حقوق الإنسان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حقوق الإنسان

حقوق الإنسان

 الجزائر اليوم -

حقوق الإنسان

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

 

أثارت الزيارة التاريخية الفريدة من نوعها التى قام بها الرئيس السيسى لفرنسا والحوار الذى دار حول حقوق الإنسان مبررًا لطرق هذا الموضوع، وبداية فإن الحديث عن حقوق الإنسان هو تطور طبيعى لتقدم البشرية ونضوج الإحساس المشترك بقيمة الإنسان وسمو قدره وثمرة من ثمار المسيرة الطويلة للإنسان على كوكب الأرض، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فلقد أصبحت قضايا حقوق الإنسان مثل الحق الذى يراد به باطل وتعرضت تلك القيم النبيلة والأفكار السامية لعملية سطو ممنهجة عبر السنين، حيث اختفت ملامح التعريف الأصلى لحقوق الإنسان وتوارت فى زحام الاعتبارات السياسية والتأويلات المصلحية وجرى استخدامها لخدمة سياسات معينة وأهداف ملتوية، ونحن إذ نحتفل بالعيد الثانى والسبعين لصدور العهد الدولى لحقوق الإنسان وإعلانه فى مثل هذه الأيام من عام 1948 فإننا نتساءل: أين كنا؟ وكيف أصبحنا؟ هل سياسة ازدواج المعايير والكيل بمكيالين هى النموذج الجديد لحقوق الإنسان الذى يجب أن يقبله الجميع لصالح الأقوياء؟ هل حقوق الإنسان الفلسطينى هى ذاتها حقوق الإنسان الأمريكى؟ وهل حقوق الإنسان الإسرائيلى هى نفسها حقوق الإنسان الإفريقى؟ إن تعدد المعايير وتضارب التعريفات وأهواء أصحاب المصالح قد خلقت بالفعل أزمة حقيقية لحقوق الإنسان ناهيك عن عوامل ثلاثة للاختلاف بين الأطر والآليات المتبعة فى تحديد المعنى الدقيق للقضية العالمية لحقوق الإنسان وفقًا لاعتبارات ثلاثة: أولها حضارى ثقافى، والثانى اقتصادى اجتماعى

.. والثالث دينى أخلاقى، وسوف نناقش العوامل الثلاثة فى السطور القادمة معترفين بأن هناك حدًا أدنى متفقًا عليه فى القواعد العامة لحقوق الإنسان بشكل لا ينسف القضية برمتها ولا يصيب حقوق الإنسان فى جوهرها النبيل:

أولًا: إن الاختلافات الثقافية والتباين بين الحضارات أمور مسلم بتأثيرها فى إحداث قدر من التغيير بين حقوق الإنسان فى دولة وأخرى، والانتماء لمجموعة حضارية معينة تحت مظلة ثقافة محددة وفقًا لحزمة من القيم والتقاليد ذات الخصوصية تجعل الأمر مختلفًا من مجموعة بشرية لأخرى، فالمجتمعات تختلف وفقًا للنسق الحضارى والثقافى الذى تعيش فيه، إن الأميرة (ديانا) البريطانية ماتت قديسة أمام أعين الملايين رغم أنها اعترفت علنًا وعلى شاشات التليفزيون بالخيانة الزوجية الكاملة لولى عهد بريطانيا ولكن ذلك ليس جرمًا بمعايير الحضارة الغربية رغم أنه خطيئة كبرى بمعايير القيم الشرقية، كذلك فإن قضايا الثأر ومفهوم العار ومظاهر الانحراف تختلف فى مجموعها بين الانتماءات المتعددة للحضارات الإنسانية والتجمعات الجغرافية فى قارات العالم المختلفة.

ثانيًا: إن التفاوت الطبقى والاختلاف فى مستويات المعيشة واختفاء الحد الأدنى المقبول لدخل الفرد الذى يكفل هو الآخر الحد الأدنى من الحياة الكريمة هى عوامل شديدة التأثير فى مفهوم حقوق الإنسان، فأنا أظن أن الدولة التى تكرس جهدها لرفع مستوى حياة الفقراء فيها هى دولة ترعى الحقوق الأصلية بدلًا من التشدق ببضع حالات فردية من التجاوزات المرحلية تحت مظلة حقوق الإنسان، وبالمناسبة فنحن لا نقر تلك التجاوزات ولكننا نعترف بوجودها فى كل المجتمعات، فكفالة الحد الأدنى فى مستويات المعيشة هى واحدة من أهم حقوق الإنسان المعاصر، فالحريات الحقيقية لا يتمتع بها إلا من امتلأت بطونهم، فالجائع ليس حرًا، والفقير لا يتمتع بالكرامة الإنسانية التى يجب أن يحوزها وفقًا لطبيعة التطور وروح العصر، كذلك فإننا نعترف بأن القيم الاجتماعية تختلف باختلاف مستويات المعيشة ومعدلات الدخول الفردية للبشر وليس صحيحًا أن الحرية هى فقط تذكرة انتخاب ومؤسسة نيابية ونواب يهرولون ولكنها بالدرجة الأولى كفالة لأسباب المعيشة وضمان لإطعام كل فم فضلًا عن الحق فى الملبس والمسكن ووسائل الانتقال العامة والبيئة النظيفة، وهى كلها مطالب صعبة التحقيق فى معظم الدول الفقيرة.

ثالثًا: إن العامل الدينى والأخلاقى لهما تأثير شديد وانعكاس قوى على تحديد مفهوم حقوق الإنسان على خريطة مجتمع معين، فما تحرمه الديانات السماوية قد تقبله الثقافات الأرضية، وما ترضى به الديانات الأرضية قد يكون مجرمًا فى القيم الحديثة لمجتمعات أخرى، دعنا نأخذ (المثلية) نموذجًا فلقد أصبحت أمرًا عاديًا فى المجتمعات الغربية فالقوانين فى بلادهم تسمح بذلك، بينما المثلية فى المجتمعات الشرقية عمومًا والإسلامية خصوصًا تحظى بتجريم كامل ورفض أخلاقى لأن تلك المجتمعات لم تعرف ذلك النمط الشاذ من العلاقات البشرية فى عالم الرجال والنساء أيضًا ولذلك فإن ما يعتبرونه حقًا مكفولًا فى منطقة معينة هو جريمة كبرى بالمفهومين الدينى والأخلاقى فى مجتمعات أخرى.

ألم أقل لكم إن قضايا حقوق الإنسان- برغم نبل المقصد وسمو الغاية- قد أصبحت أحيانًا حقًا يراد به باطل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان حقوق الإنسان



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria