأول فى زنازيننا، جدار السلطة السياسية الغشوم الذى بُنى من التجبر والتسلط والفساد، فتنقص الحمولة الثقيلة الجاثمة فوق ظهورنا، ويكون بوسعنا أن نزيد من تلاحق خطواتنا إلى الحرية، خاصة إن كنا عازمين على هدم الجدار الثانى، دفعة واحدة، أو حتى لبنة لبنة حتى يغمرنا النور والبراح.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حريتي أن أوسّع زنزانتي» 12 «حريتي أن أوسّع زنزانتي» 12



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 07:14 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

تايلور سويفت أنيقة خلال حضورها حفلة "بيلبورد"

GMT 05:23 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تعاون بين فيكتوريا بيكهام و"ريبوك" في مجموعة خريف 2018

GMT 03:41 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارتان قديمتان لـ"مرسيدس" تخرجان إلى المزاد العلني

GMT 03:42 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

مارك جاكوبس يتخطى الأزياء إلى كريمات الأساس الرائعة

GMT 15:41 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الأرصاد الجوية الكويتية تؤكد أن الطقس حار والعظمى 44

GMT 04:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن تناول فيتامين "د" يساعد على الإنجاب

GMT 18:23 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما أسباب الصداع عند المراهقين؟

GMT 01:41 2017 السبت ,04 آذار/ مارس

نسرين أمين "راقصة" في مسلسل "شقة فيصل"

GMT 00:09 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار الريال السعودي مقابل الدولار الأميركي الإثنين
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria