الأدب والمجتمع والاقتصاد 46
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الأدب والمجتمع والاقتصاد (4-6)

الأدب والمجتمع والاقتصاد (4-6)

 الجزائر اليوم -

الأدب والمجتمع والاقتصاد 46

عمار علي حسن

وعلى الجانب الآخر فإن تأثير الاقتصاد فى الشكل الأدبى يتضح فى الرواية أكثر من غيرها، حيث يرى كثير من النقاد أنها تعبير عن وضع اقتصادى معين. فـ«جولدمان» يعتبر أن الرواية هى العمل الأدبى الذى يعكس الحياة اليومية فى مجتمع يطبعه نظام السوق. فشكل الرواية يبدو كما لو كان نقلاً للمفردات الحياتية فى المجتمع الفردى، التى يفرزها إنتاج السوق، وهى التى ترصد سلوك البشر فى بحثهم الدؤوب عن «القيم الاستعمالية»، أى القيمة الملموسة للأشياء، فى مواجهة «القيم التبادلية» التى تقوم على الإنتاج من أجل السوق نفسها، وليس من أجل الاستهلاك.

وقد اقترن ظهور الرواية فى أوروبا ببزوغ فجر البرجوازية الأوروبية، لتصبح هى الشكل الأدبى الأساسى لمجتمع الرأسمالية الصناعية، وما يرتبط به من انتشار المدنية. فالهجرة من الريف إلى المدينة بحثاً عن الرزق ركزت الأضواء على موضوعات صارت مادة خصبة للروائيين الأوروبيين عند منتصف القرن التاسع عشر، مثل الزحام والاغتراب والصراع الاجتماعى، والتفاوت الطبقى.

ومن هذا المنطلق قسم «جولدمان» تطور القصة فى الغرب إلى ثلاث مراحل، الأولى: مرحلة البطل المتأزم، المعبر عن الاقتصاد الحر، والثانية: مرحلة القصص التى تحاول إلغاء القيم الفردية، وتعبر عن الاقتصاد الاشتراكى الموجه، أما الثالثة: فهى مرحلة القصص التى تحاول أن تحل السير الجماعية محل السير الفردية، وتتسم بغياب الموضوع، وانتهاء البحث المنظم عن «قيم» من أى نوع.

ولا شك أن هذا التقسيم يظهر مدى ارتباط السرد الأدبى بالتطور الاقتصادى/ الاجتماعى فى أوروبا، الأمر الذى يطرح تساؤلاً عما إذا كانت الرواية العربية قد اقتفت هذا الأثر من عدمه، خاصة فى ضوء الرؤى التى تؤكد أن إسهام الغرب فى «صنعة» الفن الروائى لدى العرب يفوق بكثير الإسهام الذى قدمه التراث العربى فى هذا المضمار.

إن ظهور الرواية فى عالمنا العربى ارتبط بنشأة المدينة وظهور الطبقة الوسطى التى إن كانت تمثل وعاء للقيم الإيجابية، فإنها بالنسبة للرواية مثلت فى البداية القاعدة التى تصعد الرواية بصعودها وتهبط بهبوطها، لكن الرواية العربية لم تراوح مكانها، ولم تعد أسيرة ارتباطها بالطبقة الوسطى، بل تعددت وتنوعت، وطوقت طبقات اجتماعية أخرى، معبرة عن همومها وأحوالها، وأصبحت تاريخ من لا تاريخ لهم من الفقراء والمسحوقين الذين يحلمون بغد أفضل، خاصة مع اتجاه التركيبة الاجتماعية للأدباء نحو الشرائح الدنيا.

فبعد أن كان معظم الأدباء، فى المراحل الأولى للرواية العربية، ينتمون إلى فئات تبدأ من الطبقة الأرستقراطية حتى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، أخذت الرواية العربية تعرف كتّاباً انحدروا ليس من الشريحة الدنيا للطبقة الوسطى فحسب، بل أيضاً من «قاع المجتمع»، مروراً بأبناء العمال والفلاحين. وقد ساهم هذا فى إثراء الإبداع الروائى، وفى أن تقفز الرواية لتكون «ديوان العرب» الحديث، لأن نزول كتّاب مختلفى المكانة الاجتماعية إلى غمارها جعلها قادرة على تسجيل حياة مختلف القطاعات البشرية، بشكل أكثر دقة وأمانة.

وإزاء هذا الوضع قسم بعض النقاد النماذج الروائية العربية إلى: الرواية التقدمية، والرواية الرجعية، ورواية البرجوازية الصغيرة، انطلاقاً من المنظور الطبقى، وذلك على عكس ما توصل إيه ناقد فذ مثل «باختين» الذى سعى إلى البحث عن جذور الرواية فى أحضان الثقافة الشعبية الأوروبية، متخلياً عن الربط المألوف بين الرواية وقيم الطبقة البرجوازية. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدب والمجتمع والاقتصاد 46 الأدب والمجتمع والاقتصاد 46



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria