جهاد النفس فريضة غائبة 22
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

جهاد النفس.. فريضة غائبة (2-2)

جهاد النفس.. فريضة غائبة (2-2)

 الجزائر اليوم -

جهاد النفس فريضة غائبة 22

عمار علي حسن

ويرفض الدين الزهو والعجب، فيقول الله فى محكم التنزيل: «إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ». فالغرور هو أكبر العوائق أمام الوصول إلى الكمال الإنسانى، ومن أعظم المهالك فى الحال والمآل. وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: شح مشاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه». فالمرء الذى يغتر بعلمه يكتفى بما لديه، ويتوقف عن الاستزادة من المعرفة، ويسعى أن يكتسب من العلم سلطاناً غير سلطانه الحقيقى، وجاهاً غير ما يفرضه علم العالم على الناس من وقار واحترام. ولا يجب أن يغتر الإنسان بماله، فيسرف ويبذخ ويتعالى على الناس. ولا يغتر الإنسان بقوته فيظلم، ويخاطر فيهلك. ولا يغتر بحسبه ونسبه، فيتيه على الناس بما لا يتم به التيه والافتخار، فسبحانه وتعالى يقول: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». ولا يغتر الإنسان بعبادته فيحبط الله أعماله.
واعتبر الإسلام مداواة الغرور فرض عين، وحدد لذلك طريقين؛ الأول أن يعرف الإنسان نفسه: «مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ»، والثانى أن يعرف الإنسان ربه: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ». كما منع الإسلام أن يمدح الإنسان نفسه، وفى هذا آيات بينات واضحات مثل: «فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» (النجم/ 32) و«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّى مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا»، (النساء/ 49). لكن فى المقابل ينهى الإسلام الإنسان عن ذم نفسه أمام الغير، ويمنع أن يفرط المرء فى الحديث على الملأ عن عيوب نفسه ونقائصها محاولاً إظهار التواضع، لأن فى هذا مدحاً وتزكية لها بطريقة غير مباشرة. وهنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم خبثت نفسى، ولكن ليقل لقست نفسى».
ويدعو الإسلام النفس الإنسانية إلى مقاومة الحسد، فهو نقيصة، تنطوى على حقد دفين، وتقوم على دافع سلبى للتغطية والتعمية على نقص الحاسد وضعفه، وعجزه عن بلوغ منزلة المحسود، فيكتفى بالتقليل مما لدى الغير من نعمة ومكانة، ويتقاعس عن الإتيان بأسباب الصلاح والقوة. فالحسد ما هو إلا غيظ كظم لعجز عن التشفى، وضعف عن أخذ الحق فى الحال، إما بالصفح والحلم، وإما بالقصاص، فرجع إلى العقل الباطن، فاحتقن واشتد فصار حقداً وحسداً. ولأجل هذا يقول الله فى محكم التنزيل: «وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (الفلق/ 5)، ويقول الرسول الكريم: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
وحارب الإسلام خوف النفس من غير الله، الذى يقول لعباده: «لا تخشوهم واخشونى»، ونهى عن الخوف من البشر، مهما علت مناصبهم وزادت قوتهم. كما دعا إلى الانتهاء عن الغضب، الذى يعلى عند انفجاره من «حيوانية» الإنسان، ويخرج الدين والعقل عن سياستهما، فلا يبقى للإنسان نظراً ولا فكراً ولا اختياراً. ولهذا قال الرسول لرجل طلب منه أن يوصيه ولا يكثر حتى لا ينسى: «لا تغضب». وقد سأل الرسول يوماً أصحابه: ما تعدون الصرعة فيكم؟ قالوا الذى لا تصرعه الرجال. فقال: ولكنه الذى يملك نفسه عند الغضب».
لكن الإسلام حرص على ألا تفتقد النفس نخوتها، فتسقط فى التبلد واللامبالاة، وعمل على بناء النفس الواثقة الثابتة الصابرة المحبة لغيرها، والوفية لخلانها، القادرة على العطاء. وإذا ما بنيت النفس الإنسانية على هذه الفضائل المتوازنة هذه فستؤهل صاحبها لأن يكون سوياً وإيجابياً، بما يمكنه من أن يؤدى دوره باقتدار على جبهات المقاومة الأخرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهاد النفس فريضة غائبة 22 جهاد النفس فريضة غائبة 22



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria