القاضي الفاضل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

القاضي الفاضل

القاضي الفاضل

 الجزائر اليوم -

القاضي الفاضل

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

رحل عن عالمنا مصرى عظيم وقاض رفيع الشأن وكتلة من الكبرياء والكرامة هو المستشار فتحى خليفة، رئيس محكمة النقض الأسبق بعد سنوات من العزلة الصحية والانفصال عن العالم، ولكنى كنت أتذكره دائمًا ولا أنساه أبدًا، وقد اتصل بى الصديق الأستاذ أحمد أبوشادى الإعلامى الدولى الذى عمل فى سفارة مصر بواشنطن وفى صندوق النقد الدولى ليذكرنى بما كتبته عن القاضى الفاضل الراحل فتحى خليفة وكان ذلك فى 10 إبريل عام 2013 عندما كتبت عنه بلا مناسبة لأننى التقيته فى إحدى الحفلات ولم يتعرف على رغم العلاقة الوثيقة التى جمعتنى به لسنوات، ولقد كانت بدايات المرض قد زحفت على مراكز الذاكرة وأصبح لا يعرف من أحبوه وأحبهم، وها أنا أستأذن المصرى اليوم والقارئ معًا فى إعادة نشر ذلك المقال بعد أكثر من سبع سنوات ونصف من نشره تحية لرمز شامخ فى القضاء المصرى بمناسبة رحيله:

لقد تبوأ أرفع منصب قضائى فى البلاد فكان رئيسًا «لمحكمة النقض»، ومع ذلك لم يأخذ حقه من التقدير الذى يناسبه والتكريم الذى يستحقه، فلقد كان رجلاً شديد المراس صلبًا فى مواقفه متمسكًا بحرفية المبادئ التى يعمل عليها رجل القضاء، وقد يختلف معه الكثيرون إلا أننى شاهد حقٍ وعدل مثل غيرى على أن الرجل لم يكن بوقًا لنظام الحكم ولا أداةً له، وإنما كان يتصرف من وحى ضميره وما يؤمن به، إن المستشار «فتحى خليفة» لم يكن رجل سياسة وإعلام بل جاء إلى موقعه بالأقدمية المطلقة وكان حريصًا على الترفع عن الصغائر أو الهبوط بمستوى القضاء المصرى من عليائه، ولقد رأيته ذات مرة فى حفلٍ عام دعا إليه السفير السعودى الأسبق «د. هشام ناظر» وكان المستشار «فتحى خليفة» يبدو لى مترفعًا رفعة القضاء، هادئًا هدوء العلماء، صامتًا فى عزة وكبرياء، وتحدثت معه يومها فى كلمات قليلة أدركت معها مكانة الرجل وقيمته وعزوفه عن المناصب وابتعاده عن بريق السلطة ثم رأيته بعد ذلك بعدة سنوات فى سرادق عزاء فكان شاردًا مهمومًا لا يكاد يعرف أحدًا حوله، ولقد حرمه النظام الأسبق من أى منصب تكميلى بعد التقاعد أسوة بزملائه ربما لأنه لم يكن على وفاق كامل مع التوجهات السائدة حينذاك فضلاً عن أنه لم يكن من رجال النظام فى السلطة القضائية، لذلك دفع المستشار «فتحى خليفة» الثمن مرتين!

مرة مع النظام القائم ومرة أخرى فى مواجهة منتقديه داخل السلطة القضائية ذاتها، ولكن الرجل كان خلوقًا بطبعه، عزوفًا عن دخول المعارك بفطرته، ولقد أراحنى كثيرًا أن رجلاً من هذا الطراز كان على رأس السلطة القضائية عندما كانت «محكمة النقض» تفحص الطعون فى انتخابات عام 2005 وكنت طرفًا فى إحداها، فأنصفتنى المحكمة فى عهده وإن كانت التقارير قد صدرت بعد إحالته للتقاعد، إننا أمام نموذج شامخ لرجل قضاءٍ لم يلهث وراء المناصب ولم يغازل السلطة ولم ينجرف وراء الإعلام ولكنه انزوى بعد لحظة الانصراف فى هدوء الزاهدين وصمت الشرفاء، وقد يتساءل البعض لماذا اختار أحيانًا شخصيات تبدو بعيدة عن الضوء، والإجابة على ذلك موجودة فى السؤال ذاته، فأنا أريد أن أقدِّم للأجيال الجديدة نماذج مشرقة من كافة المجالات، وأقول لهم إنه لا يصح إلا الصحيح دائمًا وأن الشرف أنقى وأبقى، وقديمًا قالوا إنك تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت أو تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت! والمخلوق البشرى لم يعش الدهر كله ولم يعش فى كل مكان لذلك كان طبيعيًا أن يستلهم خطى سابقيه وأن تكون القدوة هى نبراس الأجيال الجديدة وهى فى طريقها الطويل مهما كانت المصاعب والتحديات.. إن المستشار «فتحى خليفة» نموذجٌ رفيع للقاضى الملتزم الذى لم تلوثه السياسة ولم تنل منه آثامها ولم يحمل شيئًا من خطاياها

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاضي الفاضل القاضي الفاضل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن

GMT 10:19 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

محافظ الأسياح يهنئ القيادة بمناسبة اليوم الوطني 88

GMT 18:44 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

أمطار على محافظة البدع السعودية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria